أطفالنا أمانة عندنا وليسوا ملكاً لنا

  • 9/17/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إيذاء الأطفال سلوك يمارسه الكثير من الناس بقصد أو دون قصد، والبعض الآخر كالوالدين أو المعلمين أو الإخوة الكبار قد يظنون ذلك حقا مشروعا لهم وليس لأحد حق التدخل فيه، ويكون ذلك الاعتقاد للوالدين بدرجة أكبر من غيرهما حتى أن بعضهم يقول ولدي وأنا حر فيه، وهذا بلا شك مفهوم خاطئ، وللأسف الشديد أن ذلك هو السائد والمتأصل في ثقافة الكثير من المجتمعات المختلفة. بينما في الحقيقة أن الطفل إنسان له كرامة كفلها الله له واستودعه أمانة عند القائمين على ولايته وتربيته من والدين ومربين وأقارب بل ومجتمع. والأطفال قد يتعرضون للأسف للإيذاء من أقرب الناس لهم كالوالدين والإخوة والأقارب والأصدقاء، ولذا وجبت التوعية لهذا الأمر الخطير الذي قد يتساهل فيه الكثير من الناس، فلا يعيرون له الاهتمام حتى تقع الفأس في الرأس، وذلك من خلال تكثيف الوعي لدى الأطفال أنفسهم بأن يكونوا حذرين في تعاملاتهم مع من حولهم، وأن يبلغوا عن أي سلوك قد يكون مريبا بالنسبة لهم، ولا مانع من التوضيح للطفل حرفيا عن ذلك بعيدا عن حاجز العيب والممنوع وعبارة «ما زالوا صغار لما يكبروا يعرفوا»، وهنا مكمن الخطأ بل من الأحرى أن نوعيهم قبل أن يكونوا فريسة لغيرهم. وكثير من الأطفال قد يتعرضون للإيذاء بأنواعه لكنهم لا يخبرون أحدا بما حدث لهم لأسباب مختلفة منها الخوف أو الخجل، وهنا يكمن دور توعية الأطفال بكيفية التصرف عند تعرضهم لأي أذى من أي شخص حتى وإن كان من أقرب الناس لهم. كذلك يجب ألا نجعل بيننا وبين أطفالنا حواجز قد تعيق إبلاغهم لنا بأي سلوك غريب قد يتعرضون له سواء كان فعليا أو محتملا. يحتاج الأطفال إلى إدراك أن الغرباء هم مجرد أشخاص لا يعرفونهم وأنهم في حياتهم اليومية سيواجهون الغرباء. ليس هناك حاجة إلى الخوف، ولكن هناك قوانين لحماية الأطفال عند تعاملهم مع أي شخص غريب عندما لا يكونون بصحبة شخص بالغ يتولى رعايتهم. وإيذاء الأطفال له أنواع شتى منها الإيذاء البدني كالضرب والخنق والحرق، وهناك الإيذاء النفسي وهو استخدام الألم النفسي للطفل كالسخرية منه أو النبذ أو الإهمال أو التهديد أو التخويف أو توجيه العبارات الجارحة أو التفرقة بينه وبين إخوانه أو بينه وبين زملائه وحرمانه من المحبة والعطف والحنان. لا شك أن الوالدين يتعرضان لصدمة نفسية عند معرفتهما بتعرض أطفالهما لأي إيذاء لكن إذا حدث هذا فإن أول رد فعل يجب أن يكون هو التمسك بالهدوء وبمساندة الطفل. وأن نعطيه الفرصة لاستخدام أسلوبه الخاص في سرد ما حدث دون انفعال منا، وهنا يحتاج الطفل لأن يكون واثقا من: أنك تصدقه، وأنك مرتاح لأنه تحدث إليك، وأنه لم يرتكب خطأ، وأنك ستفعل كل ما بوسعك لتتأكد أنه لن يتعرض للأذى مرة أخرى، وستبذل جهدك للحصول على المساعدة المناسبة له.

مشاركة :