ترأس وزير الخارجية سامح شكرى المؤتمر الدولى لدعم "الأونوروا" فى روما، وألقى كلمة مصر، مؤكدا أن الأزمة المالية التي تواجهها الأنروا -وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- حاليًا تُمثل تهديدًا مباشرًا لقدرتها على الوفاء بالخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة، التي يستفيد منها ما يزيد عن 5 ملايين لاجئ فلسطيني، بما يضعنا أمام أزمة إنسانية مُحققة ما لم تتكاتف جهود المجتمع الدولى لإيجاد حل سريع لها".وأوضح أن المساس بالأنروا من شأنه فتح الباب أمام موجة غير عادية من عدم الاستقرار، لن يتوقف مداها عند الأراضى الفلسطينية المحتلة، أو الدول المضيفة أو حتى الإقليم، بل يُتوقع أن تمتد آثارها السلبية إلى مختلف بقاع العالم.وأشاد شكرى بالدول المانحة ومبادرتها بتقديم مساهمات مالية إضافية إلى الاونروا خـلال هذه المرحلة الذى وصفها بشديدة الحساسية، كما سارعت دول أخرى بتحويل مساهمتها السنوية لموازنة الوكالة بشكل مبكر وعاجل.وإلى نص البيان:دولة رئيس وزراء دولة فلسطين رامي الحمد اللهمعالي السكرتير العام للأمم المتحدة، أنتونيو جوتيرزمعالي وزير خارجية الأردن، أيمن الصفديمعالي وزير خارجية السويد، مارجو ولستروممعالي الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، فريدريكا موجارينيالسيد المفوض العام للأنروا، بير كرون بولاسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالشكر لدولة إيطاليا على التسهيلات التي قدمتها لعقد هذا المؤتمر، ولمنظمة الفاو على سرعة استجابتها وتوفير المكان الملائم لعقد مثل هذا المؤتمر الهام، كما أود أن أتقدم بالشكر لكافة الدول المشاركة معنا اليوم على سرعة استجابتها وحضورها لهذا المؤتمر الهام، الأمر الذي يعكس الاهتمام الكبير بالقضية الفلسطينية واستقرار منطقة الشرق الأوسط.وأود أن أتقدم كذلك بالشكر لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين على استمرارها في القيام بمهامها، وأداء واجباتها في خدمة مجتمع اللاجئين في ظل أجواء سياسية ومصاعب مالية لم تتعرض لها الوكالة من قبل، الأمر الذى يستلزم تحركًا سريعًا من المجتمع الدولى لإعادة التأكيد على الولاية الممنوحة لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى الولاية التي تم تجديدها في 31 ديسمبر 2016 لمدة ثلاث سنوات.أن الأزمة المالية التي تواجهها الأنروا حاليًا تُمثل تهديدًا مباشرًا لقدرتها على الوفاء بالخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة، التي يستفيد منها ما يزيد عن 5 ملايين لاجئ فلسطيني، بما يضعنا أمام أزمة إنسانية مُحققة ما لم تتكاتف جهود المجتمع الدولى لإيجاد حل سريع لها، خاصة وأن ما تقوم به الأنروا هو عمل انساني محض لا يجب تحت أي ظرف من الظروف تسييسه، لما في ذلك من تهديد خطير لحياة ومستقبل ملايين من البشر الذين يواجهون من الأساس أوضاعًا إنسانية صعبة امتدت لتشمل أجيال متعاقبة، علينا جميعًا العمل على تخفيف معاناتهم ولكن أيضًا تقديرًا لما يولده استمرار هذه المعاناة من إحباط وفقدان الأمن ومن مخاطر محدقة على الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وإن المساس بالأنروا من شأنه فتح الباب أمام موجة غير عادية من عدم الاستقرار، لن يتوقف مداها عند الأراضى الفلسطينية المحتلة، أو الدول المضيفة أو حتى الإقليم، بل يُتوقع أن تمتد آثارها السلبية إلى مختلف بقاع العالم، لما قد يترتب على ذلك من تقويض فرص التسوية السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتصاعد وتيرة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، فضلًا عن أن الفقر وفقدان الأمل يعتبران وصفة مثالية وأرضية خصبة للتطرف الفكرى وانتشار الإرهاب الذى يُعاني منه العالم أجمع.الدول المانحة نموذجًا نبيلًا عبر مبادرتها بتقديم مساهمات مالية إضافية إلى الاونروا خـلال هذه المرحلة شديدة الحساسية، كما سارعت دول أخرى بتحويل مساهمتها السنوية لموازنة الوكالة بشكل مبكر وعاجل، وهو ما يُعد مثالًا طيبًا على اهتمام مجتمع المانحين بتلك القضية. ودعا شكرى كافة المانحين الدوليين إلى تقديم إسهامات مالية جديدة تمكن الوكالة من الاستمرار في عملها الإنساني الهام بما يحافظ على استقرار الشرق الأوسط والعالم.وأعرب عن التقدير للولايات المتحدة الأمريكية على إسهاماتها المالية بموازنة الوكالة على مدار عقود طويلة متتالية، فإنني أدعوها باستمرار إلى الاضطلاع بمسئولياتها الإنسانية والأخلاقية إزاء اللاجئين الفلسطينيين بما يتوافق مع مسؤولياتها الدولية كقوة عظمى، وكصاحبة دور أساسي في عملية السلام."نتطلع بشغف إلى اليوم الذي تنتفي الحاجة لدور الأنروا وولاياتها عندما يتحقق السلام بمنطقة الشرق الأوسط ويتم التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال والمُعاناة اللذين يرزح تحتهما الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود، من خلال المفاوضات بين الطرفين".وقال شكرى إن "مصر مستمرة في الاضطلاع بواجبها إزاء القضية الفلسطينية، حيث تعمل حاليًا بجهد متواصل لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية لتوحيد الأرض الفلسطينية تحت سلطة واحدة، قادرة على تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والوفاء بمسئولياتها في توفير الخدمات له وحماية مصالحه".. إنني على يقينٍ من قدرة صوت العقل الراجح والضمير الإنساني على تحريك إرادة المجتمع الدولى باتجاه تفعيل مرجعيات الشرعية الدولية وصون العدالة لأولئك الذين يتعرضون لضغوط اجتماعية وحياتية مثل اللاجئين الفلسطينيين.وشكر جميع من قدم إلى المؤتمر،مضيفا: أدعوكم من موقعى هذا إلى مراجعة صادقة مع النفس وتحمل المسئولية في لحظة فارقة إزاء قضية إنسانية في المقام الأول، وتحييد المصالح السياسية الضيقة، والعمل على إيجاد بدائل خلاقة تساهم في تسوية الأزمة المالية الراهنة للوكالة، ومن بين ذلك تفعيل توصيات سكرتير عام الأمم المتحدة التي تهدف إلى إيجاد تمويل مستدام لميزانية الوكالة عبر شراكات ثنائية متعددة الأطراف، وتشجيع سكرتارية الوكالة على الاستمرار في طريق ترشيد الإنفاق وتطوير الأداء.
مشاركة :