تستضيف العاصمة السعودية الرياض، منتدى التعاون العربي ـ الصيني، في مجال الطاقة تحت شعار "طاقة مستدامة لأجل التنمية" في الفترة من 18 ـ 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وذلك في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين جامعة الدول العربية والهيئة الوطنية للطاقة بشأن آلية التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة. وفي هذا الجانب، قال لـ"الاقتصادية" لي تشنج ون، السفير الصيني في السعودية، "إن الهدف من عقد هذا المنتدى هو تطوير وتعزيز التعاون في جميع المجالات المتعلقة بالطاقة، بما في ذلك تحسين كفاءة واستغلال مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة النووية المخصصة للأغراض السلمية". وأوضح، أن المنتدى يناقش النشاطات المختلفة في مجالات الطاقة المتجددة، والتعاون في مجال تبادل الخبرات ونقل التقنية، والحفاظ على البيئة وتنسيق المواقف في المحافل الدولية المعنية بشؤون الطاقة، إلى جانب تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشاريع الطاقة، مثمناً مساهمة السعودية في استضافة هذا المؤتمر الذي تشارك فيه عدة جهات ذات علاقة بإنتاج الطاقة، كمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ووزارة المياه والكهرباء، ووزارة البترول والمعادن، وهيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، إضافة إلى أمانة جامعة الدول العربية. وبين السفير لي تشنج ون، أن المؤتمر سيركز على أهم القضايا المهمة للتنمية في مجالات الطاقة، التي تخدم أهداف تنمية التعاون المثمر بين الجانبين العربي والصيني، وتفتح آفاقا لبناء شراكات اقتصادية مثمرة بين الجانبين، وتحقق تطورا في التقنيات الفنية والاقتصادية وبناء القدرات وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الطاقة والمحافظة على البيئة، وذلك من خلال مجموعة من المحاضرات سيتم تقديمها وعرضها بواسطة عدد من المختصين من الجانبين العربي والصيني، تغطي المحاور تقنيات واقتصاديات الطاقة الكهربائية، تقنيات واقتصاديات الطاقة المتجددة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، إضافة إلى أطروحات عن النفط والغاز الطبيعي. وأوضح، أنه في مجال التعاون الثنائي بين السعودية والصين في مجال الطاقة، فقد شهد القطاع تطورا مستمراً وملحوظا خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه وصل الطرفان إلى أعلى مستويات، حيث تنفذ الصين مشروع مصفاة ينبع، ويعد من المشاريع العملاقة في المنطقة ويعد استثمارا إيجابيا مشتركا بين البلدين ونموذجا لإنجاز مزيد من الاستثمارات المتبادلة، متوقعا أن تنتج المصفاة قبل نهاية العام 2014 تكرير وتقنية 140 مليون طن سنويا. وأوضح وجود تعاون بين شركات صينية وسعودية في إنتاج المجالات البترولية والتنقيب واكتشاف النفط وصناعة البتروكيماويات، إلى جانب تبادل الخبرات وتدريب الموظفين ومختلف التخصصات الأخرى من أجل مصلحة البلدين. وفي رده على سؤال "الاقتصادية" حول وضع السوق العالية للنفط والتغيرات التي شهدتها خريطة النفط بشكل عام بخفض السعودية إنتاجها من النفط وتراجع الصين لاستيراد النفط خلال الفترة الماضية، شدد السفير لي تشنج ون، على أن هذه التغيرات والأوضاع لا تؤثر في علاقة البلدين في مجال تجار النفط، مشيرا إلى أن لدى البلدين تعاونا استراتيجيا مشتركا في هذا المجال، لا يتأثر بهذه التقلبات والتغيرات في أسعار النفط، وأنها علاقة تسير في اتجاه قوي وبصور ثابتة. وأكد وجود مشاريع أخرى في مجالات واسعة في الطاقة المتجددة، مستدلاً على ذلك بانعقاد منتدى التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة في الرياض خلال الأيام المقبلة، لدفع مشاريع ومناقشة الطاقة البديلة وهو تواصل مستمر بين الشركات المعنية في هذا المجال وتواصل معمق لتحقيق وجني نتائج التعاون المملوسة بين البلدين. يشار إلى أن أبرز وأهم فائدة لمنتدى الطاقة الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، أنه سيكون فرصة لتسجيل لقاءات الشركات المعنية بالاستثمارات في مجال الطاقة ورجال الأعمال من الجانبين ومن أبرز المحاور وأوراق الأعمال التي ستناقش في المنتدى الحديث عن التقنيات في اقتصاديات الطاقة الكهربائية والمتجددة والنووية وأهمية النفط والغاز كمصدرين مهمين للطاقة في العالم. ويستهدف المنتدى، جهات مختلفة من كبار المسؤولين التنفيذيين في الوزارات، والمؤسسات، والجهات المعنية بشؤون الطاقة، والمختصين والمهندسين، ورجال الأعمال في الدول العربية، ومن الجانب الصيني ممثلون عن اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، ووزارتي الخارجية، والتجارة، وممثلو الشركات الصينية المعنية بالطاقة والكهرباء، وستشارك في فعاليات المؤتمر المنظمات العربية مثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، منظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط "أوبك"، الهيئة العربية للطاقة الذرية، الاتحاد العربي للكهرباء. وممثلو الشركات العربية المعنية بالطاقة. والنجاح الملحوظ للدورات الثلاث السابقة في كل من جمهورية الصين الشعبية في عام 2008 وجمهورية السودان في عام 2010 وجمهورية الصين الشعبية في عام 2012، أدى إلى حرص المنظمين والشركاء والجهات المعنية في الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية على إتاحة الفرصة للمختصين والمنظمات المحلية وقطاع الأعمال لتبادل الخبرات والتجارب بحضور صناع القرار، وكذلك التعرف على أطر التعاون القائم بين الطرفين لرسم استراتيجيات التعاون المشترك. وبما أن المؤتمر هو الحدث المميز في حقيبة منتدى التعاون العربي الصيني المختص في مجال الطاقة، فإن الدورة الرابعة لمؤتمر التعاون العربي الصيني في مجال الطاقة، في الرياض، تشكل فرصة ثمينة لكبار المسؤولين والمختصين والمستثمرين من الجانبين للالتقاء، وتبادل الخبرات، وإثراء المعرفة في مختلف مجالات الطاقة بصورها المتعددة، وتعزيز التعاون في المجالات الاستثمارية والتقنية.
مشاركة :