قال شاهد من (رويترز) ومرصد يراقب الحرب إن آلاف السوريين فروا من بلدة تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية أمس الخميس، وعبروا سيرًا على الأقدام إلى أراض تسيطر عليها الحكومة مع تقدم الجيش داخل آخر معقل كبير للمعارضة قرب العاصمة دمشق. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي رجالاً ونساءً وأطفالاً يحملون أغطية وحقائب يسيرون على طريق طيني نحو مواقع تسيطر عليها الحكومة على مشارف مدينة حمورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن سبعة آلاف شخص على الأقل غادروا بلدة حمورية باتجاه مواقع للقوات الحكومية المتقدمة التي قسمت الغوطة الشرقية إلى ثلاثة جيوب منفصلة. وفي وقت سابق هذا الأسبوع أجلي عشرات المرضى والجرحى من الغوطة الشرقية. وقسمت المنطقة، التي كانت أكبر مساحة من الأراضي تسيطر عليها المعارضة قرب العاصمة دمشق، إلى ثلاثة جيوب محاصرة بعد هجوم حكومي بدأ قبل نحو شهر. إلى ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إن قافلة مساعدات تضم 25 شاحنة دخلت الجيب الشمالي من الغوطة الشرقية أمس. وقال الهلال الأحمر العربي السوري لـ«رويترز» إن قافلة تحمل حوالي 340 طنًا من المساعدات الغذائية دخلت الغوطة الشرقية بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة. جاء ذلك فيما قال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة إن سوريا قد تشهد «معارك طاحنة» في آخر منطقتين خاضعتين للمعارضة حتى بعد انتهاء الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية على الغوطة الشرقية قرب دمشق.وانصب الاهتمام العالمي على معركة الغوطة، وهي آخر جيب للمعارضة قرب العاصمة وتحاصرها الحكومة، وعلى عفرين في أقصى شمال البلاد حيث تشن تركيا عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تراها تهديدا لأمنها. لكن إيجلاند قال في مقابلة إن المنطقتين لن تكونا آخر نقطتين ساخنتين في الحرب التي تدخل عامها الثامن، وذلك بعد ثلاثة أعوام من تحول دفة الحرب لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد. وقال إيجلاند، الذي يرأس المجلس النرويجي للاجئين: «ما نخشاه هو أنه بعد الغوطة الشرقية قد نرى معارك طاحنة داخل وحول إدلب (في شمال غرب البلاد) وفي الجنوب في درعا». وقال إن هذه ستكون فقط الأحدث في حلقة «معارك النهاية» الطاحنة والقاسية، بعد القتال في حمص وحلب والرقة ودير الزور. وأضاف أنه في كل معركة كان المدنيون عالقين بين الأطراف المتحاربة التي بررت قسوتها بزعم أنها تحارب الإرهاب أو الدكتاتورية. وقال إيجلاند «إن الوقت لم ينفد بعد لإجراء حوار بشأن إدلب وبشأن درعا وعفرين». وأضاف قائلا أن «إدلب ستكون مبعث قلق هائلا لأن أدلب معسكر لاجئين هائل إلى حد كبير».
مشاركة :