حققت وزارة الداخلية ضربة موجعة وناجحة وفي وقت قصير بقبضها على حوالي 15 متورطا في أحداث قرية الدالوة بمحافظة الأحساء، حيث نفذت عمليات أمنية متزامنة في 6 مدن خلال أقل من 24 ساعة لتؤكد أنها سد منيع ضد من يحاول المساس بالأمن الداخلي للمجتمع أو من يحاول ارتكاب جريمة خبيثة لزرع فتنة طائفية في المجتمع. وكشف المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان المقبوض عليهم يشكلون خلية واحدة، مؤكدا أن جميع من قبض عليهم تم إثبات تورطهم بجريمة إطلاق النار التي شهدتها الأحساء. المتحدث الأمني: التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان المقبوض عليهم يشكلون خلية واحدة وقد استنكر إمام الحرم المكي، سعود الشريم، وقال في تغريدة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر: "لا يعبث بالأمن أحد عرف حق ربه، وحق مجتمعه، وحق نفسه، ولا يفعله إلا شخص سوي {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ).. التشويش بإلقاء التهم والتصنيف في قضية أمنية قبل صدور التحقيق الرسمي دليل ضحالة التفكير وطيشه!! (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ)" "الرياض" تابعت أصداء هذا العمل الإجرامي مع عدد من السنة والشيعة والشوريين وبحثت عن أسباب الفجوة الحاصلة بين المذهبين وكيفية تعزيز اللحمة لمواجهة الأقلية المجرمة. إمام الحرم المكي: لا يعبث بالأمن أحد عرف حق ربه وحق مجتمعه وحق نفسه وباء يجب أن يزال بداية أفاد عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الشويخات أن التطرّف والتعصب الذي يؤدي إلى التكفير وقتل الأبرياء هو وباء ابتليت به الأمة مؤخراً ليس في المملكة فقط بل في جميع المناطق المحيطة كذلك. وقال: يجب الآن في هذه اللحظة ودائماً أن نحرص على تعزيز اللحمة الوطنية وتعزيز الالتفاف حول القيادة، وأن نؤكد معاني العيش الواحد ولا أقول العيش المشترك، فلقد مرت أكثر من ألف سنة والسنة والشيعة في بلادنا يعيشون متجاورين متحابين. ولا يزال في البلاد خير كثير وأن الشيعة والسنة إخوة يعيشون في وطن واحد وبينهم من علاقات الجيرة والتعاون والمواطنة ما هو قوي ومتين. لم نعرف هذا الفكر المتطرف إلا في الثلاثة العقود الأخيرة بسبب التعصب الحاصل، وبخاصة من أولئك الذين يرون أنهم أنفسهم وحدهم على الحق وأن منهجهم فقط هو المنهج الصحيح. د. الشويخات: ما حدث سابقة خطيرة ويحتاج إلى وقفة متأنية مرحلة تاريخية وحول الأحداث التي حصلت مؤخرا في الأحساء زاد د. الشويخات أن ما حدث سابقة خطيرة، ويحتاج إلى وقفة متأنية وجادة من الجميع. فيجب أن نعي ونحن نعيش مرحلة تاريخية دقيقة مملوءة بمظاهر الفتن أن هناك جهات داخلية وخارجية تريد أن تزعزع أمن البلاد ووحدته تحت دعاوى الدين الحق، والصواب والمنهج الصحيح وأنها وحدها من تمتلك الحقيقية وتقيم شرع الله القويم. وهذا يؤدي بكل تأكيد إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وقد حذر خادم الحرمين الشريفين في ثلاثة خطابات من الفتن التي تحيط بنا، ودان الصامتين. وخطاب المقام السامي كان موجهاً للعلماء والمثقفين وكل مستنير وغيور على هذه البلاد. العفالق: يجب نبذ كل من يتحدث بازدراء عن المذاهب والأديان الأخرى وأضاف أن لحمتنا الوطنية قوية وتعزيزها يتم من خلال تجريم ومعاقبة صاحب أي خطاب أو سلوك متعصب على أساس الدين أو الطائفة أو المذهب والتعليم والثقافة والإعلام هي كلها الحجر الأساس في تنمية ثقافية وطنية إنسانية جامعة. فيجب علينا أن نعيد النظر باستمرار في مناهجنا الدراسية وأن نعيد النظر في خطابنا الإعلامي وفي تنشئة أولادنا وبناتنا وفي استخدام التقنية وتقديم المحتوى التعليمي والثقافي المستنير المؤسس على احترام العقل والإنسان وتقدير الاختلاف في ثقافات الناس في كوكب متداخل المنافع، مع تأكيد القيم السمحة والعظيمة للإسلام، ديناً رحباً وسمحاً ومرناً يقبل جميع الأديان والمعتقدات والمذاهب والأفكار فكيف لا يقبل اجتهادات فقهية ومذهبية في داخل الدين الواحد! بوخمسين: إغلاق المنابر التي تخلق التوتر وتثير الضغائن بين الطوائف ضرورة تعصب مدمر وأشار إلى أنه عندما يكون الإنسان أحادي النظر في الدين وفي الثقافة وفي المجتمع فإن التعصب والتطرف المدمر هي إحدى النتائج الطبيعية، كما أننا في عالم واحد فيه منافع مشتركة ونحن نعيش في كوكب فيه أمم ومذاهب وأقوام، وعلى مناهجنا التعليمية أن تحترم أديان ومذاهب وثقافات وتقدر للناس اختلافاتهم وتجعل من الإنسان طاقة تفكير وطاقة عمل وسلوك في حماية المكتسبات الوطنية، مع تأكيد دور الإنسان في عمارة الأرض واحترام الإنسان، أياً كان لونه أو دينه أو معتقده أو فكره، ما دام هذا الإنسان مسالماً معتزاً بكرامته الآدمية دون إيذاء أو شرور. مسئولية الجميع وقال د. الشويخات: إذا كانت هناك جهات خارجية وداخلية تريد لهذا البلد السوء، فهذا لا يعفينا من المسئولية في النظر لمناهج التعليم والثقافة وإلى وسائل الإعلام. وتعزيز معاني وسلوكيات المواطنة الشريفة من خلال هذه القنوات. وعلينا أن نهتم بالمحتوى التعليمي والثقافي الرقمي الذي يصل إلى ملايين الشباب، ذكوراً وإناثاً من دون تمييز، بشكل مشوق لانخراط شبابنا بوعي وبصيرة في ثقافة العصر، مع نبذ التفرقة والتطرف والوصاية. ولفت الشويخات إلى أن هناك في الداخل متعصبين من كل الطوائف يريدون أن يكون صوتهم هو الصوت الأعلى مع المزايدة واستغلال مشاعر الناس البسطاء. وهم يسارعون إلى التكفير والتحريض والتحشيد وإلهاب مشاعر الناس. وهؤلاء، ممن يعلنون انتماءهم للشيعة او للسنة، ينبغي أن يتم تحديدهم وتوضيح معاني سلوكياتهم الخاطئة، فإن لم يتراجعوا، وجب محاكمتهم بشفافية وعلنية. تعزيز اللحمة للرد ويرى الدكتور أحمد أن الرد على جميع أنواع التطرّف يكون بمزيد من تعزيز اللحمة الوطنية، ومزيد من العمل التربوي والثقافي المبتكر والفاعل بشفافية وعدالة. وشدد د. الشويخات على أن القيادة في بلادنا قادرة على مقاربة هذا الموضوع بما يستحق من وسائل أمنية فورية وحاسمة، ووسائل ثقافية وتعليمية وتنموية مستمرة. وإذا كان هناك من يريد أن يحدث ضجيجاً سلبياً حول هذا الموضوع، فهناك في المقابل من يريد في جميع أرجاء الوطن أن يضمد الجراح وأن يعزز القيم الوطنية الفاعلة المثمرة التي هي، بعد الله جلت قدرته، السبيل إلى حماية الوطن ومكتسباته. ثقافة ازدراء المخالف من جهته قال عضو الشورى صالح العفالق: لا شك أن العمل على لحمة وطنية واجب ومسئولية ليس فقط اتجاه الشخصيات الهامة بل اتجاه الفرد بشكل عام، فللأسف ظهرت مؤخرا ثقافة ازدراء الآخر المخالف وهي نمت لعدة أسباب من أهمها عدم احترام الديانات الأخرى، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - تبنى عدد من البرامج التي تعزز ثقافة الحوار وتقبل الاختلاف والديانات المختلفة والعقائد الأخرى، التي لو حاولنا أن نطبقها لما واجهنا أي إشكاليات، فلو كل شخص آمن أنه مسئول عن نفسه أمام ربه وهو المسئول عنها لتعايشنا مع الآخر وزاد: أنه يجب أن يكون هناك ثقافة تعليمية من الصغر تكرس مبادئ الاحترام بين الأديان والطوائف وأن يحترم الأخر بالكامل، فهذه الثقافة ستفتحنا للعالم بأكمله، مشيرا إلى أنه منذ صغره وهو يتعايش مع الشيعة في محافظة الأحساء ولم يشهد أي تمييز بين الطائفتين إلا في الثلاثة العقود المؤخرة، فالجميع كان يعيش بعضه مع بعض بلحمة وطنية قوية، مؤكدا أن فكرة وجود فجوة بين الطائفتين غير موجودة بحجم المشكلة التي يعتقدها بعضهم، ففي الأحساء هي شبه معدومة. مواطنة وشراكة وأضاف العفالق أنه يجب أن يتعامل الجميع بمبدأ المواطنة وأننا شركاء في هذه الأرض وبالنسبة إلى المعتقدات والديانات فكل منا يجب أن يحترم معتقدات الآخر فالله هو حسيب كل إنسان، كما أنه في حال وجود أجندة خارجية خلف أحداث الأحساء فهم جاءوا في المكان غير الصحيح، ففي منطقة الأحساء تحديدا هناك تعايش كبير بين الطائفتين، والشعب ولله الحمد يتحلى لحمة وطنية وتعاضد بغالبيته ولدينا حكومة قوية، فجميع هذه الأحداث تزيدنا لحمة وقوة، وقد أثبت الشعب تعاضدها ورفضه للعنف في كثير من المواقف حتى نردم الفجوة التي يحاول بعض خلقها بين السنة والشيعة رأى العفالق أنه يجب أن ننبذ كل من يتحدث بالازدراء عن المذاهب والأديان الأخرى، ويجب مقاطعة الأصوات الشاذة والنشاز وأن لا نتبادل الرسائل المسيئة للأديان والمذاهب الأخرى، لأن مثل هذه التصرفات ستنمي جيلا يزدري الآخر، فيجب احترام المعتقدات مهما كانت، إلى جانب أهمية الاستمرار بالتواصل والحوار فلو بدأنا بهذا سنخلق جيل يحترم الآخر، يحرص على أن يعيش كنسيج مجتمعي واحد يتقبل الجميع. تعايش دائم من جهته قال المواطن عبدالرحيم بوخمسين - من المذهب الشيعي: حتى قبل عقد من الآن كان يستغرب كثيرون وجود شيعة في المملكة أو طوائف مختلفة لأنه لم يكن هناك أي تحزبات في السابق، ولكن الأحداث السياسية الأخيرة سلطت الضوء على المذاهب والتحزبات وحاولت إثارتها بشيء من الفتنة وزاد أن هناك فئة حاولت زعزعة الأمن بين الطرفين، مع نزع الحقوق من كل طرف، مؤكدا أنه يوقن أن أمور الفتنة وإراقة الدماء خلفها أجندة خارجية بينما الحقوق هي حق لكل مواطن سني كان أو شيعي، مشيرا إلى أن جميع الشيعة الوسطيين يشعرون بالألم حيال ما حصل فالجاني والمجني عليه جميعهم مواطنين ومسلمين بصرف النظر عن المذاهب، فنحن نعيش حالة ألم على كل ما يحصل من فتن، فالغالبية تمتلك وطنية صادقة ويعمل على إخماد نار الفتنة كي لا يحصل ما لا يحمد عقباه. غالبية الشيعة تستنكر وأشار إلى أن الشيعة والسنة إخوان منذ مئات السنين وواصل: أنا وكل مواطن غيور نسعى لوأد هذه الفتنة والتصالح مع الجميع، كما أن العالم العربي ثمن استنكار المفتي والقيادة التي عملت على تهدئة النفس كثيرا، ولكن هناك بعض وسائل الإعلام حاولت أثارة النفوس وزرع الضغينة ونقدر قرار إيقاف إحدى القنوات المثيرة للفتن من قبل القيادة وزاد بوخمسين أن الشيعة لم يجدوا أي تمييز في السابق من جميع المذاهب المسلمة، ولكن مؤخرا نجد أن هناك من يحاول أن يخلق التمييز بين الطائفتين، وحتى نردم الفجوة يجب إغلاق جميع المنابر التي تخلق التوتر والتي تهيج الضغينة وأن يتم العناية بمنابر الخطب والمناهج الدينية ووسائل الإعلام، خصوصاً أن الدولة لديها الإمكانية التامة في التصدي لكل مشعلي الفتنة.
مشاركة :