فشل إستراتيجيات الإرهابيين في تحقيق أهدافها الخبيثة يقودهم للاتجاه لمخططات زرع الفتنة

  • 11/8/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن الأسلوب الذي استخدمته الجهات الإرهابية في جريمتها النكراء في قرية "الدالوة" أن ينطلي على مكونات الشعب السعودي والذي يعرف جيدا ما يحاك ضد الوطن من خطط للنيل منه ولإحداث القلاقل بين مختلف الشرائح التي تعيش على أرضه فطوال أكثر من عقدين ومواطنو المملكة يقرؤون خطط وطرق التنظيمات المتطرفة التي تحاول باستمرار النيل من وطننا الشامخ بعدة إستراتيجيات انكشفت للعيان فبدءًا من استهداف المعاهدين الغربيين والذين يقيمون في السعودية ومرورا بالإضرار بمصالح الدولة وبرموزها ورجالاتها وأخيرا محاولاتهم الباغية لزرع الفتنة ولشق الصف بين نسيج المجتمع السعودي والذي أحبط وأغاظ الأعداء بعد محاولاتهم الآثمة وهم يرونهم صفا واحدا متحدا. هوانهم في النيل من المملكة جعلهم يلجأون إلى خيار بث روح الكراهية والبغضاء والانتقام بين مكونات الشعب فمنذ التسعينات الميلادية بات واضحا للسلطات السعودية الاستهداف الواضح لبلاد الحرمين الشريفين من قوى متطرفة وأطراف خارجية ولم تكن الحوادث الفردية أو الجماعية التي حدثت إلا أن تدق ناقوس الخطر لدى القيادة الأمنية التي كان يقود دفتها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي عرف مبكرا ما يحاك ضد المملكة من أعدائها الذين يريدون النيل من الوطن وفي إحداث حالة من التنازع بين مكونات الشعب السعودي الذي كان ومازال يقف مع حكومته في شتى الظروف والأوقات ومؤكدا للجميع أن مكائد زرع الفتن وشق الصفوف لن تنطلي عليه أبدا. استهداف "المعاهدين"الغربيين لقد أطل التطرف برأسه من جديد بشكل لافت بدءا من عام 1995م وحتى مطلع الألفية الثانية بتوجه يستهدف "المعاهدين"الغربيين الذين يحملون الجنسية الأمريكية والبريطانية بشكل خاص ممن يعملون في المنشآت والشركات السعودية إذ تم تنفيذ عدة عمليات بسيارات مفخخة أدت لمقتل العشرات من المواطنين والمقيمين ورجال الأمن ولإصابة المئات كان من أبرزها استهداف 3 مجمعات سكنية يقطنها غربيون وعرب في الرياض قتل فيها 20 شخصا وذلك في 12 مايو عام 2003م كما شهد نفس العام عدة عمليات "للفئة الضالة"والذين كانوا ينفذون أجندة زعيمهم أسامة بن لادن فقد توفي رجل أمريكي في عملية أخرى متأثرا بجراحه في قاعدة الملك عبدالعزيز بالجبيل وفي نهاية نفس العام فجر متطرفو "القاعدة" مجمع المحيا السكني الذي يسكنه غالبية من المواطنين العرب والمسلمين والذي توافق مع شهر رمضان كانت حصيلة هذا الهجوم 12 قتيلاً و 122 جريحاً من الابرياء. لكن الحملات المركزة التي شنتها وزارة الداخلية على التنظيمات المتطرفة أدت إلى دحر مخططاتها وجعلتهم يلجأون إلى تغيير طارئ في إستراتيجيتهم الإرهابية بعد أن كشفت السلطات الأمنية الكثير من العمليات قبل تنفيذها وألقت القبض على العشرات منهم. استهداف مصالح الدولة وبعد هذا النجاح الأمني في صد واعتراض وإبطال عمليات "المتطرفين"في تنظيم القاعدة الإرهابي كانت الوسيلة الناجعة كما يرى هؤلاء أن يتم استهداف مصالح الدولة الأمنية والنفطية وهو ما كان واقعا على الأرض بتفجير مبنى الإدارة العامة للمرور في الرياض، بسيارة مفخخة، نتج عنها استشهاد 4 من رجال الأمن، بالإضافة إلى آخر مدني، وإصابة 148 شخصا وذلك في عام 2004 م أتبعها بعد عدة أشهر عملية متزامنة، استهدفت الأولى مقر وزارة الداخلية في الرياض، عبر انتحاري فجَر سيارة، وأصيب على أثرها رجل أمن عند حراسات البوابة الشرقية والثانية استهداف مقر مركز تدريب قوات الطوارئ الخاصة في الرياض، عبر انتحاريين حاولا تفجير سيارة بالقرب من المركز. خطط المتطرفون لاستهداف مصالح الدولة لم تنته عند هذه المعطيات بل واصلوا من بغيهم وعدوانهم على مقدرات الوطن وذلك بمحاولة فاشلة أبطلتها الجهات الأمنية استهدفت معامل بقيق لتكرير النفط شرقي السعودية، حيث حاول انتحاريون تفجير سيارتين كانوا يستقلانهما، قبل أن تتمكن حراسات المعامل من قتلهم واستشهد جراءها رجلا أمن. فيما شهد عام 2009 م في أحد المنافذ الحدودية بمنطقة جازان، مواجهة مع تنظيم القاعدة حينما حاول اثنان من المدرجين على قائمة ال85 التسلل إلى الأراضي السعودية متنكرين بزي نسائي قبل أن تجهز عليهما السلطات الأمنية كما تعرض منفذ الوديعة على الحدود السعودية- اليمنية لأعمال ارهابية تبنتها "القاعدة" و ذلك يوم الجمعة نهار رمضان الماضي حيث قام خمسة اشخاص بتبادل النار مع رجال حرس الحدود، وقد استشهد 5 من رجال الحدود فيما تم قتل 3 اشخاص من تنظيم القاعدة و إلقاء القبض على احدهم. اغتيال رجالات الدولة عبث التنظيمات الإرهابية والتي تقف وراءها جهات خارجية تمولها بالمال والعتاد واصل إجرامه العظيم للإضرار بالمملكة وذلك بعد فشل الكثير من عملياتهم في تحقيق إهدافها لجأت للانتقام من رجالات الدولة والذين كانوا لهم بالمرصاد وهذا ماحدث عندما حاول الإرهابي عبدالله بن طالع العسيري الذي كان يمثل الرقم 85 على قائمة المطلوبين أمنيا إلى وزارة الداخلية في محاولة اغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذي رحب باللقاء به والاستماع إلى مطالبه حيث كان الأمير يسعى لأسباب إنسانية إلى عودة زوجة المطلوب سعيد الشهري مع طفليها لكن إرادة الله سبحانه وتعالى شاءت إلا أن تنصف الحق وتبعد الشر عن حماة الوطن. ورغم فشلها في إلحاق الضرر في رموز الدولة إلا أن أياديها الخبيثة ذهبت للنيل من رجالاتها المخلصين وذلك بإغتيالها عام 2005م للمقدم مبارك السواط من جهاز المباحث العامة والذي استشهد في ضاحية الشرائع بمدينة مكة المكرمة على يد اثنين من الإرهابيين، أطلقوا عليه نحو 20 رصاصة من سلاح ناري وفي نهاية عام2012م قتل اثنين من أفراد حرس الحدود في كمين نُصب لإحدى الدوريات الأمنية بمحافظة شرورة جنوب البلاد على الحدود مع اليمن. زرع الفتنة وشق الصفوف وبعد كل هذه الأساليب والمنهجيات التي استخدمها"المارقون" الذين جاؤوا لتنفيذ أجندات جهات خارجية استغلت جهلهم وضعف بصيرتهم وهوانهم اتجهوا أخيرا نحو إحداث القلاقل وزرع الفتنة بين مكونات الشعب السعودي وذلك من خلال العملية الإجرامية الجبانة في قرية "الدالوة" التي أرادت بث روح الكراهية والبغضاء والانتقام بين الطوائف في المملكة العربية السعودية والتي عرفت تاريخيا بالتلاحم والتآخي منذ تأسيس وطننا الأبي على يد مؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –رحمه الله- الذي أسسه على أركان قويمة ثابتة منبعها الكتاب والسنة المحمدية المطهرة والتي حرمت إزهاق أرواح المسلمين المعصومة بعصمة الإسلام. هذه المحاولة الآثمة من عناصر التطرف والإرهاب أنكشف هدفها الرئيس لدى كافة مواطني المملكة "المتلاحمين" لجر المجتمع للاقتتال فيما بينهم لكن ألاعيب"الخونة"لم تنطلي على المجتمع السعودي وعلى مشايخ المنطقة الشرقية الذين أدانوا هذا الإجرام المقيت وأعلنوا عن أن الشعب السعودي المخلص سيكون صفا واحد ضد كل جهة تريد أن تشعل نار الفتنة. وقد أغاظت جريمة حادثة الدالوة الأعداء وهم يشاهدون المواطنين يلتفون حول بعضهم البعض متوحدة كلمتهم والتي كانت ومازالت متحدة رغم كيد المتربصين بالوطن وبشعبه تدعمها حكمة بالغة من قيادة هذه البلاد المباركة التي شيدت بنيانا قويما بين مكونات الشعب أساسه العدل والمحبة والتآخي. لم يكن النجاح الأمني الذي سجلته الأجهزة الأمنية في قبضها على منفذي هجوم قرية "الدالوة" في وقت قياسي محض صدفة بل جاء نتيجة تراكم للخبرات الأمنية في مكافحة الإرهاب والإرهابيين والذي أدى إلى كسر شوكتهم لتجعل هذه الإنجازات المملكة مدرسة عالمية يحتذى بتجربتها الرائدة في التعامل مع مثل هذه الملفات الشائكة. .

مشاركة :