العلم الجيني يبرهن على صحة قول جمهور علماء النسب

  • 11/7/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

العلم الجيني يبرهن على صحة قول جمهور علماء النسب  بقلم الكاتبة / فوزية بنت حنوني الجابري العلم الجيني تلك الدلالة العلمية اليقينية القاطعة التي لاتدع لمجادل في علم النسب مجالا ليستمر في أخطاءه ووهمه ، فها هو يشرف على نسابة العصر الحديث ليدلي بكلمة الفصل فيما كانوا فيه يختلفون ، نعم لقد جاء العلم الجيني في القرن الواحد والعشرين ليصادق على ما تبناه ونافح عنه المحققين من جمهور علماء النسب أمام ماحصل من لبس لقلة من النسابة جراء تداخل القبائل العدنانية والقحطانية تبعا للهجرات والتحالفات والمؤثرات المختلفة الأخرى . فوفقا لما لدينا من موروث حضاري وتاريخ إنساني فإن النبي العربي هود عليه السلام هو جد الشعوب العربية التي استوطنت جزيرة العرب منذ القدم وانحدرت منها سلالة العرب القحطانية والعدنانية ، حيث انحدرت العرب القحطانية العاربة من ذرية ولده قحطان الذي استقر في اليمن ونشأت سلالته هناك ، كما انحدرت من ذرية ولده فالغ بن هود العرب العدنانية والعبرانيون . وعروبة أنبياء الجزيرة العربية وشعوبها القديمة منذ بدء التاريخ هو ما توارثه الخلف عن السلف وشهدت عليه المرويات والآثار التاريخية القديمة وقد روى ابن حبان في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم (  وأربعةٌ مِن العربِ: هودٌ وشعيبٌ وصالحٌ ونبيُّك محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الراوي: أبو ذر المحدث: ابن حبان المصدر: صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 361 خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه . وقد صادق العلم الحديث بما لا يدع مجال للشك علي ماقرره جمهور علماء النسب العرب والعبرانيون من نسبة العرب العاربة لقحطان بن عابر الذي هو يقطان الوارد ذكره في العهد القديم كما صادق على نسبة العرب العدنانية والعبرانيين لأخيه فالغ بن عابر جد إبراهيم عليه السلام . يقول المسعودي في مروج الذهب موضحا مدى إطباق السلف والخلف على نسبة قحطان لعابربن سام بن نوح ومشنعا على من يذكر خلاف ذلك (والواضح من أنساب اليمن، وما تدين به كهلان وحمير ابنا قحطان الى هذا الوقت قولًا وعملًا، وينقله الباقي عن الماضي والصغير عن الكبير والذي وجدت عليه التواريخ القديمة للعرب وغيرها من الأمم، وعليه وجدت الأكثر من شيوخ ولد قحطان من حمير وكهلان بأرض اليمن والتهائم والانجاد وبلاد حَضْرَمَوْت والشِّحْر والاحقاف وبلاد عمان وغيرها من الأمصار أن الصحيح في نسب قحطان أنه قحطان بن عابر ابن شالخ بن سالم وهو قينان- بن إرفخشذ بن سام بن نوح . وقد كان لعابر ثلاثة أولاد: فالغ، وقحطان، وملكان، والخضر عليه السلام من ولد ملكان في قول كثير من الناس، وولد لقحطان أحد وثلاثون ذكرا، وأمهم حَي بنت روق بن فزارة بن منقذ بن سويد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، فولد قحطان يعرب بن قحطان وولد يعرب يشجب، وولد يشجب ولدين: أحدهما عبد شمس- وهو سبأ بن يشجب- وانما سمي سبأ لسبيه السبايا، فولد سبأ حمير وكهلان ابني سبأ، والثاني لم يعقب، وانما العقب من ولد هذين- وهما حمير و كهلان- فهذا المتفق عليه عند أهل الخبرة بهما، والمتيقن لديهما. ) اهـ مروج الذهب للمسعودي كما ذكر الخطيب في تاريخ بغداد، والذهبي في السير، والعيني في شرح البخاري، وابن هبة الله في تاريخ دمشق، وابن كثير في البداية والنهاية، أن عابرا الذي ينسب إليه قحطان هو نبي الله هود عليه الصلاة والسلام  (ولا يعارض هذا ما ذكر في القرآن من إهلاك قوم عاد، فإن هذا الإهلاك خاص بمن كفروا وكذبوا، وأما هود ومن آمن معه فقد نجاهم الله تعالى، ويدل لذلك قوله في قصة هود:فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ{الأعراف:72}، وقوله تعالى: وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ {هود:58}، فإذا تقرر أن الله نجى هودا ومن آمن به فإنه لا يبعد أن يكون قحطان ممن آمن ونجا. (مركز الفتوى إسلام ويب ) وقال احمد بن على بن احمد الفزارى القلقشندى في كتابة نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب وكتابة قلائد الجمان في التعريف بقبائل الزمان ( الذي عليه جمهور علماء النسب انهم بنو قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام .وانه أصل عرب اليمن واليه ينسب القحطانية ) كما قال في كتابه قلائد الجمان : ( وهلكت بقايا العاربة باليمن من عاد وغيرهم، وخلفهم فيه بنو قحطان من عابر، فعرفوا بعرب اليمن إلى الآن ) وأيضا ذكر ابن هشام في السيرة ( وقحطان أبو اليمن كلها، وإليه يجتمع نسبها ابن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح ). وأكد الدكتور جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام على هذاالإتفاق بين الرواة والإخباريين قائلا اتفق الرواة وأهل الأخبار ، أو كادوا يتفقون ، على تقسيم العرب من حيث القدم إلى طبقات: عرب بائدة ، وعرب عاربة ، وعرب مستعربة . أو عرب عاربة ، وعرب متعربة ، وعرب مستعربة . أو عرب عاربة وعرباء وهم الخلص ، والمتعربة . واتفقوا أو كادوا يتفقون على تقسيم العرب من حيث النسب إلى قسمين : قحطانية ، منازلهم الأولى في اليمن . وعدنانية ، منازلهم الأولى في الحجاز .واتفقوا ، أو كادوا يتفقون ، على أن القحطانيين هم عرب منذ خلقهم الله ، وعلى هذا النحو من العربية التي نفهمها ويفقهها من يسمع هذه الكلمة ، فهم الأصل ، والعدنانية الفرع منهم أخذوا العربية ، وبلسانهم تكلم أبناء إسماعيل بعد هجرتهم إلى الحجاز . 1/294 فما بعد وقد أنكر ابن حزم الأندلسي على من ينسب قحطان لإسماعيل ووضح فساد قوله فقال : ( وأما قحطان فقوم قالوا: هو من ولد إسماعيل-عليه السلام-. وهذا باطل بلا شك، إذ لو كانوا من ولد إسماعيل، لما خص رسول الله بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق منهم عائشة ، إذ كان عليها نذر عتق رقبة من بني إسماعيل، فصح بهذا أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل ) وأيضا جاءت نتائج العلم الجيني مؤكدة على ماورد في الآثار من كون جل قبائل العرب الباقية هم من ذرية إسماعيل مقارنة بالقلة القليلة الباقية من ذرية قحطان بن هود و من نجا معهم من العرب البائدة من قوم عاد وثمود. وقد روى في هذا الشأن عن على بن رياح (كلُّ العربِ من ولدِ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ ) المصدر: شرح البخاري لابن الملقن الصفحة أو الرقم: 17/614 خلاصة حكم المحدث: له ما يقويه وأيضا أخرجه السيوطي في الجامع الصغير الصفحة أو الرقم: 6275 خلاصة حكم المحدث: مرسل صحيح وهذا هو ماظهر جليا في نتائج فحوصات القبائل العربية فقد ذكر خبراء الجينات أن العينات تحت التحورالإبراهيمي L147 أي J1c3d تمثل 90% تقريبًا من إجمالي العينات على السلالةJ1c3 ، وتمثل 78.5% تقريبًا من إجمالي العينات على السلالةالعربية السامية J1 وهذ يوضح بجلاء مدى استحواذهم على نصيب الأسد في السلالة مصداقا لما ورد في الأثر الذي يفهم منه التغليب عندما يفسر في ضوء ماورد من مرويات ثابتة وصحيحة تستثني قبائل عربية قحطانية من الإسماعيلية  وأيضا برهنت النتائج السابقة على صحة تلك الآثار الثابتة عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والتي تستثني قبائل عربية عاربة من ذرية إسماعيل عليه السلام وهو ما أكد عليه جمهورا لمحققين من علماء النسب من قبل ومن بعد فقد روى في هذا الشأن عَن عائشةَ، أنَّهُ كانَ علَيها رقبةٌ مِن بني إسماعيلَ، فجاءَ سبيٌ منَ خَولانَ، فأرادَت أن تُعتقَ منهم، فنهاها ثمَّ جاءَ سَبيٌ مِن مُضرَ من بَني العَنبرِ، فأمرَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن تُعتقَ مِنهُم الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: العراقي المصدر: محجة القرب الصفحة أو الرقم: 388 خلاصة حكم المحدث: صحيح ولايفوتنا في ختام المقال أن نؤكد مرة أخرى على الحقيقة المهمة التي أثبتها العلم الجيني وهي كون قوم إبراهيم ماهم إلا قبائل عربية هاجرت من الجزيرة العربية لجنوب العراق وتغير لسانها  جراء مخالطة الأمم المختلفة هناك وأنهم مع بني عمهم قحطان بن عابر ماهم إلا نسل ذلك النبي العربي الكريم هود الذي استوطن هو وقومه الأحقاف جنوب جزيرة العرب قال تعالى وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21)

مشاركة :