يا وزير الداخلية.. ما لك إلا السجون الهولندية!

  • 3/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

العضو المتهم باقتحام مجلس الأمة، الذي أودع السجن على اثر صدور حكم من محكمة الاستئناف بسجنه وآخرين (جمعان الحربش)، قصّ علينا معاناته وعذاباته هو والمسجونون الآخرون في سجون الكويت المزدحمة، التي تعاني من قلة الخدمات وسوء الإدارة. وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح، رداً على ما أفاده العضو المسجون، لم يكابر ولم ينكر، بل أفاض ووضع النقاط على الحروف، فبالرغم من مئات الملايين التي تصرفها الداخلية سنوياً من المالية العامة، يكفي أن بند هداياها وضيافتها في إحدى السنوات بلغ 33 مليون دينار كويتي. فإن سجنها المصمم لاستيعاب 2000 نزيل به 6000 نزيل فقط لا غير، وما يحصل للنزلاء من بهدلة أمر متوقع ومحتوم! ولنا هنا عدة وقفات.. الوقفة الأولى عن عاصفة التشريعات الأخيرة المقيدة للحريات، أي التي أدخلت عقوبة الحبس في كثير من الجرائم مهما ضؤلت، وعلى رأسها جرائم الرأي ووسائل التواصل الاجتماعي، والتعرض للدول الشقيقة، فبعض المغردين وصلت عقوبة سجنه الى ما يجاوز نصف القرن (أي 50 سنة)، فهل يُعقل هذا بسبب ارتكابه لجرائم تلك القوانين؟! الملاحظة أو الوقفة الثانية، أن قوانيننا الزجرية خلت من استبدال العقوبات بالخدمة الاجتماعية، وخصوصاً لمرتكبي الجرائم غير الخطيرة، وقد رأينا منذ مدة برلوسكوني، رئيس الوزراء الايطالي الأسبق الملياردير، وهو يكنس شوارع إحدى المدن الايطالية! وهناك دول تعاملت مع مشكلة اكتظاظ السجون بطرق عديدة، منها البرازيل، التي قررت السلطات فيها التغلب على تلك المشكلة بخصم 4 أيام من مدة العقوبة مقابل كل كتاب يطالعونه. ولدينا تجربة مماثلة في الكويت، بخفض مدة العقوبة لمن يحفظ أجزاء من القرآن، متمنين من المساجين الحفظة التمعن في معاني القرآن ومراميه، وليس فقط حفظه وترديد مفرداته من دون الغوص فيها وفهم معانيها. *** آخر ما لدينا نقوله للأخ الفاضل وزير الداخلية الكويتي، ان يتصل بزميله وزير الداخلية الهولندي، لإبرام اتفاقية نقل مساجين من الكويت لهولندا! والأمر يكمن في أن هولندا الدولة، التي يعتبرها البعض من الدول «الكافرة»، أغلقت حتى الآن 15 سجناً، وهم في طريقهم الى إغلاق 5 سجون أخرى، لأنه تبين أن عدد السجانين يفوق عدد المسجونين هناك! ولكي لا يفقد 700 سجان وظائفهم استوردت هولندا 200 مسجون من النرويج مؤخراً! فلو صدرنا لهم عدة آلاف من 4 آلاف سجين زايد عندنا، لما عانى السجانون الهولنديون من البطالة لهذا القرن والقرن المقبل! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي Ali-albaghli@hotmail.com

مشاركة :