مقتل إسرائيلي وإصابة 10 في حادث دهس نفذه فلسطيني في القدس الشرقية

  • 11/6/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصل التحريض الإسرائيلي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أقصاه أمس، وذلك بعد اتهامه «بقيادة سيارة الموت»، في إشارة إلى العملية التي نفذها فلسطيني داخل القدس المحتلة، يدعى إبراهيم العكاري، وقام خلالها بدهس مجموعة كبيرة من الإسرائيليين، مما أسفر عن قتل أحدهم، وجرح 12 آخرين بجروح خطيرة، قبل أن تقتله الشرطة الإسرائيلية. وفيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانتصار في «معركة القدس»، ردت السلطة الفلسطينية بالتوجه فورا إلى مجلس الأمن للمطالبة بوقف التصعيد الإسرائيلي ضد القدس، فيما استدعت الأردن سفيرها من تل أبيب، وتقدمت بشكوى ضد إسرائيل في الأمم المتحدة. وفاجأ العكاري، أمس، مجموعة من الإسرائيليين أثناء خروجهم من القطار الخفيف وسط مدينة القدس، وقام بدهسهم بسرعة قصوى، مما تسبب في مقتل أحدهم على الفور، وهو ضابط في حرس الحدود الإسرائيلي، وترك 12 آخرين يعانون من جروح مختلفة، بينهم 4 أصيبوا بجروح خطيرة. لكن الشرطة طاردت سائق السيارة الذي ترجل، وقتلته على الفور. ونعت حركة حماس العكاري، الذي نفذ العملية، وباركت عملية الدهس، وعدتها ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى. كما باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية الدهس في القدس، معتبرة أنها «رد شعبنا الفلسطيني على العدوان بالمسجد الأقصى وتدنيس محرابه الشريف». ومباشرة بعد الحادث أعلنت الشرطة الإسرائيلية الاستنفار، وزجت بمزيد من عناصرها في المدينة التي تحولت إلى قنبلة موقوتة بعد سلسة عمليات قتل فيها إسرائيليون وفلسطينيون خلال الأسبوعين الأخيرين. ووصل إلى مكان العملية، وزير الأمن الداخلي يتسحق اهرونوفيتش، الذي تعهد بإعادة الهدوء إلى القدس، لكنه اعترف بأن العملية تحتاج إلى وقت أطول، معلنا أنه سيوصي رئيس الوزراء بهدم منازل مرتكبي العمليات في القدس. وحذرت تسيبي ليفني، وزيرة القضاء الإسرائيلي، من أن يؤدي الوضع المتأزم في القدس إلى تحول النزاع القومي مع الفلسطينيين إلى نزاع ديني مع العالم الإسلامي بأسره، وأكدت خلال مقابلة إذاعية على «ضرورة تجنب الاستفزازات من الجانب الإسرائيلي». لكن المسؤولين الإسرائيليين الآخرين حملوا المسؤولية برمتها عن تدهور الأحداث في القدس إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ قال الرئيس نتنياهو إن «عملية الدهس الإرهابية التي وقعت في أورشليم القدس هي نتيجة مباشرة للتحريض الذي يمارسه أبو مازن وشركاؤه في حماس»، وتعهد بالانتصار فيما وصفه معركة القدس. أما وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان فقد قال إن «الرئيس عباس هو الذي يتحمل مسؤولية الاعتداء الإرهابي. من جانبها، ردت السلطة الفلسطينية بقرار التوجه فورا إلى مجلس الأمن الدولي، إذ أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، أن «القيادة الفلسطينية قررت التوجه إلى مجلس الأمن فورا ضد التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى المبارك، وبدأت الاتصالات السريعة بهذا الشأن». وأضاف أبو ردينة في تصريح مكتوب أن «الحكومة الإسرائيلية وبسابق إصرار وضمن خطة ممنهجة تواصل انتهاكاتها لحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتدفع بالمستوطنين لاقتحام المسجد، منتهكة بذلك كل الأعراف والشرعية الدولية والإجماع الدولي، مما يؤكد أننا أمام حكومة تريد تصعيد الأمور من أجل تقسيم المسجد الأقصى، وقد حذرنا مرارا بأن ذلك خط أحمر سيؤدي إلى أوضاع لا يمكن السكوت عليها داخليا وإقليميا، وسيدفع بالأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى اتخاذ مواقف وقرارات خطيرة». وأثارت استفزازات إسرائيل ردود فعل غاضبة في بعض الدول العربية، حيث أوعز رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إلى وزير خارجيته ناصر جودة باستدعاء السفير الأردني لدى إسرائيل وليد عبيدات للتشاور، احتجاجا على «التصعيد الإسرائيلي المتزايد وغير المسبوق في الحرم القدسي الشريف، والانتهاكات المتكررة في القدس». كما أوعز بتقديم شكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف. وقد باشرت البعثة الأردنية لدى الأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لتقديم الشكوى إلى مجلس الأمن الدولي. وفي الإمارات عبر الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، عن خشيته من أن تؤدي الممارسات الإسرائيلية في القدس، وخصوصا انتهاك حرمة المسجد الأقصى، إلى انتفاضة ثالثة. وقال الشيخ عبد الله بن زايد، خلال اجتماعه، أمس، بعدد من سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إنه «آن الأوان لوقف العنف الإسرائيلي في القدس، وعلينا جميعا أن نعمل بكل الوسائل من أجل ذلك»، مضيفا أنه «من المهم جدا أن نجتمع معكم اليوم لننقل لكم قلقنا العميق من التطورات الأخيرة، التي تتمثل في انتهاك قوات الاحتلال الإسرائيلي حرمة المسجد الأقصى»، وأكد أن «دولة الإمارات جزء من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف في العالم، ولكن ما تقوم به إسرائيل من قتل وتشريد للآمنين يصعب من مهمتنا في توفير منطقة آمنة». ودعا وزير الخارجية الإماراتي الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لوقف العنف والقتل في القدس، محذرا مرة أخرى من تداعيات الممارسات الإسرائيلية القمعية والاستفزازية فيها. وقال بهذا الخصوص: «إننا نتفهم أن إسرائيل تستخدم ذاكرة المحرقة كسلاح للضغط على أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، ولكن هذا لا يبرر على الإطلاق ما تقوم به إسرائيل في القدس». وتابع مخاطبا سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي: «إن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون حل الدولتين، وتنفيذ إسرائيل قرارات الأمم المتحدة بشأن الأراضي المحتلة والقدس». وفي مصر أجرت وزارة الخارجية خلال الأيام الأخيرة اتصالات مكثفة مع المسؤولين الإسرائيليين من خلال السفارة المصرية في تل أبيب، ومن خلال القائم بالأعمال الإسرائيلي في القاهرة لحث الجانب الإسرائيلي على تفادي الإجراءات التصعيدية والعمل على تهدئة الوضع في الحرم الشريف، والتأكيد على الخطورة البالغة لاستمرار إغلاق المسجد في وجه المسلمين، أو وضع قيود على أدائهم للشعائر، والسماح للمستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين باقتحام ساحة المسجد الأقصى لما سيكون لهذه الممارسات من عواقب وخيمة. وفي أوروبا أعرب الاتحاد الأوروبي، أمس، عن أسفه لتجاهل إسرائيل دعوات المجموعة الدولية إلى وقف الاستيطان، وانتقد بشدة بناء مساكن جديدة في القدس الشرقية، حيث أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان، أن الموافقة على «بناء 500 وحدة سكنية جديدة في حي رامات شلومو في القدس الشرقية قد يعرض للخطر الجهود المبذولة لاستئناف العملية السلمية».

مشاركة :