معصوم يؤكد: وجدنا أبواب الرياض مفتوحة للعراقيين..والملك عبدالله أكد على ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين

  • 11/13/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة_من شادية الحصرى أكد الرئيس العراقي الدكتور فؤاد معصوم على الثقل السياسي والتاريخي والديني الكبير للمملكة في المنطقة وفي العالم مشدداً على أن بغداد في أمسّ الحاجة لأن تكون علاقاتها مع الرياض جيدة ومبنية على التفاهم. وأوضح الرئيس العراقي لدى زيارته للمملكة أن العلاقات العراقية جيدة مع إيران إلا أنها لا يمكن أن تكون على حساب العلاقات مع المملكة ودول الخليج، لافتا إلى أن هنالك وجهات نظر مختلفة ولكن يجب أن ندع لكل دولة الاحتفاظ بالمساحة التي تريدها وأن تبقى المصالح المشتركة بينهما قائمة. وكشف الرئيس معصوم أن الملك عبدالله أكد خلال اللقاء معه على ضرورة أن تكون العلاقة بين البلدين متطورة ومتقدمة وأن يكون هنالك تفاهم وتنسيق، مشيراً في هذا الصدد أنهم وجدوا الأبواب مفتوحة على مصراعيها في السعودية لهم، وفي المقابل قلوب العراقيين مفتوحة تجاه المملكة. وقال الرئيس العراقي: إننا نعرف الملك عبدالله رجل صريح وصادق.. لذا لابد أن نحسب حساب ذلك، فنحن لا نريد أن نوعده بشيء ونفعل شيئاً آخر. مؤكداً في هذا السياق أن مراجع النجف أكدت له قبل زيارته للرياض على ضرورة أن تكون العلاقات مع المملكة متميزة وجيدة وقد نقل هذه الصورة لخادم الحرمين لدى لقائه به. وتحدث الرئيس العراقي عن العمليات العسكرية ضد داعش والتنظيمات المتطرفة في المنطقة مؤكداً أن ضربات التحالف الدولي ضد داعش فعّالة إلا أن نتائجها تحتاج لوقت. وكشف الرئيس معصوم خلال اللقاء عن تحرك رسمي لنقل السجناء السعوديين إلى المملكة لافتاً إلى اجتماع وزير الداخلية العراقي مع مسؤولين سعوديين للنظر في هذا الملف وبحث إمكانية تبادل السجناء بين البلدين، كما أشار إلى وجود مباحثات مع الجانب السعودي حول إعادة فتح السفارة السعودية في بغداد. ندرك ثقل المملكة السياسي والتاريخي والديني ونحن في أمسّ الحاجة لعلاقات مميزة معها واستعرض الرئيس العراقي خلال اللقاء العلاقات العراقية مع دول المنطقة وسبل تطوير العمل العربي المشترك كما تناول في حديثه الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تهم البلدين ودول المنطقة.. وفيما يلي نص الحوار: العلاقات العراقية السعودية والمصالح المشتركة * بداية.. فخامة الرئيس زيارتكم للمملكة اليوم تختلف عن العديد من الزيارات التي تحصل، هل تندرج هذه الزيارة ضمن استراتيجية جديدة لحكومة العراقية؟ - استراتيجية الوضع الجديد في العراق وتقوية العلاقات مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة.. هذه كنقطة عامة ثم كل دولة لها خصوصيتها فمثلاً لدينا مع المملكة العربية السعودية حدود مشتركة إلى ما يقرب من ٨٥٠ كيلومتراً منطقة صحراء فلابد من ضبط الحدود المشتركة وكلا الطرفين يحاول ضبط الحدود ومتابعة الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على البلدين وعلى البلدان الأخرى في المنطقة.. ومن الضروري أن يكون بيننا تنسيق في اجتماعات الجامعة العربية، وكذلك تنسيق فيما يخص النفط (أوبك) عدا ذلك المملكة لها وزنها الكبير في المنطقة وفي العالم وليس من الضروري أن تتوتر العلاقات من أجل بعض التصريحات هنا وهناك أو بعض المسؤولين يريدون أن يظهروا وكأنهم مع الغالبية ومع الرأي العام يهاجموا هنا وهناك.. نحن ضد هذه الفكرة لاسيما بالنسبة للمسؤولين من عندنا لأن مسألة العلاقات مع دول المنطقة نحن نريدها أن تكون مبنية على تفاهم.. مثلاً نحن بالنسبة إلى إيران علاقاتنا جيدة مع إيران ولكن لا يمكن أن تكون هذه العلاقات على حساب العلاقات مع المملكة ومع دول الخليج أو مع تركيا.. وجهات نظر مختلفة ندع كل واحد يحتفظ بالمساحة التي هو يريدها ولكن مصالحنا المشتركة مثلاً مع تركيا نحن علاقاتنا مع تركيا متشعبة والمياه والنفط يأتينا من تركيا ونفط العراق من خلال تركيا هناك ترانزيت فعّال بين تركيا وبين العراق وشركات كثيرة تركية تعمل فإذاً لابد أن تكون العلاقات مع تركيا علاقات جيدة ولكن ليس على حساب علاقاتنا مع جهة إقليمية ضد جهة إقليمية أخرى أو مع دول عالمية ضد دول أخرى.. نحن ننطلق من مصالحنا ولكن هذه المصالح لابد أن تشترك وأن نشارك في مصالح الدول الأخرى.. الملك عبدالله رجل صريح وصادق ولانريد أن نعده بشيء ونفعل غيره والمملكة العربية السعودية لها وزنها التاريخي والديني والمقدسات التي تجمع المسلمين هنا في السعودية فنحن في أمس الحاجة إلى أن تكون علاقتنا جيدة، وقديماً كانت العلاقات جيدة ولكن بالنسبة للمملكة صار إثر سقوط النظام لظروف خاصة لم تبعث سفيراً، ولكن سفراءنا كانوا دائماً موجودين وكان هناك برود في العلاقات ولكن مساء أمس الملك عبدالله أكد على ضرورة أن تكون هذه العلاقة بين البلدين متطورة ومتقدمة وأن يكون هناك تفاهم في مختلف المجالات وتنسيق كذلك وخاصة أن دول المنطقة كلها معرضة لتخريبات الإرهابيين.. هذه هي الفلسفة بشكل مركز. الملك عبدالله رجل صريح وصادق * العالم العربي يفترض أن يتجاوز مراحل اليأس.. تونس كيف كانت وكيف أصبحت وليبيا الآن وغيرها هناك دول يعتمد عليها كثيراً.. أعتقد لو اتجه العراق ومصر والسعودية إلى اتفاق سيتحقق وجود قيادة عربية مشتركة وتأثير على العالم العربي بما يأخذه إلى الأمام، فهل يمكن أن يكون هناك تفكير بهذا الخصوص.. أنا أعرف أن العراق مر بأزمات كلنا نعرفها لكن ماذا بعد ذلك؟ - المسائل الكلية لابد من الرجوع إلى جزئياتها.. العلاقة مع المملكة وعلاقتنا مع مصر جيدة.. وفي نيويورك التقيت بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي وتحدثنا حول موضوع أنه يكون لمصر دور أو مشاركة في إعادة تنظيم الجيش العراقي والأجهزة الأمنية وفي المملكة الآن أتينا ورحبوا بنا جميعاً وكذلك نحن نشعر بسعادة بالغة وننقل كل ذلك إلى العراق وإلى المؤسسات الأساسية للالتزام بما تم الاتفاق حوله.. نعرف أن الملك عبدالله رجل صريح وصادق فلابد أن نحسب حساب ذلك لا نريد أن نوعده بشيء ونرتكب شيئاً آخر.. لذلك نريد المصداقية أن تبقى موجودة، نحن من جانبنا نطمئن والمملكة من جانبها تطمئن.. لذا أتيت أمس الأول من النجف صباحاً والتقيت بالمراجع في النجف وفي مقدمتهم السيد السيستاني وكلهم أكدوا على ضرورة أن تكون العلاقات مع المملكة علاقات متميزة وجيدة وهذه كانت مهمة ونقلنا هذه الصورة للملك عبدالله البارحة، ولا نريد أن يتصور البعض أن مراجع الشيعة ضد المملكة، لا.. هذه مسائل سياسية هناك أناس يستغلون شيئاً من هذا ومن الطرف الآخر من يستغل شيئاً ويريد أن يستخدمه.. تركيبة العراق هكذا شيعة وسنّة وكرد الأركان الأساسية وبعد ذلك هنالك مسيحيين وإيزيديين وتركمان هذه طبيعة العراق. مراجع النجف أجمعت على ضرورة تميز العلاقات السعودية العراقية وفي السابق حاول البعض مثل صدام حسين تعريب الكرد.. رغم كل المآسي ولم يستطع وكذلك إذابة الشيعة ولم يقدر.. لذلك هذه التركيبة لابد أن تكون متجانسة فيما بينها ولابد أن يحترم الآخرون هذا التجانس، والآن الحكومة حكومة متجانسة بممثلين عن السنّة والشيعة والأكراد والمسيحيين وتركمان، وهناك تنوع وهو مهم جداً. توتر العلاقات بين البلدين * حديثكم يجعلنا نأخذ انطباعاً أن هنالك مرحلة جديدة في العلاقات السعودية العراقية.. عشرة أعوام كانت هنالك أشبه ما تكون بالقطيعة بين البلدين هل ممكن أن نتحدث عن مرحلة جديدة؟ - لم تكن هنالك قطيعة.. كان هنالك أحياناً بعض التصريحات من هنا وهناك وتصريحات منسوبة إلى المملكة من البعض.. كان توتراً.. أما انقطاع فلم يكن انقطاعاً فكل سنة هناك مئات الآلاف يأتون إلى المملكة لأداء الحج والعمرة ولدينا سفارة عراقية هنا ولذا لم يكن انقطاعا كان برودا أو أكثر قليلاً من البرود في العلاقات وحالياً نعمل على أن تعود هذه العلاقات لحالتها الطبيعية.

مشاركة :