أدرك تماماً أنّ من أولويات مهام الدولة هو أمن الوطن والمواطن بالدرجة الأولى. وأنّ حربها على الإرهاب سجل معدلات عالية النسب في مكافحة الإرهاب, ومحاولة تجفيف منابعه , مما جعل العالم يشهد بأن السعودية من أولى الدول المكافحة للإرهاب. وأيقاظ خلاياه النائمة للقضاء عليه بكل حزم وشدة. مما نتج عنه الكثير من استشهاد رجال الأمن في عمليات المداهمة والقبض على الجناة المجرمين بأوقات سريعة وحاسمة. وما حصل أخيراً بالأحساء في - الدالوة - عمل إرهابي لا تخفى دواعيه لاستدعاء حرب طائفية، وقد ضرب الإرهاب الغادر إحدى الحسينيات الشيعية وقتل من قتل من المواطنين الشيعة, فإنّ الإرهاب لا يميز بين سنّة وشيعية. طالما الهدف هو إثارة فتنة لجر الطرفين للاقتتال الطائفي. لكن على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار أنّ ملاحقة الإرهاب ودحره، ليس بالأمر الكافي. فإن الإرهاب يتغذى من الفكر المتطرف. وهذا له مؤيدوه وأشياعه ممن يتواجدون بيننا مستترين تحت مسميات جمعيات خيرية وغيرها, ولا أستبعد بعض المدارس الحاضنة للنشء وتركيز أصحاب الفكر المتطرف عليها, يضاف لها بعض حلقات التدريس وغيرها من بؤر تواجد الفكر المتطرف. هذا الفكر المتطرف له ممولوه وشيوخه ومنظروه وموجهوه, شبكة عنكبوتيه.. وهم ممن تعلموا من مشايخ الصحوة التكفير والتفجير.. ولا زالوا يتوارثون التشدد المتطرف جيلاً بعد جيل لعمق مؤثراتها الفكرية المتشددة التي بقيت عالقة في أهان شباب اليوم الذين نراهم وقود الفكر المتطرف, فيما تبثه قنوات ومنابر واجتماعات سرية, التي جعلتهم في مواجه مع الدولة والمجتمع. انظروا لما يجري بوسائل الاتصال الاجتماعي, من إرهاب فكري، لكل من يأتي على سيرة القاعدة وداعش والإخوان. فإنّ بذاءة ألسنتهم وصلت للتهديد والتكفير للكثير من المجتمع.. وإنني أهيب بالدولة مراقبة وسائل الاتصال الاجتماعي بدءاً بتويتر حيث اتخذوه منصة لنفث أحقادهم على المجتمع, ومنهم أسماء معروفة ووهمية تمارس إرهاب فكر متطرف مؤذ للمجتمع. فعلى الدولة محاربة الفكر المتطرف, ومتابعة أصحابه, فإن الفكر المتطرف يستنبت لنا كل يوم جيلاً لا يؤمن بحرمة وطن وأرواح مجتمع، حتى لا يأتي جيل آخر يتوارث مفاهيم فكر متطرف، ونظل في دوامة مستديمة لمحاربة الإرهاب.. قبل الأخذ بمسبباته ومعالجته ومحاربته على المستوى الرسمي والشعبي. والله من وراء القصد.
مشاركة :