أربك مقتل عميد في جهاز حماية رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، خلال اشتباكات عند مدخل مدينة سامراء (شمال بغداد) العلاقة مع تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي تشرف قوات «سرايا السلام» التابعة له على تلك المنطقة منذ عام 2014، فيما طرح الحادث أسئلة حول تعدد المراكز الأمنية في العراق والخروق المحتملة بسببها. وشارك العبادي صباح أمس، في تشييع العميد شريف اسماعيل المرشدي، آمر لواء القوات الخاصة 57، الذي قتل خلال مواجهات عسكرية على مدخل مدينة سامراء، على أيدي عناصر من فصيل «سرايا السلام» التابع لمقتدى الصدر. وتفيد معلومات بأن الاشتباك اندلع بسبب توجه قوة برئاسة المرشدي إلى الموصل مساء الثلثاء، لتأمين زيارة العبادي إليها أمس، حيث افتتح الجسر القديم على نهر دجلة بين الجانبين الشرقي والغربي للمدينة. وروى شهود أن خللاً في التنسيق بين القوة الأمنية الآتية من بغداد وعناصر نقطة التفتيش على مدخل سامراء تسبب في الاشتباكات بين الطرفين. وعلى رغم رفض مقتدى الصدر الانخراط ضمن فصائل «الحشد الشعبي» التي شاركت في معارك الموصل، فإن القوة العسكرية التابعة لتياره والتي أطلق عليها «سرايا السلام»، تتمركز منذ عام 2014 في سامراء للدفاع عن المدينة أمام احتمالات تعرضها لاجتياح عناصر من «داعش». وفور الإعلان عن الحادث أمر العبادي بفتح تحقيق، واصفاً العناصر التي تسببت بالاشتباك بأنها «غير منضبطة»، ما يشير إلى بوادر توتر مع تيار الصدر، الذي سارع إلى إرسال وفد رفيع المستوى من مقربين من الصدر إلى سامراء للتحقيق. ومع عدم دخول العبادي والصدر في تحالف انتخابي، فإن احتمالات تحالفهما ما بعد الانتخابات واردة، ويبدو الطرفان حريصين على عدم تحول حادثة سامراء إلى مدخل لتوتير العلاقة، قبيل الانتخابات. وكان الجدل حول تعدد القوى الأمنية على الأرض، أثير في مناسبات عديدة خلال الشهور الماضية، خصوصاً مع انتشار فصائل «الحشد الشعبي» في المناطق المحررة وظهور بوادر علاقة متوترة بينها وبين القوات الأمنية النظامية. ودعا القيادي في ائتلاف «الوطنية» حامد المطلك في تصريحات أمس، إلى سحب قوات «الحشد الشعبي» في مرحلة الانتخابات ومنع تداخلها، فيما كشف عضو مجلس محافظة صلاح الدين شعلان الكريم، محاولة مجموعات من «الحشد» فرض مرشحين محسوبين على تلك الفصائل في الانتخابات المقبلة.
مشاركة :