كلّ قضية لم تُطرحْ بحجم أهميتها التي تستحق ستصبح منسيّة، حربُ الشوارع المميتة التي تفتك بأبناء هذا الوطن العظيم بالحوادث المروريّة لماذا بتنا نتعامل معها وكأنها قدر وعلينا الرضا به؟ الموتُ هو الموت لا فرق أن تموت بقذيفة هاون أو ترتطم بجمل سائب، الأرض تبكي والوطن صامت والإنسان يخسر محباً وهناك تولد مأساة فقدٍ، أخشى أن نُصبح بعد سنين بلد المليون قتيل مروري، حالة اللاوعي والتهور أثناء القيادة التي تراها وأنت تسير في الطرقات تُشعرك بأننا نسابق الزمن ونحترم الوقت، لذلك نقاتل من أجل احترامه، والحقيقة أننا نسير بلا أنظمة فقط، حقاً أمر محزن أن نفقد كل 26 دقيقة شخصاً ويصاب آخر، وبحسب إحصاءات أرامكو كل دقيقة يقع حادث مروري ووفاة أو إصابة شخص كل 15 دقيقة، والتقديرات تشير إلى أن عدد الإصابات سنوياً بحسب الإحصاءات الرسمية 40 ألف إصابة، 30% منها إعاقات دائمة، أي ما يعادل 35 معاقاً يومياً، و1000 معاق شهرياً. وحجم ما يتكبده الاقتصاد الوطني بسبب تلك الحوادث يتجاوز 21 مليار ريال سنوياً، الأرقام مُفزعة، وتجاوزت ضحايا الحوادث المرورية لدينا ضحايا قتلى نيران الحروب، جوهر الحلول لوقف استنزاف دماء أبنائنا هو التوعية بمخاطر السرعة وتجريمها بقانون لا يقل صرامة عن قانون مكافحة الإرهاب، أتعجب حقاً لماذا لم نرَ داعية يكرّس جُل وقته للحديث عن مخاطر حوادث الطرق القاتلة ومخاطر السرعة الزائدة..! ضحايانا من الشباب والكهول والنساء والأطفال الذين يذهبون ضحية حوادث الطرق بسبب مخالفة الأنظمة من قِبلهم أو من قِبل من تشارك معهم في المسؤولية عن الحوادث المرورية، علينا واجب أن نرثيهم ونبكيهم، لكن بوعي وعقلانية عن طريق تغليظ القوانين الرادعة وتجريم قطع الإشارة وتغليظ مخالفات السرعة والمساهمة بالتوعية للحد من مخاطرها، وتفعيل أنشطة الإدارة العامة للمرور، وأسبوع المرور، ونظام ساهر. إن الإبقاء على نظام المخالفات الروتينية هو مجرد مسكنات فقط، أثبتت أن مشكلتنا مع الوعي، وهنا نحتاج إلى تضافر كافة الجهات، فالمشكلة تتفاقم والضحايا في ازدياد، ولابدّ من حملة وطنية شاملة لتحفيز الوعي. حمانا الله جميعاً.
مشاركة :