محمد الأكلبي - الحياة – سفراء : قدم فريق بحثي من كلية الفنون بجامعة الملك عبدالعزيز بحثاً مفصلاً عن تفاعل شريحة المكفوفين مع البيئة المحيطة ومدى تهيئة الأماكن العامة لاستقبال وتنقل الكفيف في شكل مريح وسهل، إضافة إلى فكرة تصميم معرض للفنون التشكيلية تخص فئة المكفوفين، إذ عبر العديد من أفراد الشريحة المدروسة عن قدرتهم على التعامل مع محيطهم من خلال حواسهم الأخرى، وأكد عدد من المكفوفين نجاح فكرة المعرض الفني الموجه لفئة فاقدي وضعاف البصر بشرط أن تكون جميع المعروضات الفنية ملموسة أو مزودة بالصوتيات حتى يسهل تذوقها فنياً، وهذا ما يتوق له العديد من المكفوفين، ويمكن تزويد المعرض بقاعات تدريبية مخصصة للزائرين سواء من المبصرين أم فاقدي البصر، وذلك بهدف توعوي سهل ومبسط وجذاب، خصوصاً إذا كان على هامش معرض فني ذي فكرة سامية كاستهداف استمتاع الكفيف بالفنون التشكيلية. وأظهرت الدراسة العديد من المشكلات المختلفة التي يجب الحؤول دون حدوثها، لما لها من تأثير في حياة المعوق بصرياً مثل مشكلة اشتراط سعودة المرافقة للطالبة الجامعية الكفيفة، إذ إن هذا الشرط يتسبب في تغيير المرافقة الخاصة بالطالبة من فترة إلى أخرى بعد التعود عليها ما يؤثر سلباً على تلقي الطالبة، كما أوضحت الطالبة بجامعة الملك عبدالعزيز شيماء عمر أن الجامعة غير مهيأة لتنقل الطالبة الكفيفة، إذ يجب إزالة الأحواض المزروعة كما يجب تعديل تصميم المباني ليلائم تنقل ضعيفات البصر والكفيفات. وأوضح عدد من المكفوفين من الشريحة المقدمة جهل العديد من أفراد المجتمع بسهولة تأقلم الكفيف على حياته في حال وفرت له تهيئة جيدة للبيئة المحيطة من حيث الوصول الشامل، إذ كانت تلك التهيئة مكانية أو من ناحية التعامل، إذ إن العديد من الأشخاص في الأماكن العامة لا يتوجهون بالكلام إلا لمرافق الكفيف كالأب وغيره، كما لو أن الكفيف غير قادر على التواصل الإنساني. من جهته، أكد الأمين العام لجمعية إبصار الخيرية محمد توفيق بلو جدوى التعاون بين القطاعات المختلفة والجمعية، بقوله: «إن نتائج الدراسة المقدمة من طالبات كلية الفنون تؤكد أن لدى المكفوفين العديد من الآراء التي يجب أخذها في الاعتبار»، مشيداً بالتعاون بين جامعة الملك عبدالعزيز والجمعية نحو مجتمع واع يؤمن بقضية الكفيف وحقه في عيش حياة طبيعية مثل المبصرين تماماً.
مشاركة :