قدرت مصادر "الوطن" في العاصمة اللبنانية بيروت، الهبة الإيرانية المزمع تقديمها للجيش اللبناني، بقرابة 7 ملايين دولار أميركي، تزامنت مع ما وصفته المصادر بـ"ماكينة" إعلامية، لتضخيمها، وصرف النظر عن تفاصيلها، لعدم الوصول لقيمتها. مصادر "الوطن"، وصفت الهبة الإيرانية بـ"الخجولة"، أو كما قالت "إن دخول إيران على خط الهبات العسكرية للجيش اللبناني مخجل". وتنافح الجمهورية الإيرانية من أجل كسب أكبر قدر من النفوذ السياسي في لبنان، عبر دعم "حزب الله" للتمسك بالأجهزة السيادية، ودخلت أخيرا - بعد تقديم المملكة هبة كبرى للجيش اللبناني - على الخط، من أجل توسيع نفوذها السياسي، المبني على دعم ميليشيات متطرفة، في لبنان، واليمن، والعراق وسورية على حد سواء. إلى ذلك، خيم القلق خلال الأيام القليلة الماضية على بلدات زحلاوية في الجهة الشرقية المتاخمة للحدود مع سورية في البقاع، إثر قيام عناصر الجبهة الشعبية بتمرير رسائل لأهالي هذه القرى، لا سيما المسيحية منها، بالدعوة إلى التنسيق معها بحجة العمل على منع محاولة تسلل قوات "داعش" من الداخل السوري نحوها، إلا أن الرد كان واضحا من قبل الفعاليات الزحلاوية التي أكدت أنها لا تقبل إلا بالجيش اللبناني، وترفض كل محاولات فرض الأمن الذاتي على طريقة "حزب الله". ويقول عضو لجنة المتابعة في 14 آذار والناشط السياسي طوني طعمة لـ"الوطن": "أهالي قرى شرق زحلة، يسمعون يومياً أصوات اشتباكات عنيفة وإطلاق رصاص يجري داخل المعسكر المتاخم لجرود الزبداني في ريف دمشق، وتروج عناصر القيادة العامة إلى أنهم تصدوا لمحاولة تسلل مسلحين سوريين إلى داخل لبنان، وهو أمر مكشوف يدرك الأهالي أبعاده". ورداً على خطاب الأمين العام لحزب الله، في ذكرى عاشوراء أول من أمس، قال طعمة "نصر الله يكابر وهو في مأزق كبير، فإذا كان وضع مقاتليه ممتازاً في القلمون، فكيف يفسر نجاح الهجوم على ميليشياته في بريتال وقتل عناصر الموقع وتصوير فيلم كامل عن المعركة؟ ولماذا ذهب إلى البقاع لرفع معنويات مقاتليه المنهارة هناك؟ والحقيقة تشير إلى أن وضع الحزب متدهور، وتدخله في سورية جلب الإرهاب إلى لبنان". وأضاف طعمة "مكابرة حزب الله مستمرة، فهو وضع الشيعة بمواجهة السنة، وهو لا يريد الاتفاق مع اللبنانيين على رئيس جمهورية، بل يريد فرض ميشال عون رئيسا، وهذا يعني أنه لا يريد انتخاب رئيس ويريد إبقاء الفراغ، ودعواته للحوار لزوم ما لا يلزم، فهي ذر للرماد في العيون، ونسأله: عن أي حوار يتحدث بعد أن رفض الالتزام بإعلان بعبدا، وتنكر للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ورفضه تسليم المتهمين بقتل الرئيس الحريري". في غضون ذلك، كشفت مصادر أمنية أن تزايد المخاوف لدى قيادة حزب الله اللبناني دفعته إلى طلب مساعدة من شخصيات سنية لتأمين احتفالات عاشوراء. وأضافت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمها في تصريحات إلى "الوطن، أن قيادات في الحزب الطائفي طلبت من بعض الشخصيات الدينية البارزة في المجتمع السني المساعدة في منع وقوع أعمال عنف وتفجيرات. وقالت المصادر إن "حزب الله أدخل نفسه في دوامة من المخاوف التي لن تنتهي بسبب تدخله في الحرب السورية، ونشاطاته ذات الطابع الطائفي، وطالما حذرنا قيادة الحزب من أن هذه التصرفات لن تؤدي سوى إلى إذكاء نار الطائفية، وهو ما حدث بالفعل، حيث بات الحزب المذهبي محاصراً بالأعداء من كل جانب، مما جلب حالة من عدم الاستقرار تضرر منها الوطن بأكمله". وأضافت "لإعادة الاستقرار لجميع ربوع البلاد، لا بد من قرار حكومي قوي يلزم حزب الله بالانسحاب فوراً من سورية والعودة إلى الوطن والالتزام بالسياسات الحكومية المعلنة، التي تقضي بالنأي بالنفس عن الصراعات في دول الجوار".
مشاركة :