قتل ستة مسلحين من جماعة الحوثيين أمس بانفجار استهدف دورية لهم في سياق المواجهات المستمرة بين الجماعة وتنظيم «القاعدة» والقبائل المناصرة له في مدينة رداع والمناطق القبلية المحيطة بها (جنوب صنعاء). تزامن ذلك مع اشتباكات في مطار صنعاء بين «اللجان الشعبية» التابعة للحوثيين وقوات أمن المطار، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين. وفيما قررت الخارجية الأميركية خفض عدد موظفي سفارتها في صنعاء، وحضت رعايا الولايات المتحدة على مغادرة اليمن بسبب تردي أوضاعه الأمنية، أبدى البرلمان اليمني أسفه لقرار مجلس الأمن وقرار الإدارة الأميركية فرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبدالله صالح واثنين من القادة الحوثيين، واعتبر أن العقوبات «ستزيد الأوضاع تردياً وتعرّض التسوية السياسية إلى مزيد من التعقيد». أمنياً، قالت مصادر قبلية لـ «الحياة» إن ستة حوثيين قتلوا أمس بانفجار عبوة استهدفت دورية في منطقة وثبة في محافظة البيضاء، حيث تدور معارك بين الجماعة ومسلحي تنظيم «القاعدة» الذين يدعمهم رجال قبائل، في ظل تقدّم على الأرض لمصلحة التنظيم، وهو استعاد جبل الثعالب المطل على منطقة المناسح، حيث معقله الذي سيطر عليه الحوثيون قبل أكثر من أسبوعين. وأكدت مصادر محلية في محافظة إب (170 كلم جنوب صنعاء)، أن الحوثيين أطلقوا أمس 39 شخصاً من أنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) كانوا اعتقلوهم قبل أكثر من عشرة أيام عندما اقتحموا المقر الرئيس للحزب في المحافظة. وتفرض جماعة الحوثيين سيطرتها على العاصمة وعدد من المحافظات حيث تتولى مهمات الأمن، على رغم إعلان الحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح وبدئها أعمالها. وذكرت مصادر أمنية لـ «الحياة»، أن اشتباكات اندلعت في مطار صنعاء بين مسلحي الحوثي (اللجان الشعبية) وقوات من حرس المطار، بسبب الخلاف على المهمات الأمنية، ما أدى إلى مقتل جنديين وجرح ثالث». وأشارت المصادر إلى أن «حركة الطيران توقفت لفترة وأصيب المسافرون بالرعب على وقع إطلاق النار». وعُلِم أن وزير الداخلية الجديد اللواء جلال الرويشان أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في الحادث. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين أمنيين في صنعاء، أن الاشتباكات اندلعت في المطار بسبب محاولة الحوثيين فرض سيطرتهم عليه. وأشاروا إلى مقتل ثلاثة من حرس المطار ومسلح من الجماعة. ونسبت وكالة «فرانس برس» إلى مصدر أمني، أن «الاشتباكات سببها الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها الحوثيون تجاه المسافرين والعاملين ورجال الأمن». وكان عمال المطار أضربوا لساعات مطالبين بخروج رجال الجماعة. وقالت مصادر في الخارجية اليمنية لوكالة «فرانس برس»، إن الوزارة تلقت شكاوى من سفارات أجنبية تتعلق بتفتيش الحوثيين الحقائب الديبلوماسية، بما يخالف العرف الديبلوماسي. في غضون ذلك، قال وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي خلال اجتماعه أمس مع القادة العسكريين في المنطقة الرابعة، إن «القوات المسلحة وقوى الأمن ستستعيد دورها الريادي في حماية السيادة الوطنية وحفظ الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي». وشدد على «أهمية التعاون مع المؤسسات الأمنية للقيام بمهماتها في ربوع الوطن، باعتبارها القوة السيادية المخوّلة دستورياً التصدي للأعمال الإرهابية والتخريبية». وكانت جماعة الحوثيين وحزب علي صالح اعترضا بشدة على التشكيل الحكومي الجديد، وسط أنباء أكدت سعيهما إلى إسقاط الحكومة الجديدة، تمهيداً لتقويض سلطات الرئيس عبدربه منصور هادي وفرض واقع سياسي في البلاد يتجاوز خريطة الطريق التي أقرها اتفاق «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية» أواخر عام 2011.
مشاركة :