لمحات من كتاب «ساندهيرست» للشيخ طلال بن محمد آل خليفة

  • 3/16/2018
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

أشكر معالي الشيخ طلال بن محمد بن خليفة آل خليفة نائب وزير الداخلية على إهدائي كتابا وثائقيا قيّما قام بإعداده في عام 2008 بعنوان «ساندهيرست» الأكاديمية العسكرية الملكية العريقة من خلال دراسته بها في عام 1992. جذبني الكتاب لقراءته منذ اللحظات الأولى لطريقة عرض المحتويات وتوبيب الفصول والمواضيع والعناوين والمعلومات عن الأكاديمية بأسلوب متميز في الإبداع النحوي وتناغم في المحتوى، مبرزا أحداثا تاريخية وعارضا صورا مميزة تحفز القارئ على الاستمرار في استيعاب محتويات الكتاب الذي يربو على 280 صفحة واشتمل على: ‭{‬ شكر وتقدير من المؤلف، حامدا الله سبحانه وتعالى الذي سهل له مهمة إعداد هذا الكتاب، ويدين بالعرفان والفضل لجميع أفراد عائلته وعلى رأسهم والده صاحب المعالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، وكل من أسهم معه في إخراج هذا الكتاب، وإنه يتشرف بإهداء هذا العمل المتواضع إلى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى لقوة دفاع البحرين حفظه الله ورعاه، الذي أرسى بحكمته وطنا ينعم بالأمن والرخاء وحفر في تاريخ أمته مجدا ساطعا لم يكن ليتحقق لولا حكمته التي شق من خلالها طريق التقدم والنماء والتطور. ولم يكن لهذا الكتاب الذي يضم في طياته رصدا لتاريخ رجالات مروا من خلال بوابة الأكاديمية العسكرية الملكية «ساند هيرست» أن يرى النور لولا موافقة جلالته ودعمه لكل عمل يسهم في توثيق تاريخ البحرين وحاضرها، فلجلالته كل الامتنان والثناء داعيا الله أن يديم جلالته قائدا فذا لهذا الوطن الغالي. ‭{‬ مقدمات الكتاب من: جلالة الملك ومن الجنرال ديفيد رذر فورد جونز آمر الأكاديمية ومن أول بحريني يتخرج في الأكاديمية ومن المؤلف. اشتهرت الأكاديمية التي تعتبر مركز تدريب أساسيا لضباط الجيش البريطاني بتخريج ضباط أكفاء من مختلف دول العالم، ومما يدعو إلى الفخر بأن يكون صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وصاحب المعالي المشير الركن خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين من خريجي هذه الكلية العريقة، وهناك صورتان تاريخيتان لهما، الأولى في عام 1967، والثانية في 2007 بنفس المكان في الأكاديمية. يعتبر صاحب المعالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة أول خريج من مملكة البحرين بالتحاقه بالأكاديمية في عام 1957، كما أن الشيخ خليفة بن محمد بن عيسى آل خليفة يعتبر أول خريج عسكري تخرج في الكلية العسكرية الملكية في درادور بالهند في عام 1919، وهناك ثلاث صور نادرة له، وهذا يدل على اهتمام قيادتنا الحكيمة المبكر منذ عهد المغفور له -بإذن الله- الشيخ عيسى بن علي آل خليفة في اختيار أكاديميات وكليات عسكرية لتدريب وصقل خبرات ومهارات ضباطها وأفرادها. كما اشتمل الكتاب على اسماء خريجي الأكاديمية منذ عام 1957 إلى عام 2008 من قوة دفاع البحرين والحرس الوطني والشرطة والأمن العام، ومن خلال هذا السرد الجميل ظهرت أحداث ومعلومات تاريخية قيمة عن الأكاديمية وأذكر بعضا منها: للأكاديمية تاريخ طويل في تدريب الضباط البريطانيين والضباط الآخرين من مختلف دول العالم التي لها علاقات وارتباطات صداقة مع المملكة المتحدة، وتستغرق الدراسة واختبارات المهارات البدنية والعقلية للطلبة الضباط 44 أسبوعا، وتميزت الأكاديمية بأن الدراسة بها ليست عسكرية فقط، فهي تضم برامج خاصة في السياسة الدولية وإدارة النزاعات ومهارات التواصل، وهو ما جعلها مقصدا لأبناء الحكام من ملوك وأمراء وقادة وعسكريين، حيث يتعرف الخريجون على بعضهم بعضا، وتنشأ أواصر الصداقة والمعرفة التي تخلق روابط قوية بين الحكام وقادة الجيوش من مختلف الدول. فقد ضمت قائمة خريجي الكلية العديد من الأمراء والملوك وقادة الجيوش من الدول العربية، الهند، باكستان، نيجيريا، ماليزيا، بروناي ودول أخرى، وتضم قائمة الخريجين كثيرين من الملوك والأمراء والرؤساء والقادة من مختلف دول العالم التي يربطها بالمملكة المتحدة علاقات صداقة، منهم أربعة حكام عرب حاليين وهم: صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وجلالة الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن، وجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر. وهناك ملوك سابقون هم: جلالة الملك حسين ووالده الملك طلال بن عبدالله بن الحسين، وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر السابق. وهناك أمراء هم: أصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، والأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، بالإضافة إلى بعض الضباط من دولة الكويت أبرزهم الشيخ مبارك عبدالله الجابر الصباح أول رئيس لهيئة الأركان العامة للجيش الكويتي منذ عام 1963 إلى 1980 والشيخ سعد العبدالله السالم، وهناك الكثيرون غيرهم. ومن المصادفات التاريخية التحاق ثلاثة من أحفاد محمد علي باشا والي مصر السابق بالأكاديمية في أوقات مختلفة وهم: الأمير محمد علي بيك حسن والأمير محمد سعيد بيك حلمي وفاهد يسري باشا وأحدثهم المتحدث الرسمي السابق للقوات المسلحة المصرية العقيد (أحمد محمد علي) في التسعينيات من القرن الماضي. ومن الخريجين: معالي الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليفة في عام 1968، الشيخ أحمد بن سلمان بن محمد آل خليفة في عام 1968، عبداللطيف راشد الزياني في عام 1973، الشيخ فواز بن محمد بن خليفة آل خليفة في عام 1993، الشيخ خليفة بن دعيج بن خليفة آل خليفة رئيس ديوان ولي العهد في عام 1997. وكما ذكر المؤلف: ‭{‬ الطابور الملكي هو طابور التخرج السنوي الذي يقام تحت رعاية جلالة ملكة بريطانيا. ولقد جرت العادة إلا فيما ندر أن تقوم جلالتها بدعوة أحد القادة العالميين لاستعراض الطابور الملكي للخريجين وإلقاء كلمة بهذه المناسبة. وفي عام 2008 قامت جلالة الملكة بتوجيه الدعوة الى عاهل البلاد المفدى لرعاية حفل تخريج الطابور الملكي رقم 157 الذي أقيم يوم الجمعة 8 أغسطس 2008 بمقر الأكاديمية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وقد ألقى جلالة الملك المفدى كلمة للضباط المبتدئين وذكر جلالته نصيحة أول خليفة في الإسلام أبي بكر الصديق الذي نصح قواته في الحروب بألا يقطعوا الأغصان الخضراء وألا يؤذوا النساء أو الأطفال أو كبار السن من الرجال. ‭{‬ مساهمة عاهل البلاد المفدى بجائزة للمدونات الطلابية منذ عام 1981 وصندوق أكاديمية للطلبة منذ عام 2006، وأهدى هدايا تذكارية للأكاديمية من قبل المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن حمد آل خليفة. وهناك صور تذكارية عديدة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وسمو الفريق الركن الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني، وصورة لمعالي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي، وهناك صورة تذكارية جميلة أهداها جلالة الملك للأكاديمية تصور زيارة المغفور له بإذن الله صاحب العظمة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة للأكاديمية في عام 1936 وصور عديدة أخرى. ‭{‬ فوز سمو الشيخ ناصر بن حمد بن عيسى آل خليفة بجائزة الملك حسين وتسلم الجائزة من جلالة الملك عبدالله بن الحسين في عام 2006، وفوز الشيخ خالد بن خليفة بن أحمد آل خليفة بسيف الشرف في عام 2001، وفوز عبدالله ناصر السويدي بسيف الشرف في عام 2003. ‭{‬ مشاركة المنتخب في البطولة العسكرية العالمية لحركات المشاة بالعصا للمرة الأولى والتي أقيمت في الأكاديمية في عام 2003 بمشاركة 17 دولة وأحرز المركز الثالث. ‭{‬ نبذة تاريخية عن أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وعن البدايات الأولى والتأسيس منذ 1741، ونبذة تاريخية عن كلية مونز الحربية للضباط وأهم خريجي الأكاديمية ومباني الأكاديمية وتدريب المشاة وتدريس أكاديمي وتمارين تعبوية وعسكرية واللياقة البدنية ومحطات عن التعاون العسكري بين البحرين وبريطانيا. تقليد الأكاديمية أن يدخل قائد الطابور بحصانه إلى داخل مبنى الكلية القديمة ليتم بذلك الإعلان رسميا عن تخرج الطلبة. وبحسب ما ذكر معاليه عن نفسه في الكتاب، فهو من مواليد 21 فبراير 1972، وتلقى تعليمه الأساسي حتى المرحلة الثانوية في مدرسة البحرين الدولية والتحق بعد ذلك بأكاديمية ساندهيرست وتخرج فيها عام 1992 وواصل تحصيله العلمي بحصوله على البكالوريوس في العلاقات الدولية والقانون والتنظيم من جامعة جورج تاون عام 1997، وفي العام التالي حصل على الماجستير في دراسات الأمن القومي من نفس الجامعة، ثم حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من كنجز كوليج في عام 2007 في المملكة المتحدة، وحضر للدكتوراه في العلوم العسكرية في جامعة اكستير في المملكة المتحدة، وحضر العديد من الدورات التدريبية العسكرية المتخصصة في أعرق الكليات والمدارس العسكرية المتخصصة في أعرق الكليات والمدارس العسكرية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وتقلد العديد من المناصب العسكرية، منها مساعد الملحق العسكري في سفارة مملكة البحرين في واشنطن والعديد من المهام في وحدة القوة الخاصة الملكية، وحائز وسام حوار ووسام الجدارة ويهوى ركوب الخيل ورياضة الجري والقراءة. استطاع المؤلف باقتدار وجهد مشكور إصدار هذا الكتاب القيم وتوثيقه بمعلومات عديدة، وسلط الأضواء على مراحل إنشاء الأكاديمية وتدريباتها من خلال معاصرته وتجاربه الشخصية، ما مكنه من إظهار كثير من أمورها بطريقة حافلة ومشوقة، وهذا الكتاب إن شاء الله سيكون من الكتب المهمة التي ستفتح المجال أمام القراء الكرام والباحثين والمهتمين بالأمور التاريخية والعسكرية للاستفادة منه، كما أن الكتاب يرسخ الانتماء إلى الوطن والدفاع عن حياضه. yousufsalahuddin@gmail.com

مشاركة :