ـ التنافس بين الهلال والنصر تجاوز حدود الميدان إلى أن وصل حدود المدرجات وحدود إعلام لايزال يتناوب على بث سموم (التعصب) المقيت الذي لا يمت لرياضة الوعي بصلة. ـ هذا التناحر اللفظي بين أنصار الهلال والنصر خرج عن سياقه الصحيح وبات صورة مشوهة حان الوقت لتمزيقها. ـ أي تعصب هذا الذي نراه.. شتم وسب وتطاول على الأشخاص ولعل ما أفصح عنه الأمير عبدالرحمن بن مساعد في تغريداته الأخيرة لهو الدليل والتأكيد على أن أساليب الإساءة أضحت هي العنوان. ـ الكل هنا يتحمل تبعات ما يحدث اليوم ولا يمكن بأي حال أن نلقي باللائمة على طرف ونقصي الآخر عن التهمة ففي معطيات ما أفرزته السنوات الأخيرة هنالك شواهد واضحة وجلية تقودنا إلى إعتبار هذا (الصراع) بين الطرفين لا يمثل الروح الرياضية بل على النقيض يأتي ليمثل وجهاً مشينا للرياضة والإنتماء لكياناتها. ـ التعصب آفة خطرة على أجيالنا وإذا ما بالغنا في تناوله فكراً وسلوكاً وعلى منوال ما نتعايش معه في هذه المرحلة فلربما أفرز لنا الكثير من المتاعب وطالما أنه كذلك فمن الضرورة كل الضرورة أن يكون للعقلاء في الهلال والنصر أدوارا فاعلة تستهدف إطفاء بركان التعصب وإخماد (ألسنة اللهب) التي تتصاعد من جوانبه حتى لا تمتد لبقية جماهيرنا ولكي لا يصبح الوسط الرياضي مرتعا لهؤلاء الذين حولوا مسار المنافسة في كرة القدم إلى أخرى ثوابتها الحقد والشتم والعدائية. ـ بعض النصراويين (تلحفوا) بشعار سيدني الأسترالي نكاية في الهلال.. رأينا ذلك وقد نرى مثيله في القريب العاجل فالكل من هنا وهناك يتبادل الأدوار التي لا تليق لا بمثالية الرياضة ولا بمثالية الإنتماء لمجالها. ـ يعجبني التنافس الرياضي الذي ترتكز مقوماته على إحترام الخصم أيا كان لكنه أي هذا التنافس فقدناه ولم نعد نرى له حضورا بل تبدل إلى صورة سوداء قاتمة والسبب في بعض الإعلام الذي ترك الباب مفتوحاً على مصراعية لفئة حاولت ونجحت في بناء شهرتها وجماهيريتها من (فاتورة) القذف والذم والسب وقلة الأدب ولعل ما يحدث فضائيا وورقيا وتويتريا ليس إلا الدليل الدامغ على حقيقة واقعنا الرياضي (المتأزم) وسلامتكم..