لدى ملكة بريطانيا خطاب لتُلقيه في حالة نشوب حربٍ نوويةٍ، وهو احتمال قد يكون قائماً في حال توتر العلاقات مع روسيا أكثر. هناك قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال على الأراضي البريطانية؛ الأمر الذي دفع برئيسة الوزراء، تيريزا ماي، إلى تحديد أسماء 23 دبلوماسياً باعتبارهم "ضباط استخبارات غير مصرّح بهم"، ومنحهم مهلة أسبوعٍ واحدٍ فقط لمغادرة أراضي المملكة المتحدة، بحسب تقرير صحيفة البريطانية. وقد أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية الـ"BBC" أن لدى الملكة بالفعل خطاب مكتوب، جاهز في حالة وقوع الحرب العالمية الثالثة.خطاب الملكة وُضع الخطاب في الأصل عام 1983، عندما كانت الحرب الباردة في ذروتها، وتم نشره عام 2013، أي بعد كتابته بـ30 سنة، من قِبل مصلحة الأرشيف الوطني. وقد أصبحت بعض جوانب الخطاب الآن عتيقة تجاوزها الزمن، مثل وجود الأمير أندرو بالخدمة في صفوف البحرية الملكية، لكن مع ذلك يظل الخطاب نصاً استشرافياً وحكيماً. كُتِب الخطاب كما لو أن الملكة تبثُّ رسالتها في منتصف يوم الجمعة 4 مارس/آذار 1983، وتَفتتِح الخطاب بالتأمل في مباهج عيد الميلاد الأخيرة قبل أن تشارك المواطنين ما شعرت به من حزن في أعقاب الإعلان عن الحرب العالمية الثانية. وقد تم تصميم الخطاب في إطار رسم خريطة مناورات استعداداً لحربٍ محتملةٍ، وفق تصوُّر يرسم ملامح الخطة التي تردُّ بها المملكة المتحدة على هجومٍ نوويٍ محتملٍ من الاتحاد السوفييتي. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية الـ BBC عن الخطاب قوله: "عندما تحدثتُ إليكم قبل أقل من 3 أشهرٍ، كنا جميعاً نستمتع بالدفء وحميمة اللقاء بين الأصحاب وأفراد الأسرة، حول طاولة عيد الميلاد. وكانت أفكارنا مركَّزة على الروابط القوية التي تربط كل جيل بالأجيال التي سبقت وبتلك التي تأتي بعده. وكانت أهوال الحرب في تلك اللحظة تبدو بعيدة جداً إلى حد أننا لم نكن نتخيلها قط، بينما كنتُ مع أفراد أسرتي نشارك فرحنا في عيد الميلاد مع عائلة الكومنولث المتنامية. الآن، نشاهد هذا الجنون والاندفاع إلى الحرب، ينتشران مرة أخرى عبر العالم، ويجب على بلدنا الشجاع أن يُعدّ نفسه مرة أخرى للتصدي والصمود في وجه الصعاب العظيمة. لم أنسَ قَط، الحزن والفخر، اللذين شعرت بهما، عندما جلست رفقة شقيقتي، حول جهاز اللاسلكي في الحضانة للاستماع إلى كلمات والدي الملهمة في ذلك اليوم المشؤوم في عام 1939، لم أتخيل لحظة واحدة أن هذا الواجب المهيب والرهيب سيقع على عاتقي في يوم من الأيام. ونعلم جميعاً أن الأخطار التي نواجهها اليوم أكبر بكثير من أي وقت مضى في تاريخنا الطويل. العدو لم يعُد ذلك الجندي ببندقيته ولا حتى الطيار الذي يجوب السماء فوق مُدننا وبَلداتنا، ولكن العدو أصبح يتمثل في القوة المميتة للتكنولوجيا التي تُستخدم لأغراض إجرامية. ولكن، مهما كانت درجة الرعب التي تخبّئها لنا الأيام، فإن الصفات التي ساعدتنا على الحفاظ على حريتنا سليمةً مرتين خلال هذا القرن الحزين، ستشكِّل مرة أخرى مصدر قوتنا. وأشارك رفقة زوجي جميع الأُسر في ربوع الوطن ذلك الخوف الذي نشعر به تجاه أبنائنا وبناتنا، وتجاه الأزواج والإخوة الذين غادروا أحباءهم لخدمة بلدهم. يوجد ابني الحبيب أندرو في هذه اللحظة بالخدمة مع وحدته، ونصلي باستمرار من أجل سلامته وسلامة جميع الجنود، رجالاً ونساء، داخل الوطن وخارجه. إن هذا الرابط الوثيق للحياة الأسرية هو الذي يجب أن يشكل دفاعنا الأعظم ضد المجهول. إذا بقيت العائلات متحدة وحازمة، من خلال توفير المأوى للعزل وكل من ليس له حماية، فلا يمكن لأي جهة، أن تكسر إرادة بلدنا، وتهدد بقاءه. رسالتي إليكم جد بسيطة، عليكم بمد يد المساعدة لكل من هو في حاجة إلى مساعدتكم، ومواساة العزل والمشردين واعملوا على تحويل أُسركم لتصير مركزاً للأمل والحياة، يأوي إليها الذين هم بحاجة إلى دفء ورعاية. وفي الوقت الذي نسعى فيه جاهدين لمحاربة بؤر الشر الجديدة، دعونا نُصلِّ من أجل بلدنا ولكل النفوس ذات النوايا الحسنة أينما وُجدت. فليُبارككم الرب جميعاً".
مشاركة :