لندن - رويترز: ذكرت وكالة الطاقة الدولية أمس الخميس أن معروض النفط العالمي يبدو مريحاً بالرغم من التعطيلات الكبيرة في إنتاج النفط الليبي، وإن الأسعار قد تتعرض لبعض الضغوط النزولية إذا ما أدى انخفاض حاد في قيمة العملة في الأسواق الناشئة إلى ضعف الطلب. وتوقعت الوكالة التي تقدم المشورة في سياسات الطاقة للاقتصادات المتقدمة ارتفاع معروض النفط العالمي خلال الشهور القليلة المقبلة، بالرغم من المشكلات الليبية، وعزت ذلك إلى مجموعة من العوامل الموسمية والسياسية المرتبطة بالدورة الاقتصادية. أمام ذلك، ارتفعت أسعار النفط العالمية فوق 112 دولاراً للبرميل أمس الخميس، بينما ينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية بخصوص الأسلحة الكيماوية لسوريا ستمنع توجيه ضربة أمريكية قد تتسبب في مزيد من التعطيل في إمدادات الشرق الأوسط. وأدت القلاقل السياسية بالفعل إلى تراجع إنتاج النفط الليبي إلى 10 في المائة من المعدل المعتاد، وانخفاض الصادرات إلى نحو 80 ألف برميل يومياً في وقت سابق هذا الشهر، وهو ما دفع أسعار النفط للصعود. وارتفع سعر خام برنت تسليم أكتوبر 77 سنتاً إلى 112.27 دولار للبرميل. وزاد الخام الأمريكي 31 سنتاً إلى 107.87 دولار. وبالعودة إلى التقرير الشهري للوكالة عن سوق النفط، قال: «لأن العواصف السياسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لم تنقشع بعد فمن المتوقع أن يخفف تحسن العوامل الأساسية الضغط بصورة ما على المتعاملين في السوق، على الأقل في الأشهر القليلة المقبلة». وارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوياتها في ستة أشهر في أغسطس، وسط توقعات لتوجيه ضربات عسكرية غربية لسوريا، ومع تراجع إنتاج ليبيا إلى 10 في المائة من معدلاته بسبب إضرابات بحقول النفط والموانئ، في أسوأ موجة تعطل للإنتاج منذ ثورة 2011. لكن وكالة الطاقة قالت إنه حتى إذا استمر تعطل الإنتاج الليبي لنهاية العام فسيعزز انتهاء موسم صيانة حقول النفط في بحر الشمال وخليج المكسيك المعروض في الربع الأخير من 2013. وأبقت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب العالمي في 2014 دون تغير يذكر مقارنة مع تقريرها الشهر الماضي، وذلك عند 1.1 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 895 ألف برميل يومياً في 2013، وعزت ذلك إلى تحسن عوامل الاقتصاد الكلي. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 92 مليون برميل في 2014. لكن الوكالة أشارت إلى أن الطلب قد يشهد بعض الضغوط النزولية في الأسواق الناشئة التي شهدت عملاتها انخفاضاً في الأشهر القليلة الماضية. ولأن النفط مقوم بالدولار ترتفع فاتورة استيراده بالعملات المحلية حينما تتراجع هذه العملات أمام العملة الأمريكية. وتأثر بعض العملات في آسيا وأمريكا اللاتينية بشدة بسبب توقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيقلص برنامجه للتحفيز النقدي؛ الأمر الذي أدى لارتفاع الدولار.
مشاركة :