راجح ناصر البيشي أحياناً تضيع حقوق كثير من الناس سواء كانوا بالغين أو قاصرين ذكوراً أو إناثاً متعلمين أو جاهلين بسبب جهلهم بحقوقهم، وما يمكن أن يلحق بهم من أذى وضياع حق وظلم وسلب مكتسبات دون وجه حق؛ لأنهم فقط لا يعرفون سبل أخذ حقوقهم أو على الأقل لا يعرفون الجهات التي يمكن أن تقدم لهم المساعدة في ذلك، وكل ذلك ينضوي تحت بند (ما كنت عارف النظام) ويرد عليه الموظف، الذي يمثل هذه الجهة أو تلك التي أضاعت حق ذلك المسكين بقوله (لماذا ما طالبت بحقك يا أخي أو القانون لا يحمي المغفلين)، وبالتالي ضاع صاحبنا بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. وكان بالإمكان أحسن مما كان لو كان صاحب كل حق يعرف حقوقه، وما له وما عليه والجهات والأساليب المشروعة والمتاحة في أخذ حقه المشروع دون ظلم أو إجحاف أو ضياع حق، وقد يكون ذلك بمجرد معرفة رقم هاتف جهة معينة معنية مسؤولة تحل مشكلتك وتعاقب مَنْ أساء إليك أو سلبك حقك دون وجه حق أو تقاعس في تقديم الخدمة الواجبة عليه نحوك دون منة أو أذى، ولعل الشخص سواء كان كبيراً أو صغيراً ما إن يعرف النظام وحقوقه وواجباته والطرق النظامية الكفيلة بأخذ حقه والجهات، التي يمكن أن تساعده فإنه إن شاء الله لن يُظلم، ولو ظلم فإنه سيجد مَنْ يدعمه ويرد له حقه واعتباره أو على أقل اعتبار يوجهه إلى ماذا يفعل. ولعل ما ساقني لتلك المقدمة هو رقم الهاتف المجاني (116111) هل تعرف هذا الرقم أو قد سمعت به وهل يعرفه ابنك أو ابنتك؟ هذا الرقم عممته وزارة التربية والتعليم على جميع مدارسها، وقدمته كخدمة مساندة للأطفال من بنين وبنات لمَنْ هم دون سن الثامنة عشرة، ووجهت كل مدرسة بإبلاغ الطلاب بهذا الرقم، وإعلامهم بأهميته ونشره في أرجاء المدرسة وأروقتها ليعرفه كل طفل وطفلة ويحفظوه. هذا الرقم البسيط في حفظه وشكله هو خط ساخن لكل طفل دون الثامنة عشرة يحتاج للمشورة أو الحماية أو المساندة أو المساعدة الملحة أو عند تعرضه لا سمح الله لأي أذى أو عنف، وقد يكون ذلك من أقرب الناس إليه سواء في النسب أو التعامل، وكثيراً ما قرأنا أو سمعنا أو شاهدنا عن حالات عنف صلف وإيذاء ظالم ضد أطفال أبرياء بعضها مع الأسف الشديد من أقرب الناس لأولئك الأطفال الأبرياء، وبالتالي فإن تقديم مثل هذه الخدمات للأطفال وتشجيعهم على التواصل بكل جرأة مع أناس قد يكونون سبباً في حمايتهم بعد الله ممن هم حولهم، وممن يتعاملون معهم بشكل مباشر أو غير مباشر أمر مهم لا مناص منه لأن بعض الأطفال إذا ما تعرض لأي أذى فقد يخاف أو يخجل أن يبلّغ أي أحد بما جرى له حتى إن كان أحد والديه، وهنا تظهر أهمية مثل هذه الوسائل السرية المهمة لخدمة الأطفال وتعويدهم على الاستفادة منها دون كذب أو ظلم لأحد. حفظ الله جميع أبناء المسلمين وأصلحهم وبارك فيهم.
مشاركة :