يعد سعود المهندي أمين عام الاتحاد القطري من القيادات الكروية المميزة في الساحة الخليجية وفي اتحاد يصارع أعتى القوى ويواجه أكبر التحديات. المهندي كان رئيس التفتيش لفريق عمل دورة الخليج على الملاعب السعودية بعد انتقال الدورة للرياض، وفيها التقيناه في حوار شامل كانت محصلته التالي: * إلى أين وصلت قطر في التحضير لكأس العالم 2022؟ - صحيح الاتحاد القطري معني بكرة القدم القطرية، إلا أن هناك لجنة عليا مختصة باستضافة وتنظيم كأس العالم، والاتحاد القطري جزء من فريق العمل الكبير لهذا الحدث، فالاستعدادات على قدم وساق، والبرامج التي أعدت للاستضافة تسير حسب الجدولة الموجودة لها وبدقة عالية، وشرعنا في إنشاء ملعبي الريان والوكرة، وتم إغلاق إستاد خليفة لتطويره وتجهيزه للحدث الكبير، ونسأل الله التوفيق والسير في مشوار الإعداد وتحقيق النجاح المأمول. * زوابع التشكيك في جدارة قطر باستضافة المونديال، ألا يثير القلق لديكم؟ - تثير القلق خصوصًا إذا كانت الأمور غير صحيحة، وتلك الشكوك مبنية على أسباب واهية جدًا، ومن عقول غير قادرة على تقبل أن بلدًا صغيرًا بحجم قطر نال ثقة الأسرة الدولية في الاستضافة ولديه القدرة على استضافة الحدث العالمي في منطقة لم تحظ بذلك من قبل، وتشكيل هؤلاء هو امتداد لتشكيك سابق في قدرة البرازيل على تنظيم 2014 الصيف الماضي بعراقتها الكروية، وأيضًا روسيا 2018 وهي دولة عظمى، وبالتالي هؤلاء المشككون هم أصحاب قلوب مريضة. * حجم قطر الجغرافي هل له علاقة بما يحدث لا سيما وأنكم التقطتم البطولة من بين مخالب أسود الشرق والغرب؟ - بلا شك ومن وجهة نظري الخاصة أن الاقتناص تم بمهارة ودقة عالية تمثلت في تكامل الملف القطري والمعد بشكل احترافي جدًا عن غيره من الملفات، والفيفا حريص جدًا على أن تقام البطولة في أنحاء متعددة من العالم لتطوير اللعبة من خلال استضافة كأس العالم الذي يثري المنطقة من كل الجوانب وفي مقدمة ذلك المنشآت، ورفع المستوى الفني، وروسيا وقطر من الأماكن الجديدة على إقامة كأس العالم. * يقولون إن العنابي بين مد وجزر مثل أمواج الخليج «إيش القصة»؟ - هذا حال كرة القدم التي تعمل معها نحو الأفضل وتقدم لها كل شيء، وفي الأخير ما لك إلا النصيب المكتوب من عند الله، نحن نعمل لرفع مستوى الفريق ولم ننظر لصغر المساحة الجغرافية وقلة عدد اللاعبين وغيرها من المعوقات الطبيعية مقارنة بدول كثيرة، بل إننا نعمل ونعمل بكل جد واجتهاد، ولم ولن نسمح لليأس أن يدخل إلى نفوسنا والتوفيق بيد الله. * كأس العالم في البرازيل أثبتت أننا في آسيا بعيدون عن الركب الكروي؟ - من الناحية الفنية أتفق معك تمامًا حول غياب دول غرب آسيا، ولكن البطولة أثبتت أيضًا أن منتخبات كثيرة كانت من المرشحين للمنافسة ولم تقدم المطلوب كما حدث للبرازيل وإسبانيا، وغياب الدول العربية تحكمها الظروف الفنية لهذه المنتخبات إذ لا يوجد فريق يسير على رتم واحد ولنا في المنتخب السعودي أقرب مثال فريق كبير، له صولات وجولات لكنه لم يوفق في التأهل، وهذا ليس دليلاً على أن الفريق لن يتأهل مستقبلًا، لكنه تنبيه للقائمين على الكرة السعودية بضرورة وجود خطط تطوير تواكب ما يحدث في العالم. * في أيام الهواية كانت النتائج أفضل من زمن الاحتراف، يبدو أن المؤشر سار لدينا باتجاه عكسي؟ - وهل ما هو موجود لدينا احتراف حقيقي أو (كامل الدسم).. لا زلنا بين الاثنين ونسير في طريق الاحتراف وفيه كثير من المعوقات والصعوبات سنعمل على تجاوزها وفي آخر المطاف سنصل. - خليجي 22 ماذا عن العنابي في الدورة؟ نحن متفائلون جدًا بالنتائج الإيجابية للمنتخب على ضوء المستويات الفنية التي يقدمها، ويخضع العنابي لبرنامج إعداد قوي من أجل البطولة التي تهم الجميع، والكل جاء ليحقق اللقب باستثناء فريق واحد، وشخصيًا متفائل جدًا برؤية مستويات فنية عالية من المنتخبات وبالنتائج الطيبة إن شاء الله، ولا ننسى أن أغلب الفرق تعد نفسها هنا في الرياض لكأس أمم آسيا. * دوري نجوم قطر مقنع؟ - حتى الآن نعم وتنوع الأبطال، وتبدلهم بين موسم وآخر من أبرز عوامل نجاح الدوري، ولعل التنافس على لقب الموسم الماضي حتى آخر أسبوع عامل إيجابي يحسب للدوري، والهبوط أيضًا حسم في آخر أسبوع، هذه البوادر تعطينا إشارات بأننا نسير في الطريق الصحيح لأن يكون دوري نجوم قطر من الدوريات التي يشار لها بالبنان. * اللاعبون الأجانب هل أضافوا شيئًا؟ - البعض منهم، والبعض لا بكل صراحة، ونعمل مع إدارات الأندية على انتقاء اللاعبين أصحاب القدرة على الإضافة للدوري، والمشكلة أن كثيرًا من الأندية تستعجل في اختياراتها فيكون القادم دون المستوى حتى إن أحد الأندية جلب لاعبًا في مركز ليس في حاجة له. * طالبتم في غرب آسيا بفصل الغرب عن الشرق في دوري الأبطال للأندية بعد سنين من المنافسة، هل تحقق الهدف في هذا الموسم؟ - وصول فريق الهلال السعودي للنهائي هذا العام يؤكد على تحقق الهدف، وتساوي الفرص بحيث يكون لديك في نصف النهائي فريقين من 4 وفي النهائي واحد منافس على اللقب. والشكوى لا زالت صادرة من فرق غرب آسيا بأن هناك تحيز من الاتحاد القاري لفرق الشرق ومنتخباتها. هناك شيء من هذا القبيل، وبلا شك أن المستويات الفنية في الشرق الآن أفضل من الغرب ولا سيما، اليابان، كوريا وأستراليا، وما يميز هؤلاء أنهم متفقون في توجهاتهم وآرائهم ومعهم الآسيان فرق الوسط على حساب الغرب وهذا مكمن القوة. * كان الخليج يتميز بهذا التوحد، فما الذي شتته؟ - إذا حصل شيء في فترة ما فإن التنسيق لا يزال قائمًا وتشبثنا بكأس الخليج يعزز من هذا التوجه، ومشكلة غرب آسيا ليست دول الخليج فقط، هناك إيران، دول الشام واليمن وكل يسعى لمصالحه وعلينا في دول الخليج الاقتراب أكثر من هذه الدول لتشكيل قوة ضغط في الاتحادين الآسيوي والدولي، فالتعاون بين الطرفين مطلوب ومفيد للجميع.