تأكيًدا لما انفردت «المدينة» بنشره يوم الثلاثاء الماضي عن خطة أمنية محكمة، وضعتها الأجهزة الأمنية الأردنية لمراقبة نحو 20 ألف لاجئ سوري التحقوا بمخيم الزعتري بدون أية قيود أمنية أو ملفات تؤكد وجودهم، وسط 150 ألفا داخل المخيم، تعتقد السلطات الأردنية أنهم من ضمن «خلايا الأسد النائمة» في الأردن، فيما أعلنت عمان أنها فرغت من وضع المخيم تحت السيطرة الإلكترونية، حيث بات المخيم تحت السيطرة الأمنية على مدار الساعة. وتم تركيب مئات من كاميرات المراقبة في التجمعات والأحياء السكنية، التي تم تقسيمها في الأيام السابقة بالمخيم، بهدف ضبط تحركات اللاجئين والسيطرة على الأوضاع الأمنية فيه، كما أن الكاميرات تم ربطها مباشرة بكل الأجهزة الأمنية المتواجدة داخل المخيم وخارجه، إضافة إلى ربطها بغرفة العمليات والسيطرة بمديرية الأمن، وذلك لضمان المحافظة على أمن المخيم وسلامة اللاجئين، وإحباط أي محاولات للتسلل أو التهريب كما كان في السابق، وبدأت الكاميرات بالعمل بنجاح، حيث يتم مشاهدة كل الكرفانات وخيام اللاجئين ومكاتب المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في المخيم، وذلك ضمن تعليمات تم وضعها بهذا الخصوص ولكشف أي حادثة ممكن حدوثها داخل المخيم عن طريق هذه الكاميرات، والتي تمكن الجهات المسؤولة من سرعة القبض على الأشخاص المتورطين بها. وكان مصدر حكومي أردني قال لـ»المدينة» إنه «رغم عدم إعلان الحكومة خطة الطوارئ بسبب الضربة المتوقعة للنظام السوري، وأن المعلن القيام بإجراءات عادية» إلا أنه أوضح أن «هناك أجزاء من الخطة تتحدث عن خطر داخلي في حال حدوث الضربة المتوقعة للنظام السوري»، مشيرًا إلى أن «هناك خلايا بعثية موالية للنظام السوري موجودة في الأردن». وأضاف المصدر في عمان، أن «الخطة تتضمن مراقبة هذه الخلايا بعضها يمتهن التجارة والآخر من اللاجئين السوريين الموجودين في مخيم الزعتري أو المنتشرين بين السكان، حيث من المتوقع أن تحاول زعزعة الأمن حال حدوث الضربة للنظام السوري، إلا أن الاستعدادات التي لدينا ضمن الخطة توضح أن هناك مراقبة شديدة لهذه الخلايا منذ فترة، وعلى الحكومة ألا تتهاون في موضوع الخلايا النائمة». وتابع «وزارة الداخلية وجهاز المخابرات على اطلاع بكل نشاطات هذه الخلايا». وأوضح المصدر أن «هذا الإجراء جاء بعد ضبط 178 حالة تسلل عبر المنافذ غير الشرعية، أغلبها لمطلوبين في قضايا خطرة مثل القيام بعمليات تخريبية وحيازة أسلحة غير مرخصة بهدف استخدامها بأعمال غير مشروعة»، ولفت المصدر إلى أنه «تم القبض عليهم وتحويلهم إلى الجهات المختصة لإتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم»، وأضاف «إن عددا من الإجراءات الاحترازية قامت بها السلطات الأردنية عقب تزايد الحديث عن الضربة العسكرية الأميركية في سورية، وما قد يرافقها من توقعات بنزوح آلاف من اللاجئين السوريين إلى الأردن»، وأقر المصدر أن هناك نحو 20 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري لا تملك الحكومة الأردنية عنهم أية معلومات وهذا ما يشكل مصدر قلق كبير. وأضاف المصدر أن «الجيش الأردني وضع في حالة تأهب قصوى على الحدود للتصدي لأي اعتداء أو محاولات لتسلل المقاتلين إلى الأراضي الأردنية، والحدود تحت السيطرة من قبل قوات حرس الحدود، لا يمكن استبعاد خيار تصدير النظام السوري لأزمته مع معارضيه ودول الغرب، التي أعلنت عليه حربًا محدودة إلى خارج الحدود، من خلال اتخاذ خطوات تصعيدية تطال بشررها الأخضر واليابس وتحرق بنيرانها المنطقة بأكملها».
مشاركة :