قال الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه، ومحاسبتها ومراقبتها في كل صغيرة وكبيرة في الأقوال والأفعال. أوضح «الحذيفي» خلال إلقائه خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي، أن من حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله فيما يحب الله ويرضى، فقد فاز فوزًا عظيمًا، مستشهدًا بقوله تعالى: «أَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»، وقال جل وعلا: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ».ودلل بما قال عز وجل: «إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ»، وقال سبحانه :« وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ»، منوهًا بأنه قال المفسرون أقسم الله بالنفس التي تلوم على التقصير في الواجبات وتلوم على اقتراف بعض المحرمات، فتلوم كثيرًا حتى يستقيم أمرها.وأضاف: أنه فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» رواه البخاري ومسلم وهذا لا يكون إلا بمحاسبة النفس، وعن شداد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال، : «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله» حديث حسن، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن، توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر».
مشاركة :