فقط.. اقطعوا الحبل السري المغذي للفساد

  • 3/16/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تَمَلّ حناجرنا يوماً، ولا كَفَّتْ أقلامنا نحن والكثير من أهل الكويت عن الحديث والتحذير من مآل الوطن مستقبلاً – لا قدر الله – مع تزايد مظاهر تخلف الإدارة الحكومية والانحراف في استخدام السلطة والنفوذ… وتوسع دائرة الفساد الإداري والمالي وانتشار مظاهره التي أصبحت تُمَارَس في العلن دون وازع من ضمير أو خشية من الله أو خوف من القانون، الذي أصبح غير معني إلاّ بالجرائم والجنح البسيطة وقيَّدت يده عن عظائم الأمور بتشريع أو خطأ إجرائي أو غيره. ومع ذلك كله نقول أن تأتي الصحوة الحكومية متأخرة خيرُ من ألا تأتي أبداً… حتى وإن أتت نتيجة نشر غسيلنا المؤلم من خلال التقارير العالمية ونحن من نفاخر ونتغنى بدولة المؤسسات والديموقراطية بقصائد وأغان ونسمع صدى أصواتنا فقط. العزيز بو صباح… إن التصدي للفساد لا يحتاج إلا إلى شجاعة في الموقف بقطع الحبل السري الذي يغذيه بداية، وأقصد به حبل الخدمات والمعاملات والعطايا لأعضاء مجلس الأمة أولاً.. فأنت تعلم جيداً أن البعض حجز موقعه النيابي على حساب كرم الحكومة أو خوفها واختلال ميزان خدماتها تجاه المواطن البسيط لمصلحة المواطن الذي يقف خلفه نائب… وكذلك التصدي بحزم لكل طَرْحٍ يُقَوِّض اقتصاد الدولة ويسرع في استنزاف مواردها… ولا تنس أيها العزيز قطع الحبل الثاني الذي يحجب نظر الحكومة عن تعارض المصالح لكثير من القياديين وبعض أعضاء مجلس الأمة ممن استثمر وجوده في إثراء ميزانيته وميزانية أقربائه حتى الدرجة الرابعة من المناقصات والعمولات… مع إعمال القانون وبحق على المخالف دون النظر إلى اسمه أو عائلته أو انتمائه أو طائفته. طريق الإصلاح وعرُ وصعب، ولكنه مُسْتَحَقٌ ويحتاج إلى عزيمة قوية ووقفة صلبة والأمثلة أمامكم عديدة لمآل دولٍ فشلت في ذلك، ودولٍ تحملت كلفة الإصلاح فنجحت وتقدمت… ولكم الخيار أيها الرئيس لتقرر إلى أي الفريقين سيضمك التاريخ… مع تمنياتي الحارة لكم ولفريقكم ولوطننا العزيز بالنجاح. كلمة أخيرة: عرفناه كطبيب وإنسان أحب هذه الأرض حين وفد إليها عام 1959، ليعمل بإخلاص في علاج المواطنين والمقيمين بالتعاون مع زملائه الأطباء، قضى في الكويت 59 سنة من عمره، لا يحمل في قلبه إلا الإخلاص لمهنته وقسمه وحب البلد الذي استقبله ورحب به ولا يحمل في جيبه إلا وثيقة سفر فلسطينية رفضت السفارة المصرية تجديدها… ومؤخراً جُددت بطاقته المدنية لمدة ثلاثة أشهر فقط كفترة مؤقتة… فأين يذهب ولمن يلجأ وأين قانون الجنسية أو منح الإقامة الدائمة لأصحاب الخدمات الجليلة كأمثال الدكتور غالب خميس الغلاييني وغيره من نماذج وكفاءات أعطت وأخلصت لهذا الوطن المعطاء الذي لا ينكر عطاء أمثاله… فشكرا لهم… وشكراً لمن بيده الأمر إن أنصفهم. د. موضي عبدالعزيز الحمود

مشاركة :