شهد هذا العام أكثر من مشاركة لفنان عربي على شاشات الدراما في مصر وهي المعروف عنها احتضانها وتقديم العون لكل من يبحث عن دخول عالم الشهرة من خلال بوابة هوليود الشرق. ومن خلال العرض الثاني للمسلسلات بعد الموسم الدرامي الأشهر في العالم العربي شهر رمضان الكريم لمعت أسماء لم تنل نسبة مشاهدة في العرض الأول حتى وإن كانت أدوارهم ليست بالشكل المطلوب والمنتظر. ومن بين هؤلاء نجوم سورية: مكسيم خليل وتيم حسن وجمال سليمان وعابد فهد وأيمن زيدان وحاتم علي وغيرهم، ومن الأردن: منذر ريحانة وإياد نصار وصبا مبارك، بجانب درة التونسية. وقدم هؤلاء الفنانون أدواراً جيدة ولكن من منهم وضع لنفسه علامة مميزة رَسخت في ذهن المشاهد مثل الذي وضعها الفنان تيم حسن منذ أن قام بلعب دور الملك فاروق منذ سنوات ولكنه للأسف أخفق بعدها في عدة تجارب درامية في مصر وهي "عابد كرمان" وأخيراً مسلسل "الصقر شاهين". وكذلك الفنان السوري جمال سليمان الذي يتمتع بشخصية رائعة رغم أنه ظل حبيس شخصيات معينة وقوالب محددة، فمرة يجسد شخصية صعيدي شرير، وأخرى مدرس مثالي، وأيضاً رجل مُنزه عن الأخطاء، تلك الشخصيات التي عفا عليها الزمن ولم يعد ليُصدقها الجمهور. المهم أنهم وغيرهم من زملاء المهنة لا بد لهم من مراجعة أنفسهم قليلاً لأن الوصول إلى النجاح أمر سهل ولكن أن تظل على القمة فهو الصعب. مع العلم أن الفنانين الأردنيين منذر ريحانة وإياد نصار كانت تجربتهما موفقة ونالا استحسان الجمهور. مكسيم خليل ونضال الشافعي في أحد مشاهد مسلسل «الشك». أما الفنان السوري الشاب مكسيم خليل فقدم هذا العام تجربته الأولى في مسلسل مصري خالص وهو "الشك" مع الفنان حسين فهمي ورغدة وصابرين ومي عز الدين، ولعب دور الشرير الذي يحاول الوصول لأي شيء وبأي طريقة، حيث قدم الشخصية باقتدار وتَمكن، ولكن السؤال هنا هل تَقبله الجمهور المصري؟ مثلما تقبلوا في الخمسينيات من القرن الماضي الشخصيات الشريرة التي قدمها الفنانون في زمن الفن الجميل محمود المليجي وذكي رستم واستيفان روستي. هناك الكثيرون ممن اعترضوا على تلك البداية لمكسيم التي لم تكن موفقة فاختياره شخصية شريرة خالصة أطاحت به قليلا وجعلته في أعين المشاهدين مكروها على الرغم من إتقانه الدور لدرجة الإقناع. وبدورنا لم نطالبه بأن يعمل شخصية رقيقة ومثالية ولكن كان عليه في أولى تجاربه التي يطل بها على الجمهور المصري أن يوائم بين النقيضين حتى تكون هناك حبكة درامية في محاولة لمغازلة مشاعر التعاطف من الجمهور لا أن يصبح شريراً دائماً على طول الخط بعدما عرفه الجمهور من قبل بالدكتور عمر الشخص الطيب في المسلسل المصري اللبناني روبي ولاقى حِينها نجاحا لافتا، وبلا شك إنه أخطأ الاختيار ويجب تداركه فيما بعد. فيما كان الفنان السوري عابد فهد على قدر المسؤولية في مسلسل "لعبة الموت" مع سيرين عبد النور، ولكن بعض الهفوات والسقطات في العمل ككل جعلته هو أيضاً عرضة للنقد مع أنه لم يقصر بل أجاد في دوره، ولكن هذا هو الحال في عمل عندما يُخفق تَنال الأقلام كل عضو فيه. وبالنسبة للمشاركات النسائية هذا العام كانت غير مقبولة، فدور الفنانة الأردنية صبا مبارك في مسلسل "خلف الله" مع النجم نور الشريف لم يكن موفقاً مثل دورها في مسلسل "شربات لوز" العام الماضي. أما درة التي قامت بدور راقصة في مسلسل مزاج الخير مع النجم مصطفى شعبان كانت كالذي رقص على السلم فلا هي أدت دورها بإقناع ولا هي رقصت بطريقة مقبولة، لأن ما كانت تفعله في المسلسل بعيداً كل البعد عن الرقص الشرقي بل ويصنف تحت بند التنطيط؛ لذا أضاعت درة مجهودا بذلته في أعمال أخرى لمجرد التمثيل أمام الفنان مصطفى شعبان. وفي المجمل هم فنانون على قدر المسؤولية ومرحب بهم في مصر فعليهم دائما أن يقدموا الأفضل حتى يظل يبحث عنهم الجمهور ويترقب طلتهم.
مشاركة :