واشنطن تحمل موسكو صراحة مسؤولية تسميم سكريبال

  • 3/15/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك/باريس - قالت السفيرة الاميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي في اجتماع لمجلس الأمن طلبته لندن على وجه السرعة الاربعاء، ان روسيا "مسؤولة عن تسميم الجاسوس في بريطانيا". في الاثناء، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أن بلاده "ستنسّق" مع بريطانيا "في غضون الساعات المقبلة" الخطوات الواجب على باريس القيام بها للردّ على تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال بهجوم كيماوي بغاز أعصاب سام. وقالت بريطانيا، التي تلقت بيانات تأييد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، إنها ستسعى إلى تنسيق رد دولي على الهجوم. وتعتزم بريطانيا طرد 23 دبلوماسيا روسيا في أكبر عملية من نوعها منذ الحرب الباردة. وحملت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي موسكو المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في الرابع من اذار/مارس في سالزبري ضد سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما). وردّت وزارة الخارجية الروسية على القرارات البريطانية، منددة بما اعتبرته "استفزازا وقحا"، واتهمت لندن بانها "اختارت طريق المواجهة، واجراءاتنا للرد لن تتأخر". وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ان "الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا مسؤولة. هذه ليست حادثة منعزلة". وتابعت ان بلادها "متضامنة تماما مع المملكة المتحدة". من جهته، قال لودريان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هيكو ماس انه "في غضون الساعات المقبلة ستكون فرنسا على اعلى مستوى من التواصل مع السلطات البريطانية لتنسيق ردّنا". وأضاف "لدينا ملء الثقة بالتحقيقات التي يجريها شركاؤنا البريطانيون"، مشددا على أن باريس مستعدة "للتعاون عند الاقتضاء مع المملكة المتحدة في التحقيق الجاري". وكشف الوزير الفرنسي في مؤتمره الصحافي أن غاز الاعصاب الذي استخدم لتسميم الجاسوس الروسي السابق "طوّرته روسيا السوفياتية في السرّ في سبعينيات القرن الماضي". وأضاف ان "الاستخدام غير المسبوق لعنصر كيميائي مميت تم تطويره خلسة" إنما "يعرض للخطر أمن أحد شركائنا الرئيسيين" و"الامن الاوروبي وأمننا نحن". من جهته، عبر السفير الفرنسي في الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر عن "الدعم الكامل" و"تضامن فرنسا" مع المملكة المتحدة دون ان يحمل مباشرة روسيا مسؤولية الهجوم. وأعلنت ماي عن احتمال تجميد أصول للحكومة الروسية قد تشكل تهديدا أمنيا كما أعلنت عن قوانين جديدة لمواجهة أنشطة عدائية لحكومات خارجية فضلا عن عدم حضور أي وزراء أو أعضاء من العائلة المالكة مباريات كأس العالم المقررة في روسيا هذا الصيف. وكانت ماي أمهلت موسكو حتى منتصف ليل الثلاثاء لتقديم تفسير عن كيفية وصول غاز الأعصاب نوفيتشوك الذي طوره الاتحاد السوفيتي السابق إلى شوارع سالزبري. وقالت ماي إن الحكومة الروسية إما مسؤولة عن الهجوم أو أنها فقدت السيطرة على مخزونات من هذه المادة. واضافت في بيان أمام البرلمان "ردهم ينم عن استخفاف تام بجسامة هذه الأحداث". وتابعت تقول "لقد تعاملوا مع استخدام غاز أعصاب مخصص لأغراض عسكرية في أوروبا باستهزاء واحتقار وتحد". وأضافت "ليس هناك استنتاج سوى أن الدولة الروسية هي التي تتحمل اللوم عن الشروع في قتل السيد سكريبال وابنته وتهديد أرواح مواطنين بريطانيين آخرين في سالزبري ومنهم (ضابط الشرطة) نيك بيلي. هذا استخدام غير مشروع للقوة من جانب الدولة الروسية ضد المملكة المتحدة". وقالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستتخذ إجراءات انتقامية سريعا ردا على الإجراءات البريطانية التي قالت إنها اتخذت من أجل "أهداف سياسية قصيرة النظر". وأضافت الخارجية الروسية "الحكومة البريطانية اختارت المواجهة مع روسيا". ووشى سكريبال بعشرات من العملاء الروس إلى بريطانيا قبل أن تلقي السلطات الروسية القبض عليه في موسكو وتحكم عليه بالسجن في عام 2006. وقد أطلق سراحه في اتفاقية تبادل جواسيس عام 2010 ولجأ إلى بريطانيا. وجرى ربط الهجوم عليه بحادث مقتل العميل السابق للمخابرات السوفيتية (كي.جي.بي) ألكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006. وشرب ليتفيننكو، الذي كان يعارض بوتين، شايا ملوثا بمادة البولونيوم المشع 210. ورفضت روسيا تسليم روسيين اتهمتهما بريطانيا بقتل ليتفيننكو. ولقي رد بريطانيا على حادث ليتفيننكو، الذي شمل طرد أربعة دبلوماسيين روس، انتقادات في الداخل بوصفه ضعيفا للغاية ودعا كثير من الساسة والإعلاميين إلى رد أقوى بكثير في حادث سكريبال. وقالت ماي إن الدبلوماسيين الروس الذين عرفتهم بأنهم ضباط مخابرات غير معلنين أمامهم أسبوع لمغادرة البلاد، مضيفة أن قدرات المخابرات الروسية في بريطانيا ستتقلص لأعوام مقبلة. وقالت ماي إن بريطانيا ستسحب دعوة وجهتها إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة البلاد وستعلق كل الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى بين لندن وموسكو. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف لم يقبل الدعوة على أي حال. وعن كأس العالم المقبلة، قالت ماي إن الوزراء وأعضاء الأسرة الملكة لن يحضروا البطولة. لكن على عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حين فرضا عقوبات على روسيا ردا على ضمها شبه جزيرة القرم، لم تذكر ماي أفرادا أو شركات روسية تستهدفها بالعقوبات. وقالت ماي "سنجمد أصولا للدولة الروسية في حال حصلنا على أدلة تفيد بأنها قد تستخدم في تهديد حياة أو ممتلكات مواطنين أو سكان في بريطانيا". وأضافت أنه سيتم تكثيف إجراءات تفتيش رحلات الطيران الخاصة والشحنات لتعزيز القدرة على رصد الذين يسافرون إلى بريطانيا وقد يشكلون تهديدا أمنيا. كما هددت رئيسة الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات ضد من وصفتهم بأنهم "مجرمون خطرون ونخب فاسدة. لا مكان في بلدنا لهؤلاء الناس ولا لأموالهم". وأصبحت بريطانيا اختيارا مفضلا لكثير من الأثرياء الروس لشراء عقارات. ودفع تدفق الأموال الروسية على العاصمة البريطانية إلى وصفها باسم "لندنغراد".

مشاركة :