اتهم وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الخميس، إيران “بالتدخل” في الانتخابات البرلمانية العراقية، التي تجرى في مايو/ أيار، ويسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي من خلالها إلى الفوز بولاية جديدة بعد حرب ناجحة ضد تنظيم داعش بدعم من الولايات المتحدة. وستحدد الانتخابات زعيم العراق للأعوام الأربعة المقبلة، حيث سيكون على بغداد إعادة بناء المدن والبلدات التي استعادتها من قبضة داعش، ومنع عودة المتشددين ومعالجة الانقسامات الطائفية والاقتصادية التي أججت الصراع. ومن بين منافسي العبادي، رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، ووزير النقل السابق هادي العامري، وكلاهما من أوثق حلفاء إيران في العراق. ولم يذكر ماتيس تفاصيل عمن تسعى إيران للتأثير عليهم، لكنه قال إنها تقوم بذلك من خلال ضخ الأموال في الساحة السياسية العراقية. وقال ماتيس للصحفيين خلال عودته من زيارة للشرق الأوسط وأفغانستان، “لدينا أدلة مثيرة للقلق على أن إيران تحاول التأثير، باستخدام المال، على الانتخابات العراقية، هذه الأموال تستخدم للتأثير على المرشحين والتأثير على الأصوات”. وأضاف “ليست مبالغ قليلة من المال على ما نعتقد، وهذا في رأينا غير مفيد للغاية”. ولم يرد تعليق من إيران بعد، لكنها نفت فيما مضى التدخل في شؤون العراق. وقارن ماتيس بين أفعال إيران وروسيا التي خلصت أجهزة مخابرات أمريكية إلى أنها حاولت التأثير على انتخابات الرئاسة عام 2016 لصالح ترامب، وتنفي روسيا ذلك. وقال ماتيس “تحذو إيران حذو روسيا بالتدخل في الانتخابات العراقية”. ورفض الإفصاح عما إذا كان يعتقد أن الجهود الإيرانية نجحت أو إن كانت طهران تسعى لتقويض العبادي. وقال ماتيس، إن زيارته لأفغانستان والشرق الأوسط زادت مخاوفه بشأن أنشطة إيران في المنطقة بدءا بتأجيج العنف في سوريا وانتهاء بمساعدة المتشددين في غرب أفغانستان. وتتهم الولايات المتحدة إيران بتصعيد الحرب الأهلية في اليمن وإثارة خطر تحويلها إلى صراع إقليمي أوسع عبر إمداد الحوثيين بأسلحة متطورة بينها صواريخ أطلقوها على أهداف في السعودية. وقال إن إيران تستخدم اليمن كساحة اختبار لأسلحتها “حيث تجد راداراتها وصواريخها الباليستية وصواريخها المضادة للسفن، عثرنا على ألغامهم وزوارقهم الناسفة تختبر كلها”. لكن البحرية الأمريكية، قالت للصحفيين المرافقين لماتيس إن استفزازت إيران في الخليج تراجعت، وأوقفت سفن البحرية الإيرانية مناوراتها الروتينية قرب السفن الأمريكية في أغسطس/ آب، وقال مسؤولون أمريكيون بينهم ماتيس إنهم لا يعلمون السبب.
مشاركة :