سحب متحف الهولوكوست بالولايات المتحدة جائزة «ايلى فيزيل» المرموقة لحقوق الانسان من زعيمة ميانمار، اونج سان سو كي، لفشلها فى وقف عمليات التطهير العرقى لأقلية الروهينجا المسلمة أو حتى الاعتراف بها. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» فى تقرير لها «ان اونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل للسلام التى قضت 15 عاما رهن الاقامة الجبرية بعد استيلاء العسكريين على الحكم، هى ثانى شخصية تحصل على جائزة ايلى فيزيل التى نالتها عام 2012». وحسب المتحف فإن الجائزة تمنح سنويا لشخصية بارزة على الصعيد الدولى تقدم رؤية المتحف لعالم يواجه فيه الناس الكراهية، والعمل على منع الابادة الجماعية وتعزيز كرامة الانسان. ويقول المتحف ان السيدة اونج سان سو كي قد فشلت في الارتقاء الى تلك الرؤية. وقال المتحف في رسالة وجهها لـ«سو كي»، عن طريق سفارة ميانمار بواشنطن، بحسب الصحيفة الأمريكية «كما احتفلنا وكثيرون آخرون بالتزامكم بكرامة الانسان وحقوق الانسان العالمية، كنا نأمل أن تدينوا وتوقفوا الحملة العسكرية الوحشية، والتعبير عن التضامن مع الروهينجا المستهدفين». وقالت الرسالة «انه بدلا من ان تقوم بعمل شيء للروهينجا، فقد رفضت هى وحزبها (الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية) التعاون مع محققي الامم المتحدة، ومنعوا الصحفيين من الوصول ونشروا خطاب الكراهية ضد مجتمع الروهينجا». ويعد قرار المتحف اقوى توبيخ حتى الآن لأونج سان سو كي، التى تتعرض لانتقادات متزايدة على الصعيد الدولى، بسبب التطهير العرقى الذى يتعرض له الروهينجا فى بلادها. وابتداء من اغسطس الماضى قتل جيش ميانمار الذى انضم اليه مدنيون بوذيون مسلحون؛ الآلاف من الروهينجا بشكل منهجي فى ولاية راخين غرب البلاد، واضطر اكثر من سبعمائة الف للفرار الى بنجلاديش فى ظروف انسانية قاسية، يتعقبهم الجنود ويحرقون قراهم ويلقون بعشرات القتلى فى مقابر جماعية. وقد اتهمت الولايات المتحدة ودول اخرى سلطات ميانمار بالتطهير العرقى، بينما قال مبعوث الامم المتحدة لحقوق الانسان فى ميانمار «ان عمليات القتل تحمل سمات الابادة الجماعية». ووفقا لاشخاص تحدثوا لـ«سو كي» فانها ترفض مجرد نطق كلمة الروهينجا فى العلن، وتغضب عندما يثار الموضوع معها. ومع اندلاع اعمال العنف فرضت سلطات ميانمار حصارا على المعلومات يستمر حتى اليوم، ومنعت المحققين التابعين للامم المتحدة من الوصول الى راخين ولم تسمح سوى لعدد قليل من منظمات الاغاثة بالوصول للمناطق المتضررة. وألقت سلطات ميانمار القبض على صحفيين لوكالة «رويترز» كانا يحققان فى مقتل 10 رجال من الروهينجا ودفنهم فى مقابر جماعية، ويواجه الصحفيان السجن لمدة قد تصل الى 14 عاما بتهمة الاضرار بأسرار الدولة. جدير بالذكر ان سو كي خرجت من الاقامة الجبرية في 2010 وتقلدت منصب مستشار الدولة عقب فوز حزبها فى انتخابات 2015، ولكن الآمال بخروج ميانمار من الحكم الديكتاتوري العسكري قد تبددت.
مشاركة :