أعاد وفاق سطيف الأندية الجزائرية إلى الواجهة القارية بعد 26 عاماً من الغياب، وتوج نفسه بطلاً لدوري أبطال أفريقيا بتعادله (1-1) أول أمس بالبليدة، أمام فيتا كلوب الكونغولي في إياب نهائي المسابقة مستفيداً من تعادله ذهاباً (2-2). أحرز هدفي المباراة يونس للوفاق (49)، ومابيدا لفيتا كلوب (53). وهذه هي المرة الأولى التي يتوج فيها فريق جزائري بلقب المسابقة الأفريقية الأغلى بصيغتها الجديدة، وكان توج بلقبها في صيغتها القديمة عام 1988 كآخر الأندية الجزائرية المتوجة بها بعد مولودية الجزائر 1976 وشبيبة القبائل 1981. وسينال النادي الجزائري من مكافأة الاتحاد الأفريقي 1.5 مليون دولار، فضلاً عن علاوات ومكافآت تشجيعية أخرى من الحكومة ورجال أعمال خواص. ولم يخف مدرب وفاق سطيف الشاب خير الدين ماضوي سعادته، بتتويج فريقه بلقب رابطة أبطال أفريقيا أمام نادي فيتاكلوب الكونغولي. وبدا جلياً على وجهه وهو يجيب عن أسئلة الصحافيين بعد نهاية المباراة: «كنّا نتوقّع الصعوبة في النهائي لأن المنافس (فيتاكلوب) كان قوياً واستحوذ كثيراً على الكرة، بينما نحن لم نلعب المباراة كما ينبغي بقدر ما سيّرناها بإحكام». وأضاف: «اللاعبون التزموا بالتعليمات، وهذا مهم، لكن واجهنا صعوبات كبيرة أمام منافس قوي، ومثلما تعلمون فإن النهائي يُربح ولا يُلعب، لذلك أقول إننا حققنا الأهم وهو التتويج باللّقب القاري». واستطرد مضيفاً: «نهدي هذا اللّقب لكل الجزائريين، وسنلعب مونديال الأندية، وهو رهان مهم، وسنعمل على تشريف الجزائر والعرب والمغرب العربي في هذا المحفل الكروي العالمي». من جانبه، أعرب رئيس النادي حسان حمار عن فخره وسعادته الكبيرين بالتتويج باللقب القاري، معتبراً الإنجاز رداً على الذين انتقدوه في بداية الموسم. وقال في تصريح للصحافة عقب النهائي: «تعرضت في بداية المسيرة للعديد من الانتقادات، وهؤلاء أقول لهم اليوم إنني أحسن رئيس ناد في أفريقيا، والحمد لله». وأضاف: «نحن نعيش لحظات مهمة، لأن التاج القاري جاء نتيجة تضحيات كل الفريق من لاعبين ومسيرين ومدربين أيضاً». وتابع: «أهدي التاج لكل الشعب الجزائري، خصوصاً أن التتويج تزامن مع ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، وأشكر الجميع على كل الجهود، وحتى الأنصار الذين ساندونا، ونأمل اليوم بأن نشرّف الجزائر في مونديال الأندية». واجتمعت عوامل عدة أسهمت في تتويج الوفاق بينها الاستقرار الإداري والفني للنادي وسعى الفريق والمدرب منذ مواسم، إلى تحقيق إنجاز يرفع أسهمها ويعيد البريق للكرة الجزائرية. ويشكل بمثابة تتويج للنجاح الذي حققته كرة القدم الجزائرية خلال العام الحالي، ما يؤكد تفوق الدولة الواقعة في شمال أفريقيا في هذا المجال على المستوى القاري. وفي وقت سابق من العام الحالي وللمرة الأولى صعد المنتخب الجزائري إلى الدور الثاني (دور 16) في نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، وصمد حتى الوقت الإضافي أمام ألمانيا التي أحرزت اللقب بعد ذلك. ومنتخب الجزائر هو الفريق الوحيد الذي ضمن التأهل للنهائيات الأفريقية قبل آخر جولتين من التصفيات، كما أن المنتخب الجزائري هو الفريق الوحيد الذي حصل على العلامة الكاملة في أول أربع جولات من التصفيات. وبفضله هذا المشوار احتلت الجزائر المركز الـ15 في قائمة تصنيف المنتخبات التي يصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) شهرياً، وهو أعلى مركز تصل إليه طوال تاريخها. كما أصبح مدرب وفاق سطيف خير الدين ماضوي (37 عاماً) أصغر مدرب سناً يحرز لقب دوري الأبطال الأفريقي، وهو يستعد لمقارعة كبار الأندية في العالم خلال مونديال الأندية بالمغرب الشهر الجاري.
مشاركة :