الغنوشي يفشل في إقناع الطبوبي بعدم رحيل الشاهد

  • 3/16/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل مقترحا تقدم به إليه راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة يقضي بالتمسك بيوسف الشاهد رئيسا للحكومة مشددا على أن الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد تستوجب تركيز تركيبة حكومية جديدة. وقالت مصادر نقابية إن الغنوشي حاول خلال لقاء مع الطبوبي إقناعه بأن "الأزمة السياسية والإصلاحات القادمة عليها البلاد تستوجب استقرارا حكوميا" غير أن الطبوبي شدد على أن "تونس لا يمكنها الخروج من الأزمة إلا برحيل التركيبة الحكومية الحالية". وأضافت المصادر النقابية لمراسل ميدل ايست أونلاين "إن الأمين العام للمركزية النقابية شدد على ضرورة رحيل الشاهد وقيادة مشاورات صلب اللجنة المنبثقة على اجتماع قرطاج لترشيح شخصية مستقلة قوية قادرة على قيادة البلاد". وكان الغنوشي سارع إلى عقد لقاء مفاجئ مع الطبوبي مساء الخميس في مسعى إلى ثني اتحاد الشغل عن موقفه الرافض لهيمنة كل من النداء والنهضة على مواقع القرار السياسي والإداري. وهذا هو اللقاء الأول من نوعه الطبوبي والغنوشي الذي بات يخشى من أن تقود الجهود الكبيرة التي يقودها اتحاد الشغل باتجاه رحيل الشاهد وإعادة رسم خارطة سياسية جديدة مبنية على شرعية الوحدة الوطنية بمفهومها الواسع. وتجاهر القيادات النقابية بأن النهضة ساهمت إلى حد كبير في تعميق الأزمة السياسية من خلال إفراغ مفهوم الوحدة الوطنية من محتواها بعد أن مارست شتى أشكال الاستضعاف للأحزاب اللبرالية والعلمانية ودفعت بها إلى الانسحاب من الحكومة. وهي ترى التركيبة الحالية لن تقود بتونس سوى إلى مزيد تعميق الأزمة السياسية خاصة وأن البلاد قادمة على استحقاقات وتحديات تستوجب إرادة سياسية قوية لمواجهتها. وعلى الرغم من فشل الغنوشي سارعت النهضة إلى الترويج للقاء إعلاميا في مسعى إلى إقناع الراي العام بأن الغنوشي يقود جهود لاسترضاء المركزية النقابية التي ما انفكت تشدد على أن الحركة الإسلامية نخرت مفاصل أجهزة الدولة المدنية. وأقر عماد الخميري الناطق الرسمي باسم النهضة بأن الغنوشي حاول خلال اللقاء إقناع الطبوبي بوجهة نظر النهضة حول أولويات اللجنة المنبثقة عن اجتماع قرطاج ومنهجية التعاطي مع الإصلاحات الكبرى وإيجاد برنامج لتوحيد وجهات النظر المتباينة". أما اتحاد الشغل فقد اكتفى بنشر بيان شديد الاقتضاب على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" أشار فيه إلى أن "اللقاء تناول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد وكيفية الخروج من الوضع الحالي". وتكشف تصريحات كل من الطبوبي والغنوشي عمق الاختلافات بشأن المخرجات الضرورية لأزمة البلاد إذ في الوقت الذي يشدد فيه الأمين العام لاتحاد الشغل على أن "تونس تحتاج اليوم إلى هامات وكفاءات لحلحلة الأزمة يقول الغنوشي "إن تونس لا تعيش أزمة حكم وإنما أزمة توافق حول الإصلاحات وإيجاد البدائل". ووصفت المصادر النقابية اللقاء بـ"الفاشل" مشددة على أنه " من غير الممكن أن تلتقي مواقف الاتحاد الذي يتابع بكل انشغال تداعيات الأزمة السياسية والتي تمثل النهضة طرفا فيها مع الحركة التي لا تعترف أصلا بوجود أزمة وتتمسك بيوسف الشاهد مخافة أن تتشكل تركيبة حكومية بناء على المفهوم الواسع والمدني للوحدة الوطنية". وشددت المصادر على أن "مواقف الاتحاد واضحة وهو متمسك بها وفي مقدمتها رحيل حكومة الشاهد" لافتة إلى أن "المركزية النقابية التي تنتصر لمدنية الدولة ومشاغل التونسيين لا يمكن لها أن تكون شاهد زور".

مشاركة :