زعمت مصادر أن خلافات حول كيفية التعامل مع ملف كوريا الشمالية النووي كانت عاملا أساسيا في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الإطاحة بوزير الخارجية ريكس تيلرسون. وقالت المصادر أن تيلرسون أيد منذ البداية إجراء محادثات مع كوريا الشمالية وهو ما أثار حنق ترمب، الذي أراد مواصلة أقصى درجات الضغط على بيونجيانج قبل الاستجابة لدعوة للقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، مبينة أن الأمر أثار مخاوف من أن تيلرسون ربما يميل أكثر من اللازم لتقديم تنازلات لكوريا الشمالية. وذكر مسؤول أمريكي كبير: “يجب أن يكون من يشغل هذا المنصب محل ثقته التامة”. وأضاف المصدر، أن ترمب قضى وقتا خلال الأسابيع الماضية في وضع خطة لتغيير تيلرسون، ليأتي بمدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو لتولي وزارة الخارجية فيما ستحل جينا هاسبل نائبة مدير الوكالة محل بومبيو. وكان تشكيل الفريق قبل المضي قدما في المفاوضات مع كوريا الشمالية هدفا أساسيا. وتعهد ترمب وكيم بعقد اجتماع في وقت ومكان سيجري تحديدهما قبل نهاية مايو لمناقشة برنامجي كوريا الشمالية النووي والصاروخي. وفي علامة على التجاهل، لم يعلم تيلرسون بأمر الدعوة للاجتماع بين ترامب وكيم وكان يقوم بأول جولة له في أفريقيا عندما التقى ترمب في البيت الأبيض بوفد زائر من كوريا الجنوبية في وقت متأخر يوم الخميس ووافق على لقاء الزعيم الكوري الشمالي. وقال مسؤلون بالبيت الأبيض إن ترمب أبلغ كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي في اليوم التالي أن يخبر تيلرسون بأن عليه الاستقالة. ووفقا لمصدر، فإن كيلي حاول الإبقاء على تيلرسون لأطول فترة ممكنة لكن ترمب كان قد ضاق ذرعا بميل تيلرسون لمعارضته في عدد من القضايا وأبلغ أصدقاء أنه على وشك الاستغناء عنه. وطلب تيلرسون، الذي كان في نيروبي حينئذ وتبقت له زيارة تشاد ونيجيريا، أن يعود أولا إلى الولايات المتحدة قبل إعلان إقالته. وقبل ساعات على عودة تيلرسون إلى واشنطن يوم الثلاثاء، أعلن ترمب على تويتر تغيير تيلرسون وأن بومبيو سيحل محله. وأكد مسؤولون بوزارة الخارجية إن تيلرسون لا يعلم سبب الإطاحة به. وأقيل أحدهم وهو ستيف جولدستاين في وقت لاحق يوم الثلاثاء بعدما ناقض رواية البيت الأبيض. وحسب مسؤول بوزارة الخارجية إن تيلرسون، الذي ستنتهي فترة عمله يوم 31 مارس، عاد إلى وزارة الخارجية يوم الأربعاء ليسلم المسؤولية إلى نائبه جون سوليفان والاجتماع بكبار المسؤولين. وأبان المسؤول إن مارجريت بيترلين كبيرة موظفي تيلرسون ونائبتها كريستين شيكوني استقالتا. ولم يتضح على الفور ما إذا كان برايان هوك كبير مسؤولي السياسات في فريق تيلرسون سيستمر في منصبه بعد يوم 31 مارس. وأعلنت وزارة الخارجية أن هوك سيسافر إلى فيينا للمشاركة في اجتماع يوم الجمعة بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
مشاركة :