خطيب جامع الخير يطالب مجلس الغرفة الجديد بتصحيح أخطاء الماضي

  • 3/17/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ صلاح الجودر خطيب جامع الخير في قلالي في خطبة الجمعة أمس: لقد تكفل الله تعالى بأرزاق عباده، وقسمها من قبل أن يولدوا ويخرجوا إلى هذه الدنيا، جاء عن رسول الله: «إن أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتبِ رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد»، وعن ابن مسعود أن رسول الله قال: «لا يستبطئن أحد منكم رزقه، فإن جبريل ألقى في روعي أن أحداً منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله- أيها الناس- وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال فضله بمعصيته». لا يحملنكم حب المال على أن تطلبوه من غير محله، فإن في الحلال كفاية عن الحرام، والله تعالى قد أغنى المؤمن بحلاله عن حرامه، وكفاه بفضله عمن سواه، والكسب الحلال وإن كان قليلاً فإن الله يبارك فيه، والمال الحرام تذهب بركته وإن كان كثيراً، فلا ينفع صاحبه وقد يسلط الله عليه من يتلفه، وقد جاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» [المؤمنون 51]، وقال: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ» [البقرة: 172])، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!». والتجارة هي إحدى وسائل الكسب الحلال التي أباحها الإسلام، وقد جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد أحكام البيع والشراء والإيجار والكفالات والرهن وغيرها، وجعل لها آدابا يلتزم بها المسلم في تعامله، فالصدق والأمانة صفتان يجب أن يتحلى بهما المؤمن، قال تعالى: «يا أيها الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119]، وقال تعالى: «انَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا» [النساء: 58]، وجاء عن رسول الله (التاجر الأمين الصدُوق مع النبيين والصديقين والشهداء) [الترمذي]، والأمانة كذلك يجب أن يتمسك بها المسلم، قال: «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك» [حديث صحيح]. إن من أبرز سمات التعامل بين الناس التسامح والتساهل في البيع والشراء، قال: «رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا قضى، سمحًا إذا اقتضى». [البخاري]، والتسامح يتمثل في أمور كثيرة منها إنظار المدين المعسر لقوله تعالى: «وإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ» وعن رسول الله أنه قال: «أُتي بعبد من عباد الله آتاه الله مالاً، فقال له الله: ماذا عملت به في الدنيا؟ قال: يا رب، آتيتني مالاً، فكنت أبايع الناس، وكان من خلقي الجواز، فكنت أيسِّر على الموسر وأنظر المعسر، فقال الله: أنا أحق به منك، تجاوزوا عن عبدي» [مسلم]، ومن ذلك إقالة البيع، أي: الاستجابة إلى فسخه إذا رغب المشتري ذلك لظهور عدم احتياجه للمعقود عليه، قال «من أقال مسلمًا أقال الله عثرته». [أبو داود وابن ماجه وسنده صحيح]. قال تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا» [النساء: 29]، فمما يجب اجتنابه وإنكاره والتحذير منه الغش والخداع في التجارة، فالمسلم مطالب بالتزام الصدق في كل شؤونه، والنصيحة في الدين أغلى من كل مكسب، قال «البيِعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما»، ومرّ رسول الله برجل يبيع طعامًا فأعجبه ظاهرُه، فأدخل يده فيه فرأى بللاً، فقال: «ما هذا يا صاحب الطعام؟»، قال: أصابته السماء يا رسول الله (أي: المطر)، فقال «فهلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غشنا فليس منا». عباد الله، لقد تم تشكيل مجلس إدارة جديد لغرفة تجارة وصناعة البحرين بعد سنوات من التخبط وسوء الإدارة مما أثر بشكل كبير على السوق المحلي، لذا نتمنى أن يتدارك المجلس الجديد الأخطاء ويصحح المسار بما يعود على الجميع بالخير والفائدة، على التجار والمواطنين، وبما يحفظ للسوق استقراره. ألا فاتقوا الله في أنفسكم، وتحروا الحلال واجتنبوا الحرام، فإنكم مسؤولون يوم القيامة عن المال سؤالين: من أين حصلت عليه؟ وفيم أنفقته؟ فأعدّوا للسؤال جوابا.

مشاركة :