مقالتي اليوم عن (دورة الخليج).. وقبل أن أدخل في الموضوع لابد أن أعترف أنني محب ومتابع لبطولات ودوريات كرة القدم التي تجري في أوروبا، أكثر من متابعتي للدوري السعودي أو البطولات العربية، وأظن أن هذا الموقف ليس له دخل (بالوطنية) لا من قريب أو بعيد. وكل ما أتمناه من المسؤولين واللاعبين السعوديين أن (يبلعوا ألسنتهم) بقدر ما يستطيعون ــ أي عليهم أن يكفوا عن التصريحات والتحديات (العنترية) الجوفاء، التي كثيرا ما أساءت لبلادنا في الماضي، وجلبت مع تلك الإساءات ضغائن وأحقادا بين الأشقاء. فاحترام الخصم واجب مهما كان، وقد جانب الصواب مدرب الهلال كثيرا، عندما وصف خصمه الفريق الأسترالي قبل المباراة (بالضعيف)، والنتيجة أن الضعيف تفوق على (القوي) ولا أقول الغبي ــ واتركوا شماعة (الحكم والحظ) ــ ، لأنها شماعة الفاشلين. للرئيس الأمريكي القديم (روزفلت) مقولة صائبة وهي: (تكلم بصوت خافت وأحمل عصا غليظة). نعم الرجل الجبان هو الرجل المرتفع الصوت (الملعلع)، فالشجاع لا يتكلم ولكنه يفعل. وكإثبات لو تركنا (الكرة) جانبا، فها هي الصحافة العربية (الكاركاتيرية) قبل حرب الأيام الستة عام (1967م)، صورت إسرائيل كالفأر المذعور، والدول العربية كالمارد العملاق الذي سوف يسحق الفأر تحت (بسطاره). وكانت النتيجة أن الفأر انتصر وأرغم الجنود العرب على شلح (بساطيرهم)، وتركهم يسيرون حفاة على (رمضاء) الرمال السخانة. أعود للكرة، عندما تفاجأت أنه حتى الفنانين ركبوا الموجة، واستبقوا الحدث، وجزموا أن الهلال منتصر لا محالة، فباعوا فروة الدب قبل ما يصيدونه، وتورط كل من: عبد المجيد عبد الله، رابح صقر، راشد الفارس، أصيل أبوبكر، فيصل الراشد، وذلك عندما سجلوا عدة أغان كلها تمجد انتصار الهلال (المتوهم)، منها أغنية جاء فيها: كل نبض في خفوقي لو نطق قال الهلال / كل دم في عروقي أزرق ويا للجمال الهلالي وش عليه يأخذ اللي هو يبيه / بالفرح عايش حياته والبطولات تحاكيه. والأغنية الثانية: أينعت كل الكؤوس وقطفها / قول وفعل / كيف ما نجيب الغنائم والزعامة للهلال. أما الثالثة فهي: قمة (بالفتونة) وجاء فيها: مؤدبكم الهلال أدب / تاعبكم الهلال تعب / يا ويله يا ويل اللي يطيح بيده / ذولا عناد رجال لهب، تهزمهم محال صعب / كل واحد لازم يوقف عند حده. إن هذه الأغنيات التي كلفت (ملايين) الريالات ووئدت في مهدها، ذكرتني بأغنية حماسية قديمة يقول مطلعها: جاكم الإعصار ماشي يعيقه / منتخبنا اليوم وخر عن طريقه وعندما وخرنا عن طريقه، هزم المنتخب من العراق وقتها بسبعة أهداف. إن كثرة (الجعجعه) تجعل الكبد تلعي فعلا. وختاما، أتمنى من الأمير (عبد الله بن مساعد) ــ وهو نعم الرجل ــ أن يوقف بعض اللاعبين عند حدهم، ويوريهم (العين الحمراء): لا نرفزة، لا كلمات بذيئة، لا تف، لا احتجاجات ضد الحكم، لا مضاربات، لا عنصرية.
مشاركة :