موسكو– أبدت روسيا أملها في بناء علاقات جديدة وبناءة مع الولايات المتحدة بعد قرار إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوزير الخارجية ريكس تيلرسون وتعيين مدير الـ"سي آي إيه" مايك بامبيو خلفا له. وصرح الكرملين الأربعاء بأنه يأمل في بدء نهج بناء ومتزن للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في أعقاب رحيل تيلرسون عن وزارة الخارجية الأمريكية التي اتسمت فترة توليه للمنصب جدلا كبيرا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن من المستبعد أن تتدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن بدرجة أكبر، وأضاف "على أي حال هناك أمل في علاقات بناءة ومتزنة". وتشهد العلاقات بين واشنطن وموسكو توترا على خلفية تباين وجهات النظر بين البلدين في قضايا إقليمية شائكة كملف الأزمة السورية وما تشكله تحركات إيران من خطر على أمن المنطقة، إضافة إلى اتهام موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية. لم يكن قرار دونالد ترامب بإقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون مفاجئا في ضوء الانتقادات التي واجهتها الدبلوماسية الأميركية تحت قيادته إلى حدّ وصفها بكونها استمرارا لاستراتيجية الرئيس السابق باراك أوباما المهادنة لروسيا وإيران وكوريا الشمالية، والتي تتهم أوساطا أميركية نافذة بأنها فتحت الطريق لتراجع دور واشنطن في القضايا الكبرى وتحويلها إلى فاعل ثانوي. وينظر لوزير الخارجية الجديد مايك بامبيو ، باعتباره من الموالين للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد قلل من شأن المعلومات التي تشير إلى تدخل روسيا محتمل في الانتخابات الرئاسية الأميركية العام الماضي. كما يتفق في موقفه تجاه إيران مع ترامب، وسبق أن انتقد طهران علنًا مثل رئيسه، ودعا إلى إلغاء اتفاق أُبرم في عام 2015 بشأن برنامج طهران النووي مقابل تخفيف الحظر المفروض عليها، وحذر من مساع إيرانية حثيثة لتكون القوة المهيمنة الوحيدة في المنطقة. وقبل أن يتولى الخارجية، عمل ريكس تيلرسون على مدى عشرين عاما بتعاون وثيق مع روسيا في إطار مهامه كرئيس مجلس إدارة شركة النفط "اكسون موبيل" وكان يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانتظام. وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية حيال إقالة تيلرسون وتعيين مدير المخابرات المركزية، اعتبرت طهران تعيين رئيس المخابرات الأميركية السابق مايك بامبيو وزيرا للخارجية شأنا خاصا بالولايات المتحدة. ورأت وسائل إعلام إيرانية وجود علاقة مباشرة بين تعيين بامبيو ومستقبل الاتفاق النووي، حيث ربطت إقالة تيلرسون بتمهيد الطريق أمام خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. ياتي ذلك فيما قال وزير خارجية اليابان تارو كونو الأربعاء إنه شعر شخصيا بالأسف لرحيل وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون "الصريح والجدير بالثقة" عن منصبه قبل قمة مزمعة بين الرئيس دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون. في المقابل قال مسؤولون كوريون جنوبيون، إن بومبيو معروف بآرائه الصارمة إزاء كوريا الشمالية، لكنه سياسي مخضرم ويبدو أنه يعرف كيف يساوم.
مشاركة :