أكدت ورقة تقدير موقف لـ مركز الجزيرة للدراسات أنه ليس ثمة مؤشرات على حدوث تحول مثير في الموقف الأميركي إزاء الأزمة الخليجية عقب إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، واستند المركز في تقديره إلى سببين رئيسيين؛ أولهما أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحرص على تجاوز الأزمة وضرورة حلها بين قطر ودول الرباعي (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) قبل عقد القمة الخليجية الأميركية في كامب ديفيد، لا سيما أن رؤية تيلرسون منذ بدء الأزمة في يونيو 2017، ضرورة الحفاظ على علاقات أميركية متوازنة وغير منحازة إزاء عواصم الخليج، مع ضرورة التمسك بالوساطة الكويتية، أصبحت هي لُب الموقف الرسمي لدى ترمب. كما أشار تقدير الموقف إلى أن ثمة مصلحة استراتيجية لدى واشنطن في مرحلة ما بعد تيلرسون في التركيز على الملف الإيراني، سواء في شقه التعاقدي ضمن الاتفاق النووي، أو العسكري لثني طهران عن تطوير برنامجها النووي كمحصلة نهائية يلتف حولها كل من ترمب وبومبيو ونتنياهو العائد حديثاً من واشنطن، بعد تصعيد الخطاب التحذيري من طموحات إيران خلال مؤتمر إيباك الماضي في واشنطن. إقالات واستقالات استهل مركز الجزيرة للدراسات ورقة تقدير الموقف بالإشارة إلى أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أصبح الاسم الحادي والعشرين على قائمة كبار المسؤولين الذين تمت إقالتهم أو قرروا الاستقالة من العمل في حكومة دونالد ترمب، بعد أقل من أربعة عشر شهراً من تشكيلها عقب تزكية مجلس الشيوخ. وذكرت الورقة: «أثار القرار المفاجئ للرئيس ترمب بالاستغناء عن تيلرسون عدة تفسيرات وتأويلات تركز على عدم وجود تناغم سياسي ونفسي بين الرجلين، وكيف عانت السياسة الخارجية الأميركية خلال تلك الفترة مما يمكن تسميته معضلة «الدبلوماسية التي تعمل برأسين». ولفتت إلى تباعد المسافة بين ما كان الرئيس ترمب ينحو إليه في البيت الأبيض وما تمسك به تيلرسون في وزارة الخارجية، فضلاً عن حالة الارتباك وأحياناً القلق التي عاشتها شتى عواصم العالم حول حقيقة المواقف والقرارات النهائية لدى واشنطن.;
مشاركة :