ارتفعت أسعار الذهب، أمس، مع تراجع الدولار الذي أسهم في دعم الأسعار، وذلك على الرغم من استمرار التدفقات من الصناديق المدعومة بالذهب، التي أظهرت أن معنويات المستثمرين لا تزال ضعيفة مع صعود أصول أخرى. ويشهد الذهب موجة بيع هائلة منذ 31 تشرين الأول (أكتوبر)، ليتراجع دون مستوى الدعم الفني الرئيسي البالغ 1180 دولارا، لأقل مستوى في أربع سنوات ونصف السنة 1131.85 دولار. وفي هذا الشأن، أوضح علي صالح باطرفي؛ شيخ طائفة الصاغة في جدة، أن حركة مبيعات الذهب في السوق السعودية خلال الفترة الأخيرة، كانت جيدة، خاصة أن الأسعار في تراجع، مضيفاً "في الوقت الحاضر نجد الهدوء والركود النسبي في السوق، مرجعا ذلك إلى أنها تعتبر فترة سداد إيجارات والتزامات مالية مع نهاية عام وبداية عام جديد"، مشيراً إلى أنه "مع إجازة الربيع ستكون هناك حركة جيدة في سوق الذهب". وأضاف، أن سعر الذهب الآن مناسب وجيد لشرائه وادخاره، وأن الاستثمار فيه سيكون له عائد جيد خلال الأشهر المقبلة، مؤكدا أن مبيعات الحجاج أفضل نسبيا من العام الماضي، لأن العام الماضي كانت التوقعات غير مرضية، بخلاف هذا العام. بدوره، أوضح أحمد الشريف، مدير عام مصنع الشريف للذهب والمجوهرات، أن سوق الذهب في موسم الحج يعتمد على أمور عدة، منها البلد الذي يأتي منه الحاج، والقدرة الشرائية لديه، مبيناً أن الفترة الأخيرة انخفضت نسبة المبيعات لعدة عوامل، منها تقليص عدد الحجاج، لوجود المشاريع التي تقام في المشاعر ومكة، إضافة إلى أن المناطق التي يأتون منها يوجد فيها مشكلات خفضت القدرة الشرائية لديهم. وأشار الشريف، إلى أن أسعار الذهب مطمئنة في الوقت الحالي، وشجعت البعض على الشراء، بعدما شهد الذهب ارتفاعات متزايدة، جعلت الكثير يبتعد عن شرائه وادخاره والتخوف منه، وتوجههم إلى سلع أخرى مثل الفضة وغيرها، متابعاً أن "هذه الارتفاعات أرهقت الكثيرين، وأبعدتهم عنه، لكن مع الانخفاض بدأت العودة إليه، والمتأثر الوحيد من ذلك هو المستثمر في السوق". وحول توقعاته لسوق الذهب في الفترة المقبلة، قال إن "انخفاض أسعار الذهب أنعشت السوق، وأعادت صغار المستثمرين والمدخرين وحتى المستهلكين، حيث إن الذهب يعتبر مصدر ادخار جيدا للكثيرين، وسوف تستقر السوق مع انخفاض أسعاره، وإخراج العمالة غير النظامية منه، التي سوف تجلب التوازن إلى السوق". وفيما يخص بوابات دخول الذهب المغشوش للسوق السعودية، أوضح أن "الســـــوق السعودية من أكثر الأسواق المحمية، وهناك رقابة عالية من قبل الجهـــات المســــؤولة، خاصة في الفترة الأخيرة من التضييق على العمالة غير النظامية، ولا أعتقد أن هناك من يقوم بالغش في الذهب".
مشاركة :