احتشد المارة في شوارع العاصمة الفرنسية باريس على فنون الغناء والرقص الشعبي الإماراتي، حيث تقدم فرقة الشارقة الوطنية عروضها أمام كاتدرائية مون مارتر، وحديقة شون دو مارس أمام برج ايفل، ناقلة جانباً من الذاكرة الجمالية للمجتمع الإماراتي إلى الجمهور الفرنسي. وجاءت العروض التي تتواصل حتى 17 من مارس الجاري، بتنظيم من معهد الشارقة للتراث، ضمن مشاركته في احتفالية اختيار الشارقة ضيفاً مميزاً على فعاليات الدورة الـ 38 لمعرض باريس الدولي للكتاب، الذي يقام من 16 وحتى 19 من مارس الجاري بمشاركة 3000 كاتب من مختلف أنحاء العالم، و30 ألف من المهنيين والعاملين في قطاع النشر. وتضمنت العروض تقديم أربعة فنون هي: النوبان على آلة الطنبورة، والليوا على آلة المزمار والطبل الكبير (شيندو)، إضافة إلى فن الأنديما بالقربة التي تشبه القربة الاسكتلندية، والهبان على القربة الجلدية. كما اشتملت العروض على رقصات شعبية تروي سيرة المجتمع الإماراتي عبر الحرف التي مارسها، سواء، في تجارة اللؤلؤ، أو الزراعة، أو الصيد، حيث أخذ أعضاء الفرقة -بزيهم الشعبي المحلي- الجمهور إلى نمط المعيشة، وأنماط الغناء، والأهازيج المعروفة في التراث الشعبي الإماراتي. حول تنظيم العروض وأهميتها قال رئيس معهد الشارقة للتراث، د. عبد العزيز المسلم: "يزخر تراث الإمارات بالكثير من الملامح الثقافية التي تقدم صورة حيّة وواضحة عن المجتمع الإماراتي، وسيرة أجداده، وما اختيار معهد الشارقة للتراث لعروض الغناء والرقص ضمن احتفالات اختيار الشارقة ضيفاً مميزاً على معرض باريس الدولي للكتاب، إلا تجسداً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى تعزيز مقومات الحوار الثقافي، والتبادل المعرفي مع مختلف حضارات العالم، انطلاقاً من تاريخنا وذاكرتنا الأصيلة". وأضاف: "لمسنا خلال أداء العروض حجم تفاعل الجمهور الفرنسي مع الرقص والغناء والعزف الشعبي الإماراتي، وهو ما يحقق رؤية احتفالات الشارقة في اختيارها ضيفاً مميزاً على معرض باريس للكتاب، إذ ظلت الشارقة حريصة على تعزيز أسس العلاقة مع الثقافة الفرنسية، وشكلت بالنسبة للمشهد الثقافة الفرنسي نافذة واسعة ليس على الحراك والتاريخ الشعبي والمعرفي للإمارات أو الخليج العربي وحسب، وإنما باتت الإمارة نافذة على المشهد العربي والإسلامي بصورة عامة". يشار إلى أن الجمهور الفرنسي سيكون على موعد مع التراث الإماراتي أمام دار الاوبرا في 16 مارس، وفي باحة معهد العالم العربي تقام يوم 17 من مارس. وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولوند، قد أعلن عن اختيار الشارقة لتكون ضيف مميز في معرض باريس للكتاب 2018، في شهر مارس من العام الماضي تأكيداً على مكانة الإمارة الثقافية الرفيعة على المستوى الدولي، وتقديراً من إدارة المعرض للإنجازات المميزة التي حققتها الشارقة، وجهودها في نشر الثقافة العربية والتعريف بها، سواء في فرنسا أو في مختلف أنحاء العالم .
مشاركة :