لتتعرف على حجم التأثير الذي يخلفه سقوط المنتخب السعودي في كأس الخليج، يكفيك أن تعود بالذاكرة إلى البحرين، وتحديداً للنسخة الأخيرة من البطولة ذاتها، حين قاد خروج «الأخضر» من دور المجموعات إلى تغيير وجه الكرة المحلية بالكامل، فاستقال رئيس الاتحاد السعودي الأمير نواف بن فيصل من منصبه فاتحاً الباب أمام الأعضاء لاختيار رئيس جديد عبر «الصندوق»، ليحتل الرئيس الحالي أحمد عيد المنصب، فيما ودّع ذائع الصيت الهولندي ريكارد منصب المدير الفني للمنتخب السعودي ليحل بدلاً منه الإسباني كارو لوبيز. الصورة اليوم لا تختلف كثيراً، بل إن الضغوط التي يعيشها «الأخضر» لم يعرفها طوال مسيرته، فالاتحاد السعودي المنتخب فشل في تحقيق أي إنجاز يجيّر لفريقه الأساسي، ومدرب المنتخب الحالي بات أسير الضغوط الجماهيرية التي خلفتها الأسماء التي اختارها لتمثيل كتيبة الوطن، حتى بات رحيله مطلباً يعقب أية خسارة ودية كانت أو رسمية. كل المعطيات الحالية تقول إن انعكاس سقوط «الأخضر» إن حدث لا سمح الله لن يكون مقصوراً على المدرب فقط، بل إن مدفعية الغضب ستتوجه هذه المرة باتجاه رئيس الاتحاد السعودي الذي أصرّ على بقاء المدرب ومنحه فرصة جديدة، ووسط كل الأزمات والخلافات التي تضرب المجلس العمومي للاتحاد، تبدو أزمة مثل تلك قادرة على الانعكــاس بشكل أوسع على الرياضـــة السعوديـــة مما حدث في التجربة السابقة، فالبطولة ذاتها التي غيّرت المدرب والرئيس قبل عامين ستعود لتكــرار لعبتهــا. المنتخب السعودي، الذي تنتظره مشاركته الأهم في الأعوام الأربعة الحالية بعد ستة أسابيع من نهاية البطولة الخليجية، حين يتوجه إلى سيدني للمشاركة في كأس آسيا، سيكون مجبراً في حال خسارة كأس الخليج على البحث عن مدرب بديل لتولي المنصب الأهم، فيما سيكون البديل مطالباً بانتشال الفريق خلال تلك المدة فقط وإظهاره في أفضل صورة ممكنة في المحفل القاري، في معادلة تبدو معقدة. في المقابل، يعني الإخفاق أن الاتحاد السعودي فشل من جديد في اتخاذ قرار إقالة المدرب الأول في مسيرة الرئيس الحالي أحمد عيد، كما يعني أن أعضاء الجمعية العمومية الراغبين في إحداث تغييرات واسعة لا تسير وفق هوى الرئيس قد ينجحون في كسب الغالبية القادرة على تفعيل مطالبتهم وتطويق الرئيس ضمن إطار يتناسب ورغباتهم.
مشاركة :