نحن أبناء وطن واحد.. إذاً نحن إخوة

  • 11/12/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اكتمل أسبوع على بدء مَلحَمة وطنية خُطَتّ بدماء سعودية زكية، فأخرجت لنا التفافاً وتنادياً حول جزء وديع جميل هادئ من وطننا الغالي، لسعته حُمى الإرهاب، ساعية لإيذاء «الدالوة»، لكن وجدت أن مسعاها محاصر وأن مبتغاها بعيد. في غمرة هذا الأسبوع الذي لم يخل من حزن كانت الثقة بالله جَلّت قدرته وتعالى شأنه باعثاً للقوة وللتماسك لمن فقدوا أعزاء لهم غدراً، لكن سرعان ما اكتشف العدو قبل الصديق، ومن هو أخو لنا ومن يرفض أن يكون أخاً لنا، اكتشفوا أن هذا الوطن محل أخوة للجميع، تسمى الأخوة الوطنية، ومن أراد للقرية الحانية (الدالوة) أن تغرق في أحزانها فريدة وحيدة بعيدة غريبة، خاب ظنه، فالدالوة زفت شهداء الوطن من بقاع متباعدة للمملكة العربية السعودية، ولم يشغلها مصابها وجرحه الغائر عن أن تقول للجميع: كلنا أبناء وطن واحد وتراب واحد ومصير واحد، ومن استشهد دفاعاً عن أبناء الدالوة هو العقل والقلب والوجدان. قالت الدالوة ببلاغة صارخة: إننا إخوة، هذه الكلمة الساحرة، التي يتردد أحدٌّ وقد يُحجم قبل أن يقولها لمواطنه. شخصياً، أسيرُ في رِكاب الدالوة قائلاً: من لا يعتقد بأخوة الوطن فلا يستحق تلك الأخوة، بل هي منه براء. لكن الصور الوطنية السعودية المشرقة طغت على المشهد الذي اخترنا أن نراه، صورٌ جميلةٌ تحمل في ثناياها الأمل، أمثال د. عبدالرحمن الوابلي ود. عبدالواحد الحميد ود. هتون الفاسي وأ. تركي الدخيل وأ. عبدالرحمن الراشد وأ. طارق الحميد وأ. عبدالله البخيت ود.محمد علي الهرفي ، وكثيرون يضيق بأسمائهم هذا الحيز، قالها هؤلاء بأقلامهم ومعهم آلافٌ مؤلفة ممن أتت لتواسي «الدالوة» بمصابها، فسمعنا هناك نثراً وشعراً وكلمات مرتجلة والكثير من معاني المواطنة والتآزر. أما الأيدي الحانية والكلمات المواسية فقد وصلت مبكرة، من قيادتنا في هذا الوطن الغالي، وقبل ذلك كلفت مواطنين أشاوس أشداء لتتبع الجناة بحزم وسرعة خاطفة، وهيأت الدولة –يرعاها الله- السبل كافة للتخفيف من المصاب على أهله، ليمسك الجميع بريشة تكتب «نحن في الوطن إخوة»، أمسكها المواطن والمسؤول ورجل الأمن والتاجر والمُدرس والفلاح والمهندس والتلميذ اليافع. وما ندركه جميعاً وبمرارة، أن التحريض يؤدي إلى التكاره، ويتطور حتى يستمرئ انتهاك الحرمات. أما مكافحة ذلك تعزيزاً للُحمتنا الوطنية فمسؤولية فردية لكل منا، ونربأ بأي سعودي أن يُحرض على سعودي آخر أو يمتهنه بصورة أو بأخرى، وكذلك هي مسؤولية الأسرة أن تسعى سعياً حثيثاً لمنع خطاب الكراهية من أن يدخل من النوافذ والأبواب أو حتى من التلفاز والراديو وقنوات التواصل الاجتماعي، وللمسجد والمدرسة والجامعة، بل وحتى مكان العمل دور أساسي في تنقية الخطاب من التكاره بين مكونات المجتمع، فالتكاره يعني التفتت والتناثر والتشتت وبالتالي الضعف، ومن واجبنا جميعاً تقوية وطننا، والحفاظ عليه سيداً عزيزاً. ولتحديد ذلك ولإيجاد أداة قانونية للردع، فأساسي وضع هيكلية لمكافحة الافتئات على الوحدة الوطنية وهي تشمل الوطن ومكوناته ومكتسباته، وعلينا هنا ألا نستثني أحداً، بل أن يشمل الأمر أي مواطن طبيعي أو اعتباري أو مقيم في المملكة أو مكلف غير مقيم (وفقاً لتعريف نظام الضرائب السعودي) ممن له مصالح في بلدنا، وبالقطع فالنظام (القانون) سينطبق على كل محرض أو من تدور حوله شبهة التحريض بدون استثناء. متخصص في المعلوماتية والانتاج

مشاركة :