أكد استشاري الأمراض الباطنية والغدد الصماء والمدير الطبي في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور ناصر الجهني، أن السبب الرئيسي في ارتفاع عدد مصابي مرض السكري لدى الأطفال يعود بالدرجة الأولى إلى زيادة الوزن أو السمنة، ويأتي بعده عوامل عدة منها الالتهابات الفيروسية التي تدمر خلايا في البنكرياس. وقال: إن مرض السكري يعد ظاهرة في المملكة إذ أن الإحصاءات تكشف أن 25 في المئة من البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 30 سنة معرضون للإصابة بالمرض، أي ما يمثل نسبة واحد بين كل أربعة أشخاص، بسبب عوامل وراثية وبيئية. ولفت إلى أن داء السكري مرض مزمن لا شفاء له، وقد ينتج عنه مضاعفات كثيرة تؤدي إلى الإضرار بأعضاء وأجهزة مهمة بالجسم؛ مثل العينين والكلى والجهاز العصبي والقلب والأوعية الدموية، وأثبتت الدراسات العلمية أن التحكم الجيد بمستوى السكر بالدم ضمن الحدود الطبيعية عن طريق تثقيف المصاب والنظام الغذائي وممارسة الرياضة بشكل منتظم والاهتمام بأخذ الأدوية في وقتها بالجرعة الصحيحة؛ يمنع أو يقلل نسبة حدوث مضاعفات هذا المرض. وحول الوقاية خلص إلى القول «هناك جملة من النصائح أهمها ضبط نسبة السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية والمتابعة مع الطبيب المعالج بانتظام، الاهتمام بالجانب النفسي والابتعاد عن عوامل القلق والتوتر، الرياضة وتناول غذاء صحي متوازن وتنقيص الوزن إذا كان زائدا، فالسمنة قد تقلل من إفراز هرمون الذكورة بالجسم، وهناك مضاعفات للسكري على أعضاء هامة وحيوية في الجسم، مثل الكلى والقلب والشرايين والأعصاب، ومضاعفات كثيرة ذات علاقة بحياة الإنسان من جوانب أخرى، كالعينين والأطراف السفلية، وجميع مضاعفات هذه الأعضاء الحيوية تحتاج إلى عمل مجموعة من الفحوص والتحاليل الطبية اللازمة من قبل الطبيب المعالج بصفة دورية لتشخيصها في وقت مبكر، ومن ثم منع أو تقليل التلف في هذه الأعضاء، كما أن داء السكري يؤثر على الأعصاب الموجودة في أنحاء متفرقة من الجسم، حيث يشكو المريض من حرقان وآلام في الأرجل وتنميل أو عدم الشعور بالإحساس في القدمين أو اليدين، مما يؤدي إلى حدوث جروح وتقرحات في الرجلين، كما أن داء السكري قد يؤثر على الأعصاب الموجودة في أنحاء متفرقة من الجسم، وخاصة أعصاب القدمين، حيث يسبب تلفا أو اعتلالا وقصورا في الدورة الدموية للقدمين. وتعتبر إصابة القدمين من أهم وأكثر المضاعفات المزمنة، وإهمالها وعدم الاعتناء بها قد يؤدي إلى بتر القدمين.