واصل مهاجم الأهلي، المحترف السوري عمر السومة تمسكه بصدارة هدافي دوري جميل للمحترفين، برصيد 12 هدفاً من 9 مباريات خاضها جميعها أساسياً بمعدل 805 دقائق ولم يستبدل سوى مرة واحدة فقط. وأثبت السومة الذي يخوض غمار الدوري السعودي لأول مرة، أنه هداف من طراز نادر، حيث يجيد التهديف بالقدمين (سجل 7 أهداف بالقدم اليمنى و3 باليسرى) إضافة لإجادته التهديف بالرأس (هدفين). وبرع السومة كذلك في تنفيذ الركلات الثابتة التي سجل منها 3 أهداف. ويقول الإعلامي الزميل باسل الحمدو من صحيفة "العرب" اللندنية في قراءة شاملة لمشوار السومة الرياضي: "تميزه وإجادته لعدد من المهارات يندر أن يجتمعا في لاعب جعل الجماهير تختلف في أي الصفات أنسب لإطلاقها عليه، فلقبته جماهير ناديه الأم "الفتوة السوري" بـ"القناص"، لأنه لا يوفر أي فرصة لوضع الكرة في الشباك، ولقبته جماهير "القادسية الكويتي" بـ"السفاح"، فهو أشبه بمصارع الثيران على أرض الملعب لا يمكن مقارعته بدنيا وكل الالتحامات ستعود إليه بالتأكيد، وأخيرا "أطلقت عليه جماهير الأهلي السعودي لقب "العكيد" لشخصيته القوية على أرض الملعب. إرث لم يخالف عمر جهاد السومة المولود في 28 مارس 1989 في مدينة دير الزور السورية إرث العائلة فجمع بين العلم والهواية، حيث بدأ ممارسة اللعبة في الثامنة من عمره، وانتسب إلى نادي الفتوة في العاشرة من عمره، وتنقل بين مراحله السنية (أشبال- ناشئين- شباب- أول)، ورغم أنه ينتمي لعائلة رياضية من جهة والدته لاعبة كرة السلة وألعاب القوى، وعمه المدرب لاعب كرة القدم السابق إلا أن العائلة عارضت دخوله عالم كرة القدم، وأرادت أن يكمل دراسته حيث لم يكن من السهل للاعب من مدينة دير الزور أن يحظى بالشهرة وينتقل إلى الأندية الأكثر اهتماماً، لكن موهبته المبشرة أجبرت العائلة على تشجيعه فيما بعد، فجمع بين العلم والهواية عندما حجز مقعده في كلية التربية الرياضية ومقعدا أساسيا في فريق الفتوة والمنتخب السوري بفئاته العمرية. وكان السومة يطمح منذ صغره لأن يكون رقماً مهماً في منتخب بلاده، ويستهويه محلياً مواطنه محمود حبش نجم الفتوة والمنتخب السوري، وعالمياً البرتغالي كريستيانو رونالدو. بدأ السومة عام ٢٠٠٢ اللعب في فريق ناشئي الفتوة، ورأى مدربوه فيه موهبة مميزة، حيث امتاز بالمهارات الفنية وإجادة صنع الفرص، كما تنقل بكفاءة بين خطي الهجوم والوسط وانتقل إلى الأجنحة إن دعت الحاجة. وكان على السومة تقديم أفضل ما لديه ليحجز مقعده أساسيا في خط الهجوم ومنافسة زميليه في النادي والمنتخب (عدي جفال ومحمد عبادي). ويدين السومة بعد الله لمدربيه في فئة الشباب محمد شريدة والمدرب سليمان (أبوداوود) اللذين كان لهما الفضل في تطوير وصقل مهاراته، حتى تمكن من قيادة شباب الفتوة للقب دوري الشباب وتوج هدافاً بـ27 هدفاً. واستمر تطور مستوى السومة ليصبح أحد الخيارات الأساسية لمدرب الفريق الأول في الفتوة هشام خلف عام 2008، وفي موسمه الأول سجل (13) هدفاً، ورفع رصيده مع الفريق إلى 40 هدفا في 3 مواسم. رحيل مثير كان على مدرب القادسية الكويتي، الكرواتي رادان جاسانين أن يجد بديلاً لسد ثغرة رحيل نجم هجومه السوري فراس الخطيب إلى أم صلال القطري، ولم يكن سهلا على الجماهير أو المدرب أو الإدارة رؤية نجم أقل سوية وفناً ومهارات يقود هجوم "الأصفر". ووصف السومة لردان، وقيل له إنه يجيد استخدام الرأس مستفيداً من قامته الفارهة وارتقائه المميز، ولياقته البدنية وبنيته الجسمانية المعتادة على حر الصحراء، والمناخات المماثلة لمناخ الدوري الكويتي، كما أنه يحسن التنقل بين الهجوم والوسط والتملص من الرقابة اللصيقة، وهي الصفات التي كان الخطيب يتصف بها. وانضم السومة إلى القادسية وسط تذمر جماهير الفتوة التي طالبت بإعادته مهما كلف الثمن، واتهمته إدارة ناديه بتزوير موافقة النادي، لكنه أكد أن انتقاله للقادسية شرعي وقانوني، وكل ما يثار حول التزوير غير صحيح، وأكد أنه طالب ببراءة ذمة من إدارة النادي، فلم يوافقوا وتحججوا بعدم انتهاء الموسم، فتوجه لاتحاد كرة القدم السوري الذي أرسل خطاباً رسمياً لإدارة النادي لإعطائه براءة الذمة، فلم يستجيبوا أيضاً، ما دعا اتحاد الكرة لمنحه البطاقة الدولية دون الرجوع للنادي، وأصبح قانونياً على قوائم القادسية. هداف تاريخي سجل السومة أول أهدافه مع القادسية بمرمى التضامن (واتبعه بهدف ثان في ذات المباراة) في 19 أغسطس 2011 ضمن كأس سمو ولي العهد، وأصبح الركيزة الأساسية للفريق، والورقة الرابحة في عدد من المباريات الحاسمة، وسجل أهدافا في مرمى جميع الفرق الكويتية (التضامن 8 أهداف، الجهراء 7، السالمية 6، الصليبخات والعربي وكاظمة 5، الشباب والنصر والكويت 3، الفحيحيل واليرموك (هدفين)، وهدفا في كل من الساحل وخيطان)، كما حصد جميع الألقاب المحلية، وسجل 63 هدفا مع القادسية ضمن البطولات المحلية الرسمية، وفي كأس الاتحاد الآسيوي وملحق دوري أبطال آسيا، بواقع (11) هدفاً في كأس الاتحاد، وهدف وحيد في دوري الأبطال. وسجل السومة 38 هدفا في الدوري الكويتي، وذلك بحسب الباحث الكويتي "حسين البلوشي"، ليدخل هداف الدوري الكويتي الموسم الماضي بـ(26) هدفا قائمة الهدافين التاريخيين للقادسية، ويتجاوز أرقام مواطنه فراس الخطيب. رفض الإغراءات بعد 3 سنوات من التألق قضاها السومة مع القادسية، حان الرحيل اللائق على الرغم من الإغراءات التي قدمت له للبقاء، وانتقل اللاعب إلى الأهلي هذا الموسم بعقد يمتد لموسمين خلفا للكوري الجنوبي سوك هيون. وكان السومة قد تلقى عروضاً للعب في أندية ألمانية وتركية وإماراتية، لكنه أكد أنه فضل الأهلي لامتلاكه قاعدة جماهيرة مذهلة للغاية وجمهوراً يعشق النادي بشكل جنوني، واضعاً نصب عينيه المساهمة في قيادة الفريق لإحراز بطولة الدوري التي غابت عنه منذ ثلاثة عقود. وسريعا جدا سجل السومة اسمه بأحرف من ذهب مع الأهلي، ففي أول 90 دقيقة له مع الفريق سجل أول هاتريك في ملعب "الجوهرة المشعة" بمرمى هجر في افتتاح مشوار الفريقين بدوري جميل للمحترفين، مما جعل القائمين على المدينة الرياضية يحتفظون بقميص السومة من أجل تخليده في المتحف الخاص بالمنشأة، وتدوين اسمه كأول لاعب يسجل "هاتريك" في الجوهرة منذ افتتاحه الموسم الفائت. وواصل السومة تألقه وقبض على صدارة الهدافين بـ12 هدفا حتى الآن.
مشاركة :