تحدث خطيب الجمعة في جامع الحي أمس أمام جموع المصلين، وهم من جنسيات عدة، عن أهمية الأمن في السعودية ووضع مقارنات بين ما تنعم به بلادنا وما يفتقده كثير من البلاد العربية والإسلامية. يقول الخطيب، الذي لامس شأنا محليا وتفاعل مع قضايا الشارع في خطبته، إن الأمن في البلاد لم يكن في يوم حقا مكفولا للسعوديين فقط، بل لكل الجنسيات المسلم منها وغير المسلم، وإن هذا الحق يكفله النظام والشرع وينفذه رجال الأمن البواسل. تطرق الخطيب للجريمة "البشعة" التي حدثت في الأحساء وذهب ضحيتها عدد من الأبرياء غالبيتهم من صغار السن، وعن سرعة الإنجاز الأمني الذي تمثل في القبض على عدد من الجناة المتورطين في حادثة قرية "الدالوة". لا أحد يقر ترويع الآمنين، لا أحد يقبل أن يمس أحدا بأذى في السعودية ــ أيا كان ــ وأجزم أن غالبية خطباء الجمعة في كل مساجد المدن والمحافظات تفاعلوا ونددوا بالجريمة البشعة التي حدثت لأهلنا في الأحساء. يد الإرهاب لا تفرق بين أحد وعندما استهدفت السعوديين من الشيعة خلال الأسبوع الماضي فقد سبقتهم باستهداف إخوتهم من السنة في الرياض والشرقية والقصيم وشرورة وحائل وفي كل مكان من بلادنا الطاهرة. الإرهابيون لا يستهدفون مذهبا بعينه ولا جنسية بعينها، بل يستهدفون الوطن برمته ويسعون لتمزيقه، وزرع الفرقة والتناحر بين أبنائه، يدفعهم في أفعالهم الشيطان وأجندة خارجية لا تريد الخير لهذا البلد. كانت رسالة رجال الأمن واضحة للجميع وهم يقبضون على مرتكبي جريمة قرية "الدالوة" خلال 24 ساعة. تقول الرسالة "أمن البلاد خط أحمر، ومن تسوّل له نفسه ترويع العباد وتخريب البلاد فهو أمام أمرين لا ثالث لهما القضاء أو البندقية". في السعودية قانون وشرع منصف لا يفرق بين السعودي وغير السعودي أو المسلم وغير المسلم، لا أحد ــ صغر شأنه أو كبر ــ فوق الشرع في البلاد، والجميع سواسية كأسنان المشط، سواء في كفالة حق الأمن لهم أو وقوفهم أمام القضاء إن أجرموا، لا ميزة لأحد عن أحد. جريمة قرية "الدالوة" جريمة بشعة هزت المجتمع السعودي بأسره والكل تألم منها، ولكن ثمة أمر خفف من المصاب ألا وهو وقوف كل الشعب مع أهالي الضحايا وسرعة الإنجاز الأمني في القبض على الجناة، وهو أمر قتل "الفتنة" في مهدها.
مشاركة :