دعا مشاركون في ندوة "الأحساء .. نجح الوطن وسقط الإرهاب"، التي نظمها نادي الأحساء الأدبي مساء أول من أمس، إلى ضرورة سن قوانين تجريم الكراهية وتعزز الوحدة الوطنية، وسرعة العمل على تفعيلها، وذلك في أعقاب جريمة "الدالوة" التي شهدتها محافظة الأحساء. وبدأ مدير الندوة الدكتور سمير الضامر المحاضرة بالإشارة إلى أن مراسم التشييع والدفن والعزاء في الحادثة، وأنها كانت رسالة واضحة لنبذ الكراهية والبغضاء، وأن زيارة القيادات هذه البلاد الكريمة لأهالي وأسر القتلى والجرحى، ماهي إلا تأكيد للكشف عن المعدن الطيب الناصع للقيادة السعودية، وتوضيح لرسالة مفادها أنا نعيش منظومة إنسانية ووطنية، ولا شيء يفرقنا، "وقد كانت تلك الجموع تواسي وتترحم، وهي بذلك تحجم الخلافات التاريخية والمذهبية". من جهته، قال رئيس لجنة المحامين في غرفة تجارة الأحساء عضو لجنة المحامين في مجلس الغرف السعودية الدكتور يوسف الجبر في كلمته خلال الندوة التي حضرها رئيس النادي الدكتور ظافر الشهري: "إن الأحساء حافظت على سجلها نظيفاً من العنف الفكري، وأن هذا الحدث غريب على موروثنا، وأوجد صدمة نفسية عند الجميع، ويتطلب لتجاوزها وضع برامج واستراتيجيات، وأن الجميع متفق على فداحة الجريمة بخاصة وأن منفذيها جعلوها "عبادة"، واعتبروها قربة إلى الله، ولا يمكن أن أن تزول تفاصيل هذه الصورة بسهولة". وأضاف: "التعايش هو قبول سلوك ورأي الآخر، وهو قائم على مبدأ الوئام واحترام حرية الآخر، وهو ما يتعارض مع الإقصائية والعنف"، لافتا إلى أن الإرهابيين لا يعملون إلا في الظلام، ولا يستطيعون الظهور على السطح، ومثل هؤلاء لا يحظون بأي احترام، ومل الناس من خطابهم الرجعي ولغتهم السامة ووجوههم العابسة". بدوره، أكد الحقوقي عبدالرحيم البوخمسين خلال كلمته، أن الأحساء بها إرث من العادات لن تتأثر بما حولها، وأن طبيعة الشخصية الأحسائية رفض العنف والفرقة، وهو ما ساعد الكثير في وأد الفتنة، والخوف من المستقبل، وأن الجريمة الإرهابية ما هي إلا محاولة من المجرمين لقتل العيش المشترك، وإحداث الفوضى وجلب الفتنة، إلا أنه حدث ما لم يتوقعوه. أما عميد كلية المجتمع في بقيق التابعة لجامعة الملك فيصل المشرف على الشراكة المجتمعية في الجامعة الدكتور مهنا الدلامي، فذكر أن الأحساء بها "تعددية دينية تجعلها منطقة رائدة في التنوع الفكري، وأن التعددية الفكرية إضافة للمنطقة ، ونوع من الحراك الاجتماعي والوطني، شرط أن يكون في نطاق المواطنة، وذلك ما يصبو إليه الجميع، وأن أي ثقب في اللحمة الوطنية داخليا وخارجيا مهما صغر تبدأ منه المشكلة"، مؤكدا أن الأحساء لم تتح لأي تدخلات داخلية أو خارجية فرصة النيل من اللحمة الوطنية. فيما أكد الدكتور أحمد اللويمي وهو أحد المهتمين بالتحولات الفكرية في الأحساء، ضرورة تعزيز المفاهيم الإيجابية للحضور الواعي، الذي صاحب الحدث الأليم، وأن هذا الحدث حرك اللحمة الوطنية من خلال الحضور الواعي، وأسقطت وبددت أهداف الإرهاب، ولا بد من الانتباه إلى هذا الجانب الإيجابي والعمل على تعزيزه، لافتاً إلى أن السلم الاجتماعي جزء لا يتجزأ من الوحدة الاجتماعية.
مشاركة :