مدرسة مصرية تستعين بـ «راقصات» لإحياء حفل تكريم الطلاب المتفوقين!

  • 3/16/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

راقصات في حفل بمدرسة في مصر. وتسبب غضب أولياء الأمور في إلغاء الفقرة الراقصة لكن الأمر تطور إلى الجهات القضائية والبرلمان. القاهرة: عصام الدين راضي* وزارة التربية والتعليم تقرر استبعاد مديرة مدرسة «ليسيه الهرم» بمحافظة الجيزة وإحالتها للتحقيق. * ولي أمر: لم أصدق في البداية، وعندما سألت ابنتي أخبرتني بصحة الواقعة، وبرغبتها في ترك المدرسة. كما أن هذه رغبة الكثير من زملائها. * ولي أمر: مستوى طلاب المدرسة سيئ للغاية والدروس الخصوصية منتشرة في جميع المواد ومن الأفضل أن نناقش هذا الأمر بشكل متكامل ونحاسب المسؤول عنه. أثارت ثلاث راقصات بمصر زوبعة وصلت إلى البرلمان، بعد أن قدمن استعراضا في حفل تكريم متفوقين بمدرسة. البداية كانت مجرد حفل تكريم للطلاب المتفوقين الذي يقام في جميع المدارس في جميع الدول، حيث يصعد الطلاب المتفوقون على المنصة للحصول على شهادة التكريم إلا أن مدرسة «ليسيه الهرم» بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة، اختارت أن يكون حفل تكريم طلابها المتفوقين مختلفا هذه المرة ويتحدث عنه الجميع. واستعانت براقصات لإحياء حفل التكريم. ولم تمر سوى دقائق معدودة حتى انقلبت الدنيا رأسا على عقب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي ساعدت على انتشار الخبر واعتبره الجميع خروجا عن القيم والتقاليد مما دفع إدارة المدرسة لإلغاء الحفل، والاعتذار لأولياء الأمور. وزارة التربية والتعليم من جانبها لم تتوقف عند هذا الإجراء بعد الهجوم الشديد الذي تعرضت له من جانب أولياء الأمور. وقررت استبعاد مديرة المدرسة وإحالتها للشؤون القانونية بالوزارة للتحقيق. ورفع نتيجة التحقيق لوزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة. كما قررت تشكيل لجنة من الشؤون القانونية للتحقيق في الواقعة بالمدرسة. إلى هنا، ولم يتوقف الأمر، حيث وصلت الواقعة إلى مجلس النواب المصري (البرلمان) بعد تقدم أحد النواب بطلب إحاطة لوزير التربية والتعليم، ومدير المعاهد القومية المتخصصة التابع لها المدرسة، حول واقعة الاستعانة براقصات. أولياء الأمور كان لهم رأى آخر في الواقعة حيث تقدم عدد كبير منهم بطلبات لوزارة التربية والتعليم بنقل أولادهم من المدرسة، مطالبين بتحويل الأمر إلى النيابة العامة وتقديم المسؤولين عن الواقعة لمحاكمة عاجلة. عزة شعبان، مدير المعاهد القومية بوزارة التربية والتعليم الفني، التابعة لها المدرسة، اعتبرت أن ما حدث سقطة كبرى لا يجب أن تمر مرور الكرام، وأن وزير التربية والتعليم بنفسه يتابع هذه الواقعة، فما حدث إخلال بدور المدرسة ورسالتها في عيون الطلاب الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما وهم في سن المراهقة. وشددت شعبان على أن ما حدث يخالف قواعد وقوانين وزارة التربية والتعليم، وسيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات فورا عقب الانتهاء منها، وتوقيع عقوبة على المخطئ مهما كان شخصه. ومن جانبها، أبدت مدرسة «ليسيه الهرم» اعتذارها عن استضافتها ثلاث راقصات لإحياء حفل تكريم الطلاب المتفوقين، لافتة إلى محاسبة كل من تسبب في الواقعة. وقدمت إدارة المدرسة في تدوينة على صفحة المدرسة الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» اعتذارا عما حدث واعتبرته خطأ فنيا غير مقصود ويجري البحث عن أسبابه ومحاسبة المتسبب فيه. وقالت مديرة المدرسة في البيان إنها لم تطلع على فقرات الحفل ولم تكن تعلم بوجود راقصات ضمن برنامج الحفل وأنها بعد صعود الراقصات على خشبة المسرح استشعرت الأزمة وقررت إلغاء الفقرة وإنزالهن من على خشبة المسرح وتم استكمال باقي فقرات الحفل. وأضافت مديرة المدرسة أن أحد أولياء الأمور أعلن عن تبرعه لإقامة الحفل على نفقته الخاصة تقديرا للدور الذي تقوم به المدرسة، وهو ما تمت الموافقة عليه من جانب الإدارة، ولم يتحدث أحد معه عن فقرات الحفل، وفوجئنا بصعود الراقصات على خشبة المسرح وتقديم فقرة راقصة. ولي أمر أحد الطلاب الذي تبرع بإقامة الحفل عندما استشعر الأزمة صعد على خشبة المسرح وقدم اعتذارا للطلاب وأولياء الأمور وإدارة المدرسة عما حدث واعتبره خطأ غير مقصود. ولي أمر آخر فجّر مفاجأة، وأكد أن من قام بالتبرع بإقامة الحفل يعمل متعهد حفلات فنية، وإدارة المدرسة على علاقة قوية به وتستعين به في حفلات أخرى. معظم أولياء أمور الطلاب رفضوا الاعتذارات التي تقدمت بها الإدارة التعليمية والمعاهد القومية ووزارة التربية والتعليم، وأكدوا أن سمعة المدرسة أصبحت سيئة ولا بد من تغيير إدارة المدرسة بالكامل وجميع الأطراف المسؤولة عن حفل التكريم. وقال محمد إسماعيل ولي أمر إحدى الطالبات بالمدرسة إنه عرف بهذه الواقعة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا كبيرا في «انتشار الفضيحة». وأضاف: «لم أصدق في البداية، فكيف لمدرسة تستعين براقصات؟ وعندما سألت ابنتي التي يبلغ عمرها 10 أعوام أخبرتني بصحة الواقعة، وأنها شاهدت ما حدث، وأخبرتني برغبتها ترك المدرسة والانتقال إلى مدرسة أخرى. كما أن هذه رغبة الكثير من زملائها داخل المدرسة». أحمد فاروق، ولي أمر طالب بالمدرسة قال: «أرى أن ما حدث لا يستحق كل هذه الأزمة، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاستعانة بفقرات فنية داخل المدرسة وأن ملابس الراقصات لم تكن مبتذلة وأن أداءهن كان أشبه بما كنا نشاهده في الأفلام السينمائية القديمة». وأشار ولي الأمر إلى أن مقاطع فيديو الرقص منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي ومتاحة للجميع، وأن وجود الراقصات من عدمه لن يهدم العملية التعليمية أو يصعد بالمدرسة للمقدمة، وأنه على كل من اعترض على وجود راقصات داخل مدرسة أن يفكر في العملية التعليمية بشكل متكامل وليس من ناحية واحدة فقط. وتابع أن مستوى طلاب المدرسة سيئ للغاية والدروس الخصوصية منتشرة في جميع المواد وأنه من الأفضل أن نناقش هذا الأمر بشكل متكامل ونحاسب المسؤول عنه. أحد المدرسين بالمدرسة رفض ذكر اسمه أكد أن بعض المسؤولين في إدارة المدرسة كانوا على علم بوجود راقصات، ووفروا لهن غرفة بجوار غرفة الإدارة لتغيير ملابسهن، وأنه قبل صعود الراقصات على خشبة المسرح طُلب منهن أن تكون ملابسهن غير مثيرة.

مشاركة :