ويمكرون.. ويمكر الله

  • 11/12/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فُجع الوطن خلال الأيام القليلة الماضية بفَقْد تسعة من أبنائه، سبعة من مواطنيه واثنَيْن من رجال أمنه، اغتالتهم غدراً يد الإرهاب الظالمة الآثمة، في جريمة أرادت العقول المدبرة لها أن تكون شرارة اقتتال طائفي، ينفّذ من خلاله الآثمون أجندتهم العدائية ضد هذا الوطن الذي يعيش بفضل من الله ثم بفضل قيادة حكيمة في ظلال أمن وارف، وواحة خير وأمن لمن يعيش على أرضه، وللإنسانية جمعاء، مستمدة مسيرتها من تعاليم الإسلام السمحة، التي لم تحمل في تعاليمها خُلق الغدر، بل أتى نبي الرحمة بها متممة لمكارم الأخلاق. في وقت يعيش فيه العالم من حولنا اضطرابات وانقسامات واقتتالاً وانهيارات في نظمه وركائزه. كعادته، قاد الأمير الشهم صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بحكمة واقتدار الجهود الأمنية التي أسفرت - بحمد الله - عن تكبيل تلك الأيادي الآثمة في وقت قياسي، لم يتجاوز بضع ساعات، في عمليات متزامنة أعلنها في حينه المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، التي كانت بلسماً ناجعاً ضمد الجراح، وأبرأها. ولم تشغله تلك المهام الجسام عن تقديم الواجب الإنساني في تعزية ومواساة ذوي الضحايا والمصابين. إن المتأمل في الجهود المضنية لوزارة الداخلية خلال عقد مضى، أدارت من خلاله معالجة آنية متنوعة فكرية وأمنية لملف التطرف الفكري، الذي يستقي منه الإرهاب منهجه البغيض، يجدها جهوداً جبارة، تُذكر فتشكر؛ وحق على كل مفكر ومثقف وداعية ومواطن دعم تلك الجهود ومؤازرتها، وتفهم بعض الإجراءات الأمنية في تحفظها على بعض أصحاب الأفكار المتطرفة التي يشكّل أصحابها خطراً على أمن المجتمع. ها هي الأحساء تسطر بحروف من نور ملحمة وطنية أبية، وشاركتها شقيقاتها في منظومة العقد الفريد في مملكة الإنسانية، كانت نقية كعيونها، كريمة كنخيلها، طيبة كأرضها.. فأنبتت زهور الأمل، وأتى الرد سريعاً على من يريد العبث بأمن الوطن: هذا الوطن ما نبيعه. وصدق الله الذي قال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.

مشاركة :