الأحساء.. الحُب وثقافة الغناء - عبدالرحمن الناصر

  • 11/8/2014
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

التجمع الشعبي والتلاحم بين الناس في محافظة الاحساء بعد الأحداث الإرهابية التي وقعت هناك، وراح ضحيتها مواطنون آمنون، هذه المحافظة البارزة على الجانب الشرقي من السعودية مازلنا معهم مستنكرين العمل الإجرامي مبينين أن هذه الأعمال الاعمال الاجرامية لن تزيد المواطنين إلا لحمة وتكاتفا وتماسكا للوقوف في وجه كل من أراد المساس بأمن الوطن والمواطن. منّذ توحيد المملكة العربية السعودية عرفت الأحساء بشعب يزرع المحبة والألفة يستشعرون فيها أهمية الأمن والاستقرار بعيدين عن المساومة من أجل الفوضى. الأحساء بارزة في اللحمة الشعبية بشكل يثير الدهشة والفخر. كانت الأحساء متفوقة في كُل شيء طوال العقود الطويلة وحتى على الجانب الثقافي والأدبي والفني، يؤمنون ان تلاحمهم مع بعض هو السبيل إلى رفعة الوطن، لذا نتج عن التواصل الفكري بينهم بروز العديد من الاسماء الأدبية والثقافية وان كنا نتحدث عن الحالة الفنية في الاحساء كمركز مهم في اقدمية هذه الثقافة وبث روح الحماسة والتطوير الفني إلى وقتنا الحاضر. كان الرواد في الاغنية ينطلقون من هذه المحافظة حيث كان تلفزيون أرامكو وتلفزيون البحرين سباقين لنشر اعمالهم الفنية قبل ان تأتي الاسطوانات وتسجيلها في الاحساء. من تاريخ بداية الاسطوانات سجل الحبيصي عددا من الاسطوانات لعدد من الفنانين في نجد بينهم بشير شنان، الذي تغنى في الأحساء باغنية «وسط المبرز شافت العين فتان» وكذا التواصل الفني مع ابن الاحساء المطرب الراحل عيسى الاحسائي الذي عزف مع بشير آلة الكمان في تلك الجلسة، وسجل ايضاً لفهد بن سعيد في تلك المرحلة، كذلك الشاعر محمد الجنوبي وعبدالله الجنوبي وايضاً الراحل طاهر الاحسائي ومطلق دخيل وعايد عبدالله وحمدان بن إبراهيم الناصر من شعراء الاحساء المعروفين الذين تغنى لهم عدد من فناني الخليج يوسف فوني والشاعر العرفج والشاعر احمد ابراهيم الغدير والشاعر عبدالوهاب المتيعب وغيرهم. قبل هذا يستشعر العبندي والمحسن والحبيصي أهمية بروز الثقافة الغنائية، لذا كانوا من اوائل من افتتحوا محلات بيع الاسطوانات الغنائية حيث بدأ العبندي بتسجيل الفنانين المحليين في الأحساء وحتى في المدن الأخرى وبطبع اسطواناتهم، منهم الفنان الراحل عبداللطيف الحمدان وعبدالله بوخوه واحمد الباروه وطاهر الاحسائي وعيسى الاحسائي في تلك الحقبة. هذا الاندماج الفني في تلك المحافظة الهادئة مع غيرهم كون ثروة ثقافية فنية عميقة ولحمة اجتماعية رهيبة، أثرها مازال باقيا ليكون حضارة فنية في حضن التاريخ، هذه طبيعتهم يندمجون مع الجميع بعيدين عن العصبية في كٌل شيء لا يؤثر فيهم ما "ينغص" حياتهم وحياة الاخرين. يعتقدون ان البشرية لابد وان تعيش في سلام وحُب. بل لا ينظرون إلى قنوات الفتنة التي تُوهم نفسها بأن لها تأثير على ذلك الخليط الفيسفسائي الجميل، قد كذبت على نفسها تلك القنوات وعلى مشاهديها، ونسيت أن الاحساء مدينة ثقافة ولحمة وطنية وحب أبدي.

مشاركة :