رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الخميس في روما المجتمع الدولي إلى التحرك لتعزيز الجيش اللبناني كونه ضمانا "لاستتباب الأمن" في لبنان والمنطقة برمتها. ولم يشر في المقابل إلى ترسانة حزب الله، لكنه كان قد شدد مرارا على ضرورة ابقاء السلاح فقط بيد الدولة. وألقى سلاح حزب الله المدعوم من إيران بظلال قاتمة على مؤتمر روما لدعم لبنان، لكن هناك توجه دولي قوي لدعم الجيش اللبناني كقوة ضامنة ووحيدة لأمن لبنان. وقال الحريري في مستهل المؤتمر الوزاري الدولي لدعم قوات الأمن اللبنانية إن انعدام الاستقرار في المنطقة "دليل على الحاجة إلى بناء المؤسسات الأمنية للدولة التي هي المدافعة الوحيدة عن سيادة لبنان". وأكد الحريري أن أهمية المؤتمر الذي سيتبعه اجتماعان في باريس وبروكسل تنبع من أن اللبنانيين كانوا أول من "حرروا أرضهم" من تنظيم الدولة الإسلامية "وفعلنا ذلك بوسائل قليلة"، مشيدا بعناصر القوى المسلحة الذين "ضحوا بحياتهم وأولئك الذين لا يزالون يخاطرون في مواجهة التهديد الشامل الذي يمثله الإرهاب بكل أشكاله". وأضاف "نحن هنا لبناء الثقة لأننا ندرك بأن استمرار استتباب الأمن في لبنان هو ضمان لاستتباب الأمن في المنطقة". وقال "تبقى إسرائيل التهديد الرئيسي للبنان وانتهاكاتها اليومية لسيادتنا يجب أن تتوقف. وفي حين نفكر في طرق للانتقال من حالة وقف الأعمال العدائية إلى حالة وقف دائم لإطلاق النار، تواصل إسرائيل وضع خطط لبناء جدران في المناطق المتنازع عليها طول الخط الأزرق". وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بالجهود التي بذلها لبنان في استقبال أكثر من مليون لاجئ سوري. وقال "واجه لبنان تدفقا كبيرا للاجئين السوريين حتى وصل عددهم إلى ثلث عدد سكانه. هذا الأمر له وقع كبير على الاقتصاد والمجتمع اللبناني، هذا عدا التداعيات الأمنية للأزمة السورية الحاصلة في جوار لبنان. إلا أن لبنان أظهر صلابة كبيرة جدا الآن بات من الضروري على المجتمع الدولي أن يظهر هذا التضامن نفسه مع لبنان". وأضاف أن "لبنان هو عمود أساسي للاستقرار في المنطقة" وثمن الرسائل "الايجابية" الصادرة عن السلطات اللبنانية ممثلة بالرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة بشأن ايلاء الأهمية لبناء القوى الأمنية والمسلحة اللبنانية. وأشاد كذلك بتنظيم الانتخابات النيابية في مايو/ايار. وقال إنها "دليل على صمود هذا البلد والتزامه بالديمقراطية". وتنظم هذه الانتخابات للمرة الأولى منذ تسع سنوات في سياق التوتر الأمني الناجم عن النزاع في سوريا الذي أوقع أكثر من 340 ألف قتيل وشرد الملايين في الداخل والخارج. وأعلنت فرنسا في بداية مارس/آذار منح 14 مليون يورو للجيش اللبناني لا سيما لتعزيز قدراته المضادة للدروع.
مشاركة :