ماراثون بيروت الدولي في دورته الثانية عشرة جرى أمس بنجاح تحت شمس ساطعة. العاصمة اللبنانية احتضت المتفاعلين مع الحدث المرشّح للتصنيف الفضي. حوالى 40 ألف مشاركة ومشارك في فئات السباق ضخوا في لبنان طاقة إيجابية هو في أمسّ الحاجة إليها. والمناسبة التي تزاوج بين الرياضة والمرح وحمل رسائل اجتماعية وخيرية وقضايا إنسانية وبيئية، ساعدت الظروف الراهنة والفراغ الرئاسي في تحميلها أيضاً رسائل سياسية وإن غُلّفت بإطار اجتماعي. رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال سليمان حضر إلى موقع الحدث وأعطى إشارة انطلاق سباق الـ10 كلم، قبل توجهه إلى طرابلس، ودعا الشباب للذهاب إلى البرلمان وفرض انتخاب رئيس قبل عيد الاستقلال (22 تشرين الثاني/ نوفمبر)، مبدياً ارتياحه لأنه أصبح رئيساً سابقاً، لكنه أعرب عن قلقه من الأوضاع السائدة. وكانت «رسالة» في هذا الإطار لوزير الشباب والرياضة العميد المتقاعد عبد المطلب الحناوي الذي رافق سليمان إلى طرابلس، وجاءت كأنها منسّقة مع موقف الأخير، إذ طالب الوزير بـ «رئيس للجمهورية يرأس هذا الاحتفال الذي يقام للمرة الأولى في ظل فراغ رئاسي». واعتبر الحناوي «الماراثون» عيداً وطنياً ينتظره الجميع، وشاركه الرأي وزراء السياحة ميشال فرعون والتربية والتعليم العالي الياس بوصعب والثقافة روني عريجي. ولفت رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية سيمون أبي رميا إلى «إرادة الحياة التي يجسّدها السباق، والمحطة الجامعة التي تنسينا انتماءاتنا الضيقة والرخيصة». وشارك 300 محامية ومحامٍ على رأسهم النقيب جورج جريج تحت شعار «أسرعوا في انتخاب رئيس للجمهورية». ولم تنسَ الفنانة التونسية لطيفة، ضيفة شرف السباق، أن توجّه رسالة سياسية عربية عابرة، إذ شكرت لبنان وجمعية «بيروت ماراثون» منظمة السباق، اللذين «يقدّمان للعالم العربي مثالاً ناصعاً للإرادة والعزيمة في وجه طيور الظلام. وهو سلاح بنّاء لمحاربة الجهل والأمية الدمار اشامل الذي يفتك بدولنا». شخصيات كثيرة خاضت المنافسة بينها وزراء وسفراء وفنانون، ركضوا لقضايا ودعموا جمعيات، منها جمعية «رودز فور لايف» التي تسعى لخطة وطنية تقلل من حوادث السير، و «كن هادي» التي تعنى بالسلامة المرورية، و «برايف هارت» التي تواكب هذا النشاط منذ 11 عاماً، وتعالج الأطفال المصابين بأمراض القلب. وقد حشدت هذه السنة 4250 شخصاً، بينهم شيرين نجيم الفائزة بلقب السيدات بين اللبنانيات. في الجانب الآخر من الحدث، خطف الأضواء وفق ما هو متوقّع العداء «الأسطورة» الإثيوبي هايله جبريسيلاسي، المدعو كضيف شرف، والذي ساهم بإعطاء إشارة الانطلاق وتقليد ميداليات للفائزين إلى جانب كبار الحضور ومنهم عقيلة رئيس الحكومة لمى تمام سلام. وحيّا جبريسيلاسي جموع المشاركين ناشري السلام والوئام، واصفاً الألوان والاحتفالات على طول المسار بـ «الكرنفال المثير». وهو حظي بترحيب كبير، خصوصاً من مواطنيه العاملين في لبنان، الذين واكبوا العدائين وآزروا الفائزين، لا سيما صاحبي المركز الأول فيكادو غيرما ومولاهابت تسيغا شيكول.
مشاركة :