تجادل الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ امس الاربعاء بشأن الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ مع قول أوباما ان الولايات المتحدة تريد تشجيع انتخابات حرة ونزيهة, في حين قال شي إن المسائل المتعلقة بالمنطقة شأن صيني داخلي. وقال شي أثناء مؤتمر صحفي عقب محادثات في قاعة الشعب الكبرى في بكين إنه أبلغ اوباما ان الاحتجاجات التي تحتل مواقع في وسط المركز المالي الاسيوي غير قانونية وأنه ينبغي للدول الاجنبية ألا تتدخل في مسائل هونغ كونغ, وقال اوباما ان الولايات المتحدة تريد تشجيع انتخابات حرة ونزيهة، في حين قال شي إن المسائل المتعلقة بالمنطقة شأن صيني داخلي. وتعهد الرئيسان الصيني والامريكي بتخفيف التوتر بين بلديهما وتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري الثنائي, ووعدا بالتوصل لاتفاق بشأن التغيرات المناخية العام القادم. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك بقصر الشعب في بكين إنه وشي اتفقا على إجراءات لخفض احتمالات وقوع حوادث عسكرية في البر والبحر. من جهته قال شي إنه وأوباما اتفقا على تسريع المناقشات بشأن معاهدة ثنائية للاستثمار وتعميق الثقة العسكرية, ووصف المحادثات مع نظيره الأمريكي بالبناءة. لقاء ثان والتقى شي وأوباما امس للمرة الثانية خلال زيارة الرئيس الامريكي للصين بعد مشاركته في قمة منتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي. ونفى أوباما ضلوع بلاده في الاحتجاجات المطالبة بتعزيز الديمقراطية التي تشهدها منذ أسابيع هونغ كونغ الصينية. وبينما قال أوباما إن بلاده تريد تشجيع انتخابات نزيهة في هونغ كونغ, شدد شي على أن الاحتجاجات التي تحتل مواقع وسط المدينة -التي تتمتع بإدارة خاصة- غير قانونية. وفي الوقت الذي أكد فيه أوباما أن دعم الولايات المتحدة لحقوق الإنسان سيبقى جزءا من العلاقات مع الصين وحث بكين على تعزيز حقوق سكان إقليم التبت, أعلن شي أن بلاده حققت تقدما في مجال حقوق الإنسان. التغيرات المناخية وفي ما يتعلق بالتغيرات المناخية, أعلن أوباما وتشي عزمهما خفض الانبعاثات الصناعية المتسببة في الاحتباس الحراري خلال العقدين الأخيرين, والتي تساهم الصين والولايات المتحدة بنسبة 40 % منها. وقال الرئيس الصيني إن البلدين سيسعيان إلى اتفاق على التصدي للتغير الحراري في مؤتمر المناخ الذي يعقد بباريس العام القادم. وتعهدت الصين بالحد من الانبعاثات السامة من مصانعها بنسبة 40 % بحلول 2030, في حين وعدت الولايات المتحدة بخفضها بنسبة تصل 28 % بحلول العام 2025. والتقى اوباما مع شي في قاعة الشعب الكبرى ببكين في أول محادثات رسمية بينهما منذ أكثر من عام بعد لقائهما على مأدبة عشاء الليلة قبل الماضية وقال الرئيس الامريكي إنه يرحب بالصين دولة مسالمة ومزدهرة ومستقرة. والثلاثاء تحدث الزعيمان على العشاء وبعده طوال خمس ساعات وقال مسؤولون ان المحادثات دامت ساعتين أكثر مما كان مقررا لها. خلافات وحوار بناء وصرح أوباما بأن الصين والولايات المتحدة بينهما خلافات مهمة، لكنه ابدى تفاؤله باستعداد الرئيس الصيني للتواصل بطريقة بناءة، مضيفا ان كلا من البلدين له مصلحة هائلة في نجاح الاخر. وقال: «توجد خلافات مهمة بيننا على الصعيد العملي وأيضا في رؤيتنا الخاصة بدولتينا وسلوكنا في السياسة الخارجية». وأضاف: «لكنني متفائل جدا باستعدادكم -يا سيادة الرئيس- للانخراط في حوار بناء». وقال: «كل من بلدينا يعول كثيرا على نجاح الاخر. ترحب الولايات المتحدة بصين مسالمة». ومن جانبه أبلغ شي الرئيس الامريكي انه ينبغي للصين والولايات المتحدة ان توسعا مجالات التعاون وأن تنسقا فيما بينهما بشأن القضايا الدولية. وأضاف قائلا: «ينبغي ان نوسع المجالات التي يمكننا وينبغي لنا ان نتعاون فيها... الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة مع سيرهما نحو المستقبل». وصرح الرئيس الصيني بأنه اجرى محادثات «بناءة» مع الرئيس الامريكي وأن البلدين اتفقا على تسريع المناقشات بشأن معاهدة ثنائية للاستثمار وتعميق الثقة العسكرية. مكافحة الإرهاب وأضاف شي ان الصين والولايات المتحدة وافقتا على تطوير اجراءين رئيسيين لبناء الثقة وتكثيف الاتصالات بشان مكافحة الارهاب. وقال ان البلدين اتفقا ايضا على التعاون في فرض القانون بما في ذلك مكافحة الجرائم الدولية. كما صرح الرئيس الامريكي عقب اجتماعه مع الرئيس الصيني بأن البلدين اتفقا على اجراءات لتقليص احتمالات وقوع حوادث عسكرية في البر والبحر. وتحدث اوباما إلى الصحفيين أيضا فأكد الحاجة الى إتاحة فرص متكافئة في الصين امام الشركات الامريكية وقال ان دعم الولايات المتحدة لحقوق الانسان سيبقى جزءا من العلاقات مع الصين.
مشاركة :